أرشفجي يوثق تاريخ مصر منذ عهد الملك فاروق

أرشفجي يوثق تاريخ مصر منذ عهد الملك فاروق

القاهرة _ محمد علي

avata
القاهرة _ محمد علي
29 ابريل 2018
+ الخط -
يسير وسط الأعمدة الكبيرة من الأوراق المتراصة والكتب، لكنه يعرف كل شيء داخل مخزنه، ويستطيع العثور على أي معلومة يريدها لمساعدة الباحثين لإتمام أبحاثهم ودراساتهم بالاعتماد على وثائق حقيقية من الطبعة الأولى، وأحيانًا الوحيدة من كتب نادرة، التي تخص مصر منذ عشرينيات القرن الماضي وحتى الآن.

الأربعيني الأرشفجي محمد صادق، يتحدث لـ"العربي الجديد" من داخل أرشيف الذكريات الذي يوثق تاريخ مصر بالجرائد القديمة التي تغير لونها للأصفر، والصور الفوتوغرافية والكاريكاتير، عن بدايته بهذه المهنة التي ورثها أباً عن جد.

يقول إن عائلته تعمل في هذه المهنة منذ أكثر من 110 سنوات، أي منذ عهد الملك فاروق، وأن هذه المهنة كانت تسمى بمهنة "الوراقين"، أي الذين يعملون فى كل ما يتعلق بالورق من كتب قديمة ووثائق ومخطوطات وصور، مشيراً إلى أنه أنه قضى 35 عاماً بين الورق، حيث كان يساعد والده في الصغر، حتى تولى العمل بنفسه بعد مرض والده.

ويوضح أنه منذ عشرين عاماً، بدأ يفكر بطريقة لحفظ الأوراق والكتب والوثائق بشكل منظم، وبالفعل بدأ في ترتيب كل ما يقتنيه من كتب حسب تصنيفها والمجلات حسب إصدارها وتاريخها، حتى أصبح لديه أماكن مستقلة لكل تخصص، سواء ما يخص تارخ السينما وآخر للثقافة والأدب، وآخر للجرائد والمجلات.

ويشير لـ"العربي الجديد" إلى أنه يساهم بمغارة الذكريات في تنظيم الكثير من المعارض التاريخية، والمعارض الخاصة بتكريم الفنانين، إلى جانب معارض تخص تاريخ مصر وتاريخ الدول الأخرى، موضحاً أنه ساهم بمعرض لتاريخ الشرطة المصرية مدة 50 عامًا بصور نادرة ووثائق تاريخية. تلك الصور التي استطاع الحصول عليها بعد تواصله مع مصورين قدامى فاشتراها، وبات لديه توثيق كامل لتاريخ 100 عام في مصر بالصور لكل المجالات، وخاصة السينما.



ويعرب صادق عن آمله في إقامة معارض مفتوحة، تعرّف الناس بتاريخ مصر الذي تسجله الكتب والجرائد والمجلات، الأمر الذي لا يستطيع تحقيقه إلا بمساندة الدولة، حتى لو كانت معنوية وليست مادية، فالكثير مما تعانيه مصر من مشاكل، يعود إلى عدم معرفة المواطنين بتاريخهم بشكل موثق.

المساهمون