أحلامنا وأحلامهم

أحلامنا وأحلامهم

19 نوفمبر 2017
+ الخط -
شاب عربي يقول لشاب أميركي: حدّثني عن أحلامك.
قال الأميركي: أن أسافر وأزور جميع بلدان العالم الجميلة وأن أملك شركة. وأنت ما أحلامك؟؟
قال العربي: أتزوج وأبني بيتاً.
قاطعه الأميركي: عذراً أكلمك عن أحلامك وليس عن حقوقك.

هذا حوار متداول بين شاب عربي يرى سعادته في الزواج وبناء بيت وتكوين أسرة، وشاب من الغرب تجاوز هذه المراحل التي يراها حقوقاً نحو الاستمتاع بالحياة عبر السفر وامتلاك شركة.

وبقدر ما في هذا الحوار من إشارات فإنه يعد إسقاطاً مباشراً على واقع مرير تعيشه أوطاننا العربية، حين تحولت فيها الحقوق إلى أحلام تراود المواطن لعله يظفر بأحدها ويحققه في لحظات اليقظة.


وحين نرى ملايين البشر في بلدان عربية، بعضها غني بفحش، يحلمون برغيف خبز أو خيمة يحتمون بها، يتحول التعجب إلى مأساة في هذا الواقع الذي أريد له أن يكون من طرف سارقي حقوق البشر، وأقصد بهم الأنظمة الحاكمة التي استولت على أرزاق الناس واستبدت في إذلال الشعوب، حتى أصبح الحصول على عمل أو سكن أو شراء سيارة أو متاع البيت من سابع المستحيلات لدى كثير من الناس.

ومن المفارقات التي تجعل الدول المتطورة تسخر منا هي أن معظم الدول العربية تستحوذ على موارد طبيعية وباطنية هائلة كان يفترض أن تقسم مداخيلها على مواطنيها وتضمن لهم معيشة رخاء تليق بهم وتغنيهم عن الحلم بها فقط.

لكن الأنظمة العربية المستبدة دأبت ولا تزال على اتباع سياسة "جوع كلبك يتبعك" في التعامل مع مواطنيها وسلبت منهم حقوقهم حتى اقتصرت مطالبهم الأساسية على تحصيل أحد هذه الحقوق فقط وأنستهم وجود أحلام كبيرة للاستمتاع بالحياة.

والحقيقة تقال؛ إن الهوة بين المجتمعات العربية والغربية تتسع باستمرار بسبب تدخل أنظمة الحكم العربية في تسيير حياة المواطن وحجره حتى على عقله من منطلق "اترك الحاكم يفكر مكانك"، وأصبح المجال للمقارنة لا يجوز حتماً بالنظر إلى كثرة الفوارق.

اليوم أصبح من اللازم على المواطن العربي تحرير عقله وفك قيده لاسترجاع حقه وتحقيق حلمه.

دلالات

0D71B2E1-AA33-42F1-A9F8-D1E73669AA85
محمد لهوازي

إعلامي جزائري. اشتغل في العديد من الصحف والمواقع الإخبارية. حاليا محرر صحفي بموقع الشروق أون لاين. يقول: النفاق حقد دفين يؤذيك، ولسان يخدّرك ليرضيك.