"فيسبوك" تشدّد الخناق على "تيك توك"

ريلز/إنستغرام (لورينزو دي كولا/Getty)
07 اغسطس 2020
+ الخط -

أعلنت شركة "فيسبوك" عن إطلاق ميزتها الجديدة "ريلز" Reels، المنافسة لتطبيق "تيك توك"، والمخصصة للفيديوهات القصيرة والمسلية على منصتها "إنستغرام". تتيح "ريلز" نشر تسجيلات مصورة وتشاركها لعرضها على مستخدمين لا يقتصر نطاقهم على دائرة الأصدقاء والمتابعين، "ما يوفر للجميع فرصة أن يصبح صانع محتوى على (إنستغرام) وإيصال منشوراتهم إلى جماهير جديدة على الساحة العالمية"، وفق ما أعلنت "فيسبوك" في بيان يوم الأربعاء.

وبعد تجربة هذه الخاصية منذ نوفمبر/تشرين الثاني في البرازيل، وبعدها في فرنسا وألمانيا منذ يونيو/حزيران، يبدأ العمل بهذا النسق الجديد الأربعاء في 50 بلداً من الولايات المتحدة إلى أستراليا، مروراً بالمملكة المتحدة والهند واليابان، وفق ما نقلت وكالة "فرانس برس".

وسيجد مستخدمو "إنستغرام" علامة تبويب جديدة تتيح لهم إضافة تأثيرات بصرية للواقع المعزز وموسيقى مع التنقل بين الفيديوهات القصيرة الممتدة على 15 ثانية والمسجلة عبر الهاتف الذكي. ويستخدم 3.14 مليارات شخص شهرياً التطبيقات المملوكة للشبكة الأميركية العملاقة، أي موقع "فيسبوك" و"إنستغرام" و"واتساب" و"ماسينجر".

وتتنافس الشبكات الاجتماعية على كسب اهتمام المستخدمين وزيادة المدة التي يمضونها. ويعتمد نموذجها الاقتصادي على البيانات الشخصية التي تقوم على إعداد ملفات للمستهلكين وبيع إعلانات محددة الأهداف على نطاق واسع.

وتتشارك الخاصية الجديدة المبدأ عينه مع "تيك توك" التي أطلقت قبل عامين وحققت نجاحاً عالمياً كبيراً. وقد كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال"، الأسبوع الماضي، أن منصة "إنستغرام" قدمت حوافز مالية وصلت إلى مئات آلاف الدولارات الأميركية لمستخدمي تطبيق "تيك توك" الذين يجذبون ملايين المتابعين، لإقناعهم باستخدام خدمتها المنافسة الجديدة "ريلز".

تحاول "إنستغرام" استدراج مشاهير "تيك توك" بحوافز مالية

وأكدت المتحدثة باسم "إنستغرام"، ساريسا ثروير، أن المنصة "تواصلت مع صناع محتوى بشأن (ريلز)، في دول عدة حيث يجرى اختبارها حالياً"، مشددة على "التزام المنصة بالاستثمار في المبتكرين وخبراتهم"، وفق ما صرحت لـ"وول ستريت جورنال".

ولمواجهة اندفاع "إنستغرام"، أعلنت منصة "تيك توك"، يوم الخميس الماضي، عن تمويل قيمته مائتي مليون دولار أميركي، لمساعدة منشئي المحتوى على المنصة "في تحقيق أرباح إضافية". كما شن مشرف العمليات في "تيك توك" داخل الولايات المتحدة، كيفن ماير، هجوماً على محاولات "إنستغرام" لاستنساخ التطبيق، الأسبوع الماضي، متهماً الشركة الأم "فيسبوك" بمحاولة الاستفادة من الضغط المتزايد في واشنطن.

وهذه ليست المرة الأولى التي تحاول إحدى المنصتين استدراج المبتكرين، ففي السنوات الماضية غمرت "تيك توك" موقعي "فيسبوك" و"إنستغرام" بالإعلانات الهادفة إلى جذب المستخدمين. وفي السياق نفسه، أعلنت خدمة "يوتيوب" التي تملكها شركة "غوغل"، الأسبوع الماضي، أنها ستطرح ميزات مشابهة لتلك المتوفرة في "غوغل".

تخطى عدد مستخدمي تطبيق "تيك توك" عتبة مليار مستخدم خلال الحجر المنزلي

ومن غير المستغرب سعي عمالقة التكنولوجيا إلى تقليد "تيك توك"، بعد الشعبية العالمية الواسعة التي حققها التطبيق خصوصاً في مرحلة الحجر المنزلي لمكافحة وباء "كوفيد-19" الذي يسببه فيروس كورونا الجديد، وتخطى عتبة مليار مستخدم مضاهياً بذلك "إنستغرام"، وتحديداً بين صغار السن في الولايات المتحدة، حيث استخدمته 70 في المائة من الفتيات اللواتي يملكن هاتفاً ذكياً عام 2019، وفقاً لتطبيق "جيميني" المخصص للأهل الذي يرصد عادات الأطفال الإلكترونية.

يذكر أن "تيك توك" تواجه تدقيقاً مشدداً في الولايات المتحدة أخيراً، إذ لوّح الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، بحظر "تيك توك" في الولايات المتحدة في حال عدم إنجاز صفقة بيعها لشركة أميركية بحلول 15 سبتمبر/أيلول المقبل لشركة "مايكروسوفت". وقد واجهت منصة وسائل التواصل الاجتماعي المملوكة للصين انتقادات بسبب مخاوف تتعلق بالخصوصية والأمن. قالت "تيك توك" سابقاً إنها لم تقدم بيانات المستخدمين إطلاقاً إلى الحكومة الصينية ولن تفعل ذلك.

لوح ترامب بحظر "تيك توك" في حال عدم إنجاز صفقة بيعها لشركة أميركية بحلول سبتمبر

وقال وزير الخارجية الأميركية، مايك بومبيو، يوم الأربعاء إن الولايات المتحدة تريد رؤية التطبيقات الصينية "غير الموثوقة" محذوفة من متاجر التطبيقات الإلكترونية الأميركية، واصفاً "تيك توك" وتطبيق التراسل "وي تشات" بأنهما "تهديدان كبيران". وفي إطار الإعلان عما سماه التوسع في الجهود الأميركية من أجل "شبكة نظيفة"، قال بومبيو إن واشنطن ستعمل على حجب تطبيقات صينية مختلفة كما ستعمل على منع شركات الاتصالات الصينية من الوصول إلى معلومات حساسة عن المواطنين والأعمال الأميركية.

في المقابل، عبرت الصين عن معارضتها الشديدة للخطوة التي اتخذتها الحكومة الأميركية لحجب التطبيقات الصينية، مضيفة أن ذلك يتعارض مع مبادئ السوق ولا تستند إلى أساس واقعي. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، وانغ وين بين، للصحافيين في إفادة يومية إن الصين تحث الولايات المتحدة على إصلاح الخطأ الذي وقعت فيه، وفق ما نقلت وكالة "رويترز".

في السياق نفسه، أعلن تطبيق "تيك توك"، المملوك للشركة الصينية "بايتدانس"، عن افتتاح أول مركز بيانات لها في أوروبا، ومركزه أيرلندا. تأتي هذه الخطوة بعد أيام من إعلان الشركة الأم أنها تدرس نقل مقر "تيك توك" إلى الخارج ، بعد تقرير إعلامي بريطاني أفاد بأنها قد تنتقل إلى لندن.

المساهمون