"تحرير السودان" تنضم إلى وثيقة الدوحة للسلام في دارفور

"تحرير السودان" تنضم إلى وثيقة الدوحة للسلام في دارفور

19 يناير 2017
الاتفاق يأتي استنادا لوثيقة الدوحة للسلام( أشرف شاذلي/فرانس برس)
+ الخط -

 تشهد الدوحة، يوم الإثنين المقبل، توقيع اتفاق سلام بين الحكومة السودانية، وحركة "جيش تحرير السودان"،" الثورة الثانية"، التي يرأسها أبو القاسم إمام الحاج، وهي حركة منشقة عن "جيش تحرير السودان"، التي يقودها عبد الواحد نور.

ووفق معلومات حصل عليها "العربي الجديد"، فإن الاتفاق الذي سيتم التوقيع عليه، يأتي استنادا إلى وثيقة الدوحة للسلام في دارفور، التي وقعتها الحكومة السودانية وعدد من أبرز حركات التمرد في دارفور، وجاء التوقيع على اتفاق بعد مفاوضات جرت على مدار العام الماضي، بين ممثلين عن الحكومة السودانية، وحركة "جيش تحرير السودان"، انتهت بالتحاق الحركة بوثيقة الدوحة، وركب السلام في دارفور.

وقاد أبو القاسم إمام الحاج انشقاقا داخل حركة "جيش تحرير السودان"، التي يرأسها عبد الواحد نور، ووقع اتفاقاً مع الحكومة السودانية، قبل أكثر من 10 سنوات في العاصمة الليبية طرابلس، نص على وضع ترتيبات أمنية حول مناطق عدة، من أجل عودة النازحين، ونزع السلاح من كافة الفصائل، وزيادة التعويضات للمتضررين في الإقليم إلى 100 مليون دولار، وإنشاء صندوق تعويضات للأسر المتضررة.

لكن الحاج سرعان ما انقلب على الاتفاق، بعد أن فقد منصبه واليًا لغرب دارفور، في تعديل أجْرته الحكومة السودانية، وعاد لحركة عبد الواحد، قبل أن ينشق عنه للمرة الثانية، ويستجيب لنداء الرئيس السوداني عمر حسن البشير بالعودة والانضمام إلى طاولة الحوار الوطني، حيث شارك في الحوار الوطني السوداني، بعد حصوله على ضمانات من الرئيس التشادي إدريس ديبي.

وسبق لرئيس حركة "جيش تحرير السودان"، "الثورة الثانية"، أن أعلن العام الماضي عن مفاوضات تجري بين حركته وممثلين عن الحكومة السودانية للالتحاق بوثيقة الدوحة لسلام دارفور، تحت رعاية قطرية، وأنه حال قبول الحكومة السودانية لملاحظاتهم، سيتم توقيع اتفاق للسلام.

ووقعت الحكومة السودانية وحركة "التحرير والعدالة" التي يرأسها التيجاني السيسي، في يوليو/ تموز عام 2011 في الدوحة، "وثيقة الدوحة للسلام في دارفور"، بعد أن أجيزت في مؤتمر أهل المصلحة بدارفور قبل ذلك التاريخ بنحو شهرين.

ووقع على الوثيقة ممثلون عن دولة بوركينا فاسو والاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة ودولة قطر، التي تولت الوساطة بين الفرقاء على امتداد ثلاثين شهرا من المفاوضات، وكان الغائب الكبير حينها هو حركة "العدل والمساواة"، وحركة "جيش تحرير السودان"، التي لم تشارك في المفاوضات، وتركت الوثيقة الباب مفتوحا لبقية الحركات للانضمام إليها.

وانضمت "العدل والمساواة" المتمردة في أبريل/نيسان 2013، إلى اتفاق السلام، بعد أن وقعت مع الحكومة السودانية في الدوحة اتفاقا ضمن وثيقة الدوحة للسلام في دارفور.

وتضمنت الوثيقة عنصرا أساسيا لحل أزمة دارفور، وهو تقاسم الثروات والسلطة بين حكومة الخرطوم وحركات دارفور، فضلا عن التصدي لقضايا أساسية للنزاع المسلح في الإقليم، كإقرار تعويضات للنازحين، وموضوع اللجوء ووضع الإقليم من الناحية الإدارية، حيث تقرر اللجوء للاستفتاء، للحسم في هوية دارفور بين أن يكون إقليما واحدا أو ولايات.

 وبوصفه آخر مراحل تطبيق وثيقة الدوحة للسلام، نظم في أبريل/نيسان 2016، استفتاء لتحديد الوضع الإداري لدارفور، وكان على الناخبين الاختيار بين: تكوين إقليم واحد بحكومة تتمتع بصلاحيات واسعة، أو الإبقاء على الوضع الإداري القائم الذي يُقسم بموجبه الإقليم إلى خمس ولايات، وهو ما تفضله الحكومة السودانية، وهو أيضا ما صوّت له بالفعل أغلب الناخبين.

وبنتيجة الاستفتاء انتهى أجل السلطة الإقليمية لدافور، التي يرأسها زعيم حركة "التحرير والعدالة"، التيجاني سيسي.