"السلطان والشاه" يبصر النور عبر قناة مشفرة
بعدما تأجل عرض المسلسل التاريخي "السلطان والشاه" لموسمين رمضانيين متتاليين، تقرر عرضه في رمضان 2018، عبر قناة "بي إن دراما" المشفرة، وبدأت القناة الحملة الترويجية للعمل، استعداداً لعرضه "حصرياً" في رمضان، بالإضافة إلى أعمال درامية أخرى سورية ومصرية ومشتركة، بعد أن ازدادت التساؤلات عن إمكانية عرضه، خاصة بعد أن كان من المقرر أن يعرض في رمضان 2016، ولكن لأسباب تتعلق بإنتاجه الضخم، بحسب ما صرح به الممثل المصري محمد رياض، أحد أبطال المسلسل، عندما سئل في لقاء أجراه معه تلفزيون "دريم" المصري عن سبب عدم عرض المسلسل في رمضان 2016. وأضاف رياض أن المسلسل يحتاج إلى عمليات "غرافيك" كثيرة، وهذا ما سبب تأخير إنهاء التصوير.
ثم أعلن مخرج المسلسل الأردني محمد عزيزية متابعة تصوير المسلسل لعرضه في رمضان 2017، وصرّح، في لقاءات عدة، أن عرض هذا المسلسل يتزامن مع أزمة تعيشها الأمة الإسلامية "إذ لم يكن من المتوقع أن نعود في القرن الواحد والعشرين ونعيش هذا الصراع المذهبي ثانية"، مشيراً إلى أن التاريخ يعيد نفسه في وجود قوتين تتنازعان على فرض نفوذهما هما تركيا وإيران، وأن مسلسل "السلطان والشاه" هو أول عمل درامي يجسد النزاع بين الدولة العثمانية والدولة الصفوية، إلا أن المسلسل لم يعرض في رمضان 2017 كما كان منتظراً، وعزا المنتج، محسن العلي، التأجيل إلى "مشاكل تسويقية"، إذ لم يحظ المسلسل بفرصة عرض جيدة من وجهة نظر المنتج، إلى أن تم الاتفاق على عرضه عبر قناة "بي إن دراما" في رمضان 2018.
مسلسل "السلطان والشاه" إنتاج مصري، ولكنه يجمع كوكبة من نجوم الوطن العربي، ابتداء من المخرج الأردني محمد عزيزية الذي اشتهر بأعماله التاريخية وكان أول من قدم مسلسلات "الفنتازيا التاريخية" في المسلسل السوري "البركان" عام 1989، كذلك يتشارك البطولة في المسلسل كل من الفنان السوري سامر المصري، بدور السلطان سليم بن بايزيد، والفنان المصري محمد رياض بدور الشاه إسماعيل الصفوي، بالإضافة إلى مادلين طبر، ليليا الأطرش، أحمد ماهر، كمال أبو ريا، عبد الحكيم قطيفان، مارغو حداد، وآخرين.
المسلسل، بحسب عنوانه، يتناول النزاع الذي ساد في القرن السادس عشر بين السلطان العثماني سليم بن بايزيد والشاه الإيراني إسماعيل الصفوي، الذي يحظى بسمعة تاريخية سيئة، بسبب ما ارتكبه من مذابح في أذربيجان والعراق.
كان للسلطان سليم الأول عَدُوَّان هما "قانصوه الغوري" ملك مصر والشام، الذي قاتله في معركة "مرج دابق" شمالي حلب وهزمه، والشاه إسماعيل الصفوي شاه إيران، الذي تغلب عليه في معركة "جالديران"، ثم دخل مدينة "تبريز" عاصمة الصفويين آنذاك، ثم عاد السلطان سليم إلى فتوحاته التي كان ينزع إليها في سياسته، شأنه في ذلك شأن جده السلطان محمد الفاتح الذي فتح القسطنطينية، وكان أول قائد يحمل لقب "أمير المؤمنين" من غير العرب، ويعود ذلك إلى تصديه لقتال البرتغاليين الذين كانوا يشكلون خطراً على الأراضي المقدسة.
ويتزامن عرض مسلسل "السلطان والشاه" مع الجدل الذي أثاره مسلسل "هارون الرشيد" الذي رفضته الرقابة في الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون السوري، بسبب إساءته إلى الدولة الحليفة إيران، على حد تعبير أحد أعضاء دائرة الرقابة، وبسبب ذلك منع عرض المسلسل عبر القنوات السورية، ليقتصر عرضه على قنوات عربية أخرى، خاصة أن الحقبة التي حَكَم خلالها هارون الرشيد حصلت فيها "نكبة البرامكة"، وهم فارسيو الأصل يعود أصلهم إلى يحيى البرمكي الذي تولّى تربية الرشيد وابنه الفضل، وهو أخو الرشيد بالرضاعة، وقد استغل البرامكة محبته لهم وتقريبه لهم من مقاليد الحكم ليبدأوا ببسط نفوذهم في البلاد، ولما تنبه الرشيد إلى خطرهم، خاصة بعد المؤامرات التي بدأوا بحياكتها ضد أخته "العباسة"، قام بالقضاء عليهم، لذلك سميت تلك الحادثة بـ"نكبة البرامكة".
المساهمون
المزيد في منوعات