أرجوان

30 مارس 2016
بول غيراغوسيان/ لبنان - فلسطين
+ الخط -
الناس الذين يتوالدون لا يموتون.
ففي بلادنا يقولون "مَنْ خلَّف ما مات"
أما التواريخ فتسلِّم راياتها، المتجدّدة،
لعدائين في سباق تتابُعٍ لا يتوقف.
حتى بعد كلّ الذين مرّوا
بعجلاتهم ودوابِّهم ورطاناتهم،
وعملهم، مثلنا، في النَّهار
ونومهم، مثلنا أيضاً، في الليل،
لم تغيّر هذه الأرض مكانها.
إنها لا تزال حيث هي،
ربما ارتفع مستواها عن سطح البحر قليلاً
ذلك ما تقوم به عظام الأسلاف عادةً،
ولكنها لم تغير موقعها
فليس من عادتها الترحال.
لم يعد جامعو الحلزون يحصدون الأرجوان
لثياب الكهنة
بيد أن تلك الدموع الثمينة ظلت تتلألأ في
برديات النيل ومعابد الآلهة.

يمكن للغات أن تُكْتَب من اليمن إلى اليسار
وبالعكس، لكن المعاني لا تخدعها الألفاظ،
ولا تضلُّ طريقَها في الترجمة.
هذه الحروف المضلَّعة قد تكون مرَّت من هنا
وقد لا تكون،
لكنَّها تحتاج في كلِّ حال إلى أيدٍ عاملةً كثيرةً
لتصبح شجرة.
لا مفرَّ من الأرض
مهما نأيت عنها ستعود إليها
وما دمنا هنا لا أحد بمقدوره الفرار من هذه الجاذبية.
إنها قدر الإنسان.
الأفضل أن تكون خياره.


اقرأ أيضاً: السيق
المساهمون