شباب اليمن يأملون في هدنة للصيام

19 يونيو 2015
رمضان هذا العام سيكون أكثر حزناً (Getty)
+ الخط -
يطل شهر رمضان هذا العام بحلة مغايرة لم يعهدها اليمنيون في الأعوام القليلة السابقة، خصوصا أن الحرب لم تضع أوزارها بعد.

وتشير التقديرات إلى أن رمضان هذا العام سيكون أكثر حزنا وقلقا على جميع فئات الشعب التي تأثرت، وما تزال، بالمعارك الطاحنة التي تدور رحاها في أكثر من جبهة يمنية منذ نحو شهرين.

وألقت الحرب المشتعلة بين مليشيات جماعة الحوثي وقوات الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح من جهة والمقاومة الشعبية من جهة أخرى، بظلالها السيئة على حياة اليمنيين، بحيث أصبحت المعيشة معقدة في ظل انعدام شبه كامل للخدمات الأساسية من نفط وغاز وكهرباء على غالبية اليمنيين.

ومع تدخل قوات التحالف العربي عسكريا لاستعادة الشرعية المختطفة في أيادي (صالح والحوثي) أواخر مارس/آذار الفائت، ازداد الأمر تعقيدا.


"جيل العربي الجديد" استطلع آراء عدد من المواطنين أغلبهم في سن الشباب، وتمحور حديثهم في الغالب حول ضرورة وقف نزيف الدم الفوري وتوفير احتياجات الغذاء والدواء للنازحين، فضلا عن توفير طاقة للمستشفيات لتواصل عمليات تطبيب الجرحى والمرضى.
وقال الطالب الجامعي هاني الحيدري لـ "جيل": نحن الآن أمام كارثة حقيقة وسنكتشف فداحة هذه الكارثة مع دخول شهر رمضان. وأوضح أن الغاز المنزلي شبه معدوم، وإن توفر يباع في السوق السوداء بأسعار خيالية، لا يقوى الناس العاديون على شرائه.

وطبقا لشباب يمنيين فإن رمضان الذي يوصف بشهر الخير، سيكون ثقيلا جدا على اليمنيين خصوصا، والخدمات الأساسية معدومة على مختلف محافظات البلاد، مطالبين أطراف الحرب في الداخل والخارج بضرورة إيقافها وتوفير بعض الاحتياجات الإنسانية من أدوية وأغذية.

وفي سؤال لـ "جيل العربي الجديد" حول أين وكيف سيقضي الشباب اليمني أوقاتهم في رمضان، يعتقد محمد حسان 23 عاما، أن الغالبية من الشباب اليمني سيقضون رمضان إما في جبهات المعارك والحصول على مردود يومي بسيط من أمراء الحرب من الأطراف المختلفة، أو أنهم الآن نازحون في مناطق داخلية مختلفة ويعانون الأمرين كما كل فئات الشعب، أو أنهم سيلتزمون منازلهم التي لم تتضرر لأنها في مناطق آمنة وبالتالي سيظلون يقضون أوقاتهم في مساعدة أسرهم والبحث من خلال أساليب وطرق كثيرة عن خبز وغاز ودقيق وبقوليات.

وجدير بالذكر أن الحياة في اليمن شبه متوقفة منذ أشهر، وتفيد معلومات حديثة للأمم المتحدة أن 78% من سكان اليمن المقدر عددهم بنحو 25 مليون نسمة، بحاجة إلى إغاثة وتدخلات عاجلة.

كما تحدثت مصادر صحافية محلية عن أن مليشيات صالح والحوثي، وهي من يدير البلد اليوم، تقوم بنهب المساعدات التي تصل إلى اليمنيين من قبل منظمات الإغاثة، الأمر الذي يضاعف مأساة اليمنيين العاديين، وفقا لمراقبين.

ويرى محللون أن إدارة المليشيات للأزمات تفاقم الأزمة ويذهب ضحيتها البسطاء، بينما تدور أحاديث عن أن الغاز والبترول والمواد الغذائية قد يحصل عليها بسهولة من يناصر هذه الجماعة أو تلك، وهذا يفاقم مأساة العاديين.

شهر التلفزيون

يعد رمضان بالنسبة لليمنيين موسم العمل الدرامي والتلفزيوني، لكن إلى جانب أن غالبية الفضائيات متوقفة بسبب الأزمة الأخيرة، فاليمنيون قلقون من استمرار انقطاع الكهرباء، الأمر الذي سينعكس على غياب المشاهدة للبرامج الدرامية والمنوعة التي يجري إنتاجها هذه الأيام.
وقلل مراقبون من إمكانية نجاح خطط إنتاج الفضائيات اليمنية في موسم رمضان، لكن مختصون أكدوا أن الفضائيات ستلتزم أمام مشاهديها بالعمل وفقا لما اعتادوا.

وقال الإعلامي عبد السلام الشريحي وهو مذيع ومقدم برامج في قناة "السعيدة" الفضائية المستقلة، إنه ومن معه يعكفون الآن على إنجاز برنامج المسابقات الذي سيقدمه "عشاق القرآن" مبينا في تصريح لـ "جيل العربي الجديد" أنهم ملتزمون أمام مشاهديهم رغم أنهم يعون حقيقة الوضع العام في البلاد.

(اليمن)

المساهمون