لماذا يخاف الأطفال من الامتحانات؟

19 مايو 2016
ما يعادل 50% من أطفال المدارس يخافون من الامتحانات(Getty)
+ الخط -
إن ما يعادل 50% من أطفال المدارس يخافون من الامتحان، وقد تكون هذه المخاوف قوية إلى درجة أنها تؤثر أحياناً كثيرة في أدائهم. والوقوف على أسباب هذه الظاهرة والوعي بها يعتبر الوقاية الأساسية من إشكاليات خوف الطفل من الامتحانات، وتتعدد الأسباب الدارجة بين الأسر في هذه الأزمة والتي نشرح كل منها تفصيلا فيما يلي:

الأجواء الأسرية الفوضوية
الأجواء الأسرية الفوضوية تثير قلقًا كبيرًا تجاه مواجهة الطفل لأزماته الشخصية، خاصة تلك التي يعاني منها في الدراسة.

ونعني بالأجواء الفوضوية أن أجواء الأسرة تتسم بعدم الثبات وقوانينها تتغير من وقت لآخر، كنظام الغذاء أو متابعة التلفاز أو أسلوب الثواب والعقاب، أو حتى فرصة إجازة نهاية الأسبوع.. كل تلك الأمور الأسرية إن لم تتسم بالثبات والاستقرار وبقيت في حالة من العشوائية تجعل مخ الطفل يتسم بالتردد والخوف والقلق من المبادرة، والدراسة تحتاج إلى عقل منظم في بيئة آمنة مستقرة حرة لتطلق العنان ليبدع الطفل ويحب دراسته.

تحميل الطفل فوق طاقته
حيث إن أغلب الآباء يتجهون إلى تحميل الطفل فوق طاقته بأن "عليك أن تحصل على نمر كاملة"، "عليك أن تتفوق على فلان"، "عليك أن تكون متميزاً".. كل تلك الأوامر والتنبيهات تغرس الخوف في قلب الطفل وتجعل الامتحان بالنسبة إليه هو من يقرر هل هو طفل صالح أم لا.

الانشغال عن الطفل
ينشغل بعض الأهالي عن الطفل طوال العام، فلا يتابعون ما يدرس في المدرسة، ولا يعرفون عنه شيئا، وفجأة يأتون ليرهبوه في شهر الامتحانات، وهنا تضعف قدرته على التحمل والتركيز فيفقد طاقته التي كان يجب أن يستثمرها بالتدريج لاستيعاب منهجه الدراسي، فالطفل يتقبل عقله المعرفة بالتدريج وبالتماثل وفي أجواء مريحة ومرنة وقابلة لكل النتائج.



مقارنة الطفل بأقرانه
خطأ شائع رغم التنبيهات التربوية المتكررة بشأنه، أسلوب المقارنة من الأساليب التربوية السلبية التي تزرع الإحباط لدى الطفل، فطفلك في احتياج إلى قبول غير مشروط منك وحب لذاته، ليس لأنه يذاكر بشكل كبير أو لكونه يحصل على علامات كاملة مميزة، فإن منحت طفلك الحب والقبول غير المشروط، سيشعر بالأمان وستكون بالنسبة إليه المحفز كي يصل إلى أعلى الدرجات بهدوء بعيدًا عن الضغط والقلق.

النسيان شعور نفسي طبيعي عند الامتحانات

غالبًا ما يشكو تلاميذنا وأطفالنا من النسيان، والحقيقة هي أنهم يخزنون معلوماتهم الدراسية في الذاكرة، لكن شدة الخوف وعدم وجود بيئة داعمة يجعلان الطفل يتجه نحو القلق والعصبية وفقدان التركيز، ثم الشعور النفسي بالنسيان. وينتهي هذا الشعور إذا شعر الطفل بالأمان.

ضعف الثقة بالذات والنظرة السلبية لها
خوف الطفل ينتج غالبًا من ضعف الثقة بالذات والنظرة السلبية لها، وغالبًا ما يستمد أطفالنا ذلك من اللوم والانتقادات التي نوجهها لهم في حالة الخطأ أو الخسارة، وهي نقطة تربوية علينا إدراكها، يجب تدريب الطفل على تخطي خسارته بشجاعة، لأن من شأن ذلك أن يكون محفزا له لتخطي أي أزمة يواجهها.

ولمساعدة الطفل في تحسين تلك الأسباب المؤدية إلى الخوف والقلق والتعامل معها بإيجابية، تحتاج الأسرة إلى مزيد من الوعي حول طفلها وقدراته ومفاتيح الدراسة الجيدة لدى شخصيته، وهذا الأمر لا يتم إلا بالملاحظة الجيدة وتدوينها بشأن طفلنا، لأن تلك الملاحظات هي كنز لكل أم لتطوير وتحسين مستويات تعليم ابنها في كافة المجالات التي تناسب قدراته وتجعله إنسانا ناجحا واعيا بمستقبله، وتجعل من الطفل صاحب مبادرة ورغبة في الانشغال بنفسه وتحديد هدفه بكل صدق وجدّ.

(مستشارة نفسية وتربوية)





المساهمون