بدأ الصباحُ بشكلٍ عادي وروتيني في المكتب الكائن في العاصمة اللبنانية بيروت. باشرتُ عملي وبعدها توالت الساعات، حررتُ خبراً على إثرها عن تحطيم ليبرون جيمس لرقم كوبي براينت، الذي كان ثالث أفضل مسجلٍ في تاريخ الدوري الأميركي للسلة.
في الحقيقة كنت في تلك اللحظة أشعر بغصة في القلب، قلت لنفسي لا بأس فمن تجاوز رقمه هو ليبرون وأنا أحبه أيضاً، كما أنه لاعبٌ في لوس أنجليس ليكرز، الفريق الأحب إلى قلبي بسبب كوبي.
منذ طفولتي كنت محباً لكوبي براينت، عززت لعبة الفيديو الخاصة بكرة السلة على "البلايستيشن 1" هذا الحب، كنت دائماً أعتمد عليه للتسديد من خارج القوس ومن داخل المنطقة وتنفيذ الرمية الساحقة "دانك"، حتى لو كان فريقي يضمّ نجوماً آخرين على غرار شاكيل أونيل، كان هو خياري الذي لم أبدله يوماً.
تلقيت خبر وفاة براينت بصدمة، صدقاً قد يظنّ البعض أنني أبالغ، لكنني لم أتمكن حتى من متابعة الجلسة مع الأصدقاء في المقهى بشكلٍ طبيعي، حملت هاتفي وهرولت إلى الخارج لأن تغطية الانترنت في الداخل سيئة، تأكدت من الخبر وعرفت أن لاعبي المفضل قد رحل بدون عودة، ومن ثم بدأت بكتابة مقالي الأخير عنه.
كوبي كان أيقونة وأسطورة، كان ساحراً لا يتكرر كلّ يوم، في آخر أيامه بالملاعب كنت أشعر بالحزن للمعاناة التي كان يلقاها من ناحية الإصابات أو الحال التي وصل إليها ليكرز، قد لا تساعدني الكلمات في هذه اللحظات لرثائه أو وداعه بأفضل طريقة.
في رحيله ستخسر كرة السلة أسطورة لا تتكرر، إنجازاته ستبقى في الذاكرة إلى الأبد، هو الذي صال وجال وأرعب الخصوم لسنين خلت. سيقول الجميع يا كوبي دائماً إنك الذي وضع حداً لرقم إلغين بايلور بتسجيلك 81 نقطة في عام 2006 أمام تورنتو رابتورز.
تخونني الكلمات صدقاً في هذه اللحظات، شاهدت حبّ الناس على مواقع التواصل الاجتماعي، الجميع يتحدث عنك، بدون استثناء يشعرون بالصدمة، كلّ ذلك كان نابعاً من تلك الهالة التي صنعتها في كرة السلة وتلك الابتسامة، لا يسعني إلا أن أقول عبارة واحدة "وداعاً كوبي وداعاً يا ملهم جيل الذين ولدوا في تسعينيات القرن الماضي وكبروا على حبك وإبداعك، أرقد بسلام".