ليليان تورام لـ"العربي الجديد": أحارب العنصرية.. لأنني إنسان"

23 مارس 2016
لتورام أمجاد مع ديوك فرنسا (Getty-العربي الجديد-فيسبوك)
+ الخط -

تحدث المدافع الفرنسي السابق والمتوج بلقب كأس العالم 1998، ليليان تورام، عن وضع باريس سان جيرمان الفرنسي في دوري أبطال أوروبا، ومدى جهوزية فرنسا ليورو 2016، وأجاب لماذا يرفض التدريب، وتتطرق للحديث عن العنصرية وكيف يحاربها في مؤسسته الخاصة.

النجم الفرنسي الذي رفع لقب كأس العالم 1998، يتحدث حصرياً لـ "العربي الجديد" في هذا اللقاء.

هل تعتقد أن باريس سان جيرمان قادر على حصد لقب أبطال أوروبا؟ وما هي مقومات النادي البطل؟
بدايةً الفريق الذي يمكنه التتويج بلقب دوري أبطال أوروبا هو الفريق الذي يملك ثلاثة عناصر (اللاعبين المُميزين، الاستقرار الإداري والمدرب الذكي)، بالنسبة لي أعتقد أن باريس سان جيرمان يملك كل مقومات الفريق الأوروبي البطل هذا الموسم؛ لديه إدارة ممتازة تعرف كيف توفر لنجومها أفضل وسائل الراحة وتحثهم على تقديم الأفضل دائماً، هذا عدا عن تأمين كل متطلباتهم المالية.

ويملك النادي "الباريسي" لاعبين أكثر من رائعين، قادرين على صناعة الفارق على أرض الملعب ومنح فرنسا لقباً أوروبياً قبل انطلاق اليورو الفرنسي في الصيف.

من جهة أخرى أعتقد أن باريس سان جيرمان يملك مدرباً يعرف كل خبايا الفريق ويعرف جيداً أن أبرز أهداف النادي الفرنسي في هذا الموسم هو لقب دوري الأبطال، لذلك يريد صب كامل تركيزه على المباريات القادمة في البطولة الأوروبية.

النادي الفرنسي أصبح قوة ضاربة في القارة الأوروبية ولديه أسلحة هجومية على أرض الملعب قادرة على تحقيق المجد في الملاعب الأوروبية وحصد اللقب الأوروبي الغالي في نهاية الموسم، وذلك لأنه وبعد سنوات طويلة من العمل أصبح باريس سان جيرمان جاهزاً لكي يحقق لقب دوري أبطال أوروبا.

برأيك هل فرنسا قادرة على استضافة اليورو في ظل التهديدات الإرهابية، وهل أصبحت جاهزة لهذا الحدث الرياضي الضخم؟
فرنسا أكملت كل الاستعدادات اللوجستية بغية استضافة حدث كروي ضخم مثل "اليورو"، وهي جاهزة لتقديم أفضل بطولة كرة قدم من النواحي التنظيمية والفنية.

الأمر الثاني الذي يجب أن تعرفه الصحافة أن الاتحاد الفرنسي لكرة القدم وبالتعاون مع الدولة الفرنسية بدأ بتحضير خطة أمنية نموذجية بغية احتضان الحدث الكروي الكبير، من خلال تدريب الجهاز الأمني على احتواء مختلف الأزمات الأمنية التي من الممكن أن تحدث، كما أنها أجرت مناورات عديدة في المدن الفرنسية لتحضير المدن الحاضنة للبطولة بأفضل طريقة ممكنة.

المنتخب الفرنسي هو المرشح الأبرز والأقوى للفوز بلقب "يورو" 2016 لماذا؟
بكل سهولة لأنه يملك عنصر الجمهور الذي يلعب دوراً بارزاً في دعم المنتخب وحث اللاعبين على تقديم أفضل ما يملكون على أرض الملعب، في المقابل لا يمكن الاستخفاف بعناصر المنتخب الفرنسي، والذين يشكلون لائحة طويلة تضم أبرز نجوم كرة القدم في القارة الأوروبية، وأبرزهم بول بوغبا وغريزمان وفاران ولا يمكن إغفال لاعب ليستر سيتي المتألق كانتي.

هذه النجوم التي تلعب في أعرق الأندية الأوروبية، تستحق ارتداء قميص المنتخب الفرنسي في البطولة الأوروبية، وهي قادرة حتماً على المنافسة على اللقب، والأمر الآخر وجود مدرب قدير خلف هؤلاء النجوم وهو المدرب الفرنسي ديديه ديشامب الذي أعاد الهيبة لفرنسا، والتي فقدها لسنوات طويلة بعد خسارة نهائي كأس العالم 2006 أمام إيطاليا.

هل سنرى تورام مدرباً لفريق لكرة القدم في يوم من الأيام؟
انتقالي إلى عالم التدريب أمر في غاية التعقيد والصعوبة، ولا أعتقد أنني سأصبح مدرباً في المستقبل، وذلك بسبب ارتباطي بأعمال كثيرة تتعلق بمحاربة "العنصرية"، خصوصاً إدارتي لمؤسسة ليليان تورام التي تُعنى بتثقيف الناس لمكافحة العنصرية وكيفية التخلص من هذه الأفكار الخاطئة.

في المقابل أن تصبح مدرباً لفريق، هذا الأمر يعني أنه عليك الالتزام بشكل كامل مع الإدارة واللاعبين ومنحهم كل وقتك من أجل تحقيق النجاح، أنا رجل صاحب مسؤوليات كبيرة ومهمتي الأساسية هي محاربة "العنصرية" في العالم، وخصوصاً في الرياضة، لذلك لا يمكنني أن أصبح مدرباً وأتخلى عن شخصية عرفها الناس طوال السنوات الماضية، يُضاف إلى ذلك أنني لم أفكر في التدريب حتى، الأمر لا يعني لي شيئاً.

كيف يُحارب تورام ومؤسسته.. العنصرية؟
أولاً، قبل محاربة "العنصرية" هناك مشكلة كبيرة يجب الحديث عنها، والتي ينتج عنها معظم المشاكل التي تتمحور حول العنصرية، المشكلة تكمن في المجتمعات التي تُولد أفكاراً خاطئة عن الأديان الأخرى والشعوب الأخرى وأصحاب البشرة الأخرى. المجتمع يخلق هذه الدوامة بسبب إظهار أخطاء الآخرين وتحويلها إلى سلاح لمحاربة كل ما هو خارج عن مألوف المجتمع المذكور. فكيف سيتمكن الرجل المسيحي من تقبل الرجل المسلم في أوروبا، وهناك مجموعات إرهابية تُسمى "داعش" تنسب الإسلام لها كدين؟

هناك الكثير من المسلمين الفرنسيين ولم يحدث أي خلل في المجتمع إلى حين ظهور الجماعات الإرهابية، على كل شخص أن ينظر إلى الآخر ويجلس معه قبل أن يهاجمه وينتقد دينه أو لون بشرته أو حتى أسلوب حياته. لكي تتقبل الآخر عليك أن تحاوره وتسمع وجهة نظره وعندها تتخلص من مرض العنصرية. محاربة العنصرية في الرياضة تقتصر على أفكار المشجعين بالدرجة الأولى وانتماءاتهم الاجتماعية، لأن في المنتخبات والأندية هناك القليل من الحالات التي يتم رصدها، فاللاعبون من مختلف الجنسيات والأديان يلعبون معاً ويعيشون معاً لأشهر طويلة كعائلة واحدة.

لكن المشكلة الأساسية هي في الجماهير التي تأتي من خارج الملعب وتفرغ طاقة سلبية بسبب ما تشاهده في ميادين السياسة والمجتمع والاقتصاد وغيرها.

والمشكلة الأكبر أننا نعلم أولادنا كيف يكونون عنصريين، فنحن نزرع فيهم منذ الصغر الأفكار السوداء، ونقول لهم إن كل التجارب التي عشناها قبلكم هي لكي تتعلموا منها وتنبذوا الآخر لأنه عدوكم، هذه هي المشكلة الكبرى في محاربة العنصرية. يجب على الناس ألا يزرعوا في عقول الأطفال أشياء مبنية على أقوال صحافة وسياسيين وغيرها، يجب الجلوس مع الآخر ومعرفة كيف يُفكر قبل أن نحكم عليه بالموت، فقط لأنه من دين آخر أو من لون بشرة أخرى.

اقرأ أيضاً..
التفجيرات الإرهابية..هل ستتسبب بإلغاء كأس أمم أوروبا الصيف المقبل؟

المساهمون