مدينة الرمثا الأردنية.. منجم المواهب الكروية تحتفي بلقب يروي ظمأ السنين

05 نوفمبر 2021
احتفلت جماهير الرمثا بلقب الدوري (الصفحة الرسمية لنادي الرمثا/فيسبوك)
+ الخط -

توج فريق الرمثا بلقب بطولة دوري المحترفين لكرة القدم في الأردن، بعد تعادله بهدف مقابل هدف مع الجزيرة، في المباراة التي أقيمت مساء الخميس، ليرفع الرمثا كأس الدوري للمرة الثالثة في تاريخه، وذلك بعد 39 عاماً من الغياب عن منصات التتويج، حيث كان الرمثا أحرز آخر لقب عام 1982 بعد لقب عام 1981.

وشكل اللقب حالة فريدة أسعدت الجماهير الأردنية بشكل عام، وجماهير المدينة التي تقع شمال العاصمة عمّان بشكل خاص، ذلك أنه جاء بعد طول غياب، وكذلك حطّم عقدة القطبين الغريمين الوحدات والفيصلي من جديد، اللذين سيطرا على لقب المسابقة منذ عقود طويلة.

واحتفلت المدينة طويلاً بعد ختام البطولة، وانتشر محبو الفريق في شوارعها القريبة من الحدود الأردنية السورية.

ومثل ما هو الحال باشتهار بعض المناطق الجغرافية في منطقة غرب آسيا بتصدير الكثير من مواهب ونجوم كرة القدم، حتى صارت ظاهرة فريدة تتميز بها، ورافداً للأندية والمنتخبات الوطنية، وتتركز عليها أنظار كشافة اللعبة، تبدو مدينة الرمثا إحدى هذه المدن المعروفة بمنجم المواهب الكروية.

واشتهرت مدينة الرمثا الأردنية على مدار عقود طويلة بتقديم العديد من النجوم الذين ساهموا في إثراء كرة القدم هناك، سواء في النادي الذي يحمل اسم المدينة أو غيره من الأندية، وصولاً إلى المنتخب الوطني.

وتتخذ عدّة أندية من المدينة مقراً لها، أبرزها على الإطلاق نادي الرمثا الذي تأسس عام 1966، وتمتع بشعبية كبيرة حينما فرض نفسه بقوة في المعادلة الكروية المحلية في حقبة الثمانينيات على وجه التحديد، بالإضافة لناديي اتحاد الرمثا والطرة وغيرهما من المراكز الرياضية والشبابية الأخرى.

وتطول قائمة النجوم الذين قدّمهم فريق الرمثا للملاعب الأردنية، تحديداً في حقبة الثمانينيات وبداية التسعينيات، من بينهم الجيل الذهبي الذي أحرز إنجازات مميزة، وبرز منهم خالد الزعبي ووليد الشقران وناجح ذيابات ومحمد العرسان وراتب الداوود وجمال الرشد وفايز بديوي وسامي السعيد، والجيل الذي تلاه، كمحمد الخزعلي وخالد العقوري وأحمد أبو ناصوح وبلال اللحام وأحمد وحسين الشنانية وسليم ذيابات وبدران الشقران وغيرهم من اللاعبين.

وكانت كرة القدم الأردنية على موعد مع ضيف من نوع آخر عندما تأهل فريق الرمثا إلى مصافي أندية الدرجة الأولى – المحترفين حالياً – في عام 1977، واستطاع منذ ذلك التاريخ أن يكون منافساً حقيقياً على الألقاب والبطولات بتشكيلة طغى على معالمها لاعبون من أبناء المدينة الصغيرة.

وكسر نادي الرمثا احتكاراً دام 30 عاماً لأندية العاصمة، بعد أن طار بلقب بطولة الدوري إلى معقله للمرة الأولى في تاريخه عام 1981، ليكرر بعدها الإنجاز في الموسم الذي يليه، ويفرض واقعاً جديداً في كرة القدم الأردنية على مستوى المنافسة أو الشعبية الجماهيرية، التي كانت تميزه عن نظرائه في أندية شمال المملكة، ثم عاد بعد 39 سنة ليحطم احتكار القطبين أيضا بالتتويج بلقب الموسم الحالي.

وفي موسمه الأول الذي اعتلى فيه عرش كرة القدم الأردنية، سجل الفريق 43 هدفاً، تناوب على تسجيلها جميع لاعبي الفريق، من ضمنهم حارس المرمى غازي الياسين، وبقيادة فنية من المدرب الاسكتلندي جورج بلوس.

ونجح الرمثا بحصد العديد من الألقاب المحلية، مثل الفوز ببطولة كأس الأردن مرتين عامي 1990 و1991، وبطولة كأس الكؤوس مرتين 1983 و1991، ومسابقة درع الاتحاد (5) مرات، ووصوله إلى الدور قبل النهائي من بطولة الأندية الآسيوية أبطال الكأس التي جرت عام 1992.

وخاض لاعب الرمثا ومنتخب الأردن السابق بدران الشقران تجارب احترافية في ثلاث قارات مختلفة، بعد أن لعب في صفوف نادي كاماز الروسي، والصفاقسي التونسي، والوكرة القطري.

وأيضا، يعتبر أحمد هايل من أبرز هدافي الكرة الأردنية، الذي نشأ وترعرع في مدينة الرمثا ولعب في بداياته مع فريقي الطرة والرمثا، قبل أن ينتقل إلى صفوف نادي الجزيرة فالفيصلي في الأردن، كما خاض في مشواره تجارب خارجية مع أندية الفجيرة الإماراتي والجيش السوري والعربي الكويتي.

ويعد فريق الرمثا ثالث الأندية الأردنية حصولاً على الألقاب بعد الفيصلي والوحدات، ومن أكثرها شهرة على الصعيدين العربي والآسيوي، ونال الرمثا لقب الدوري ثلاث مرات في 2021 و1981 و1982.

وعلى الصعيد الخارجي، يعتبر الرمثا أول فريق أردني يشارك في نهائيات الأندية العربية أبطال الكؤوس. وفي عام 1993 كان الرمثا على موعد مع إنجاز أردني متميز على الصعيد القاري، عندما حصل على المركز الثالث في بطولة الأندية الآسيوية أبطال الكؤوس الحادية عشرة، بعدما حقق نتائج كبيرة وأخرج فرقاً عريقة في طريق بلوغه الدور قبل النهائي.

وبدأ الرمثا طريقه حينها بالأهلي البحريني، الذي تعادل معه في المنامة 1-1 وهزمه في إربد 2-1، ثم أخرج بانياس الإماراتي "0-0 و3-2"، وتبعه ظفار العُماني بعد الفوز عليه 1-0 في إربد والتعادل معه 1-1 في مسقط، ثم جاء الامتحان الصعب أمام فريق ملفان الإيراني، فتعادل معه في طهران 1-1 وسط هتافات أكثر من 60 ألف مشجع آزروا الفريق الإيراني آنذاك، ثم تعادل معه في إربد من دون أهداف في المباراة الشهيرة التي شهدت أمطاراً غزيرة ملأت استاد الحسن، وفي مباراة الدور قبل النهائي، خرج على يد النصر السعودي 0-1 في إربد و1-2 في الرياض.

كما شارك الرمثا في بطولة الأندية الآسيوية عام 2000، وخرج من الدور الأول بخسارته أمام السالمية الكويتي في عمان 0-1، وتعادله معه في الكويت 2-2، وشارك في بطولة كأس الاتحاد الآسيوي موسم 2014، وحقق نتائج جيدة، ونظم الرمثا بطولتين عربيتين على استاد الحسن عامي 1991 و1993، بمشاركة فرق عربية من العراق وسورية والأردن وفلسطين.

المساهمون