(كتاب ميسي 19).. ميسي يبكي مجددا في باريس

12 مارس 2016
+ الخط -


تسببت الإصابة التي تعرض لها ميسي في إياب ثمن نهائي دوري الأبطال موسم 2005-2006 في غيابه عن الفريق لثماني مباريات تضمنت مواجهتي ربع النهائي أمام بنفيكا حيث كان ليو يرغب في الانضمام للفريق بأي ثمن.

يقول أخصائي العلاج الطبيعي الخاص بميسي، خوانخو براو عن تلك الفترة: "كنا نتدرب أنا وهو فقط، صباحا نقوم بتمرينات بدنية وعلاجية وفي المساء تدريبات السباحة ثم راحة في المنزل".

كان ليو يفكر فقط في الانضمام للفريق قبل نصف النهائي أمام إيه سي ميلان الإيطالي، بخلاف أن 2006 هو عام المونديال.. خيار الاستسلام لم يكن مطروحا.

طلب ميسي في العاشر من إبريل/نيسان أي قبل أسبوع من نصف النهائي الانضمام للتدريبات الجماعية، وافق فرانك ريكارد مدرب الفريق حيث كان ينوي ضمه إلى القائمة إذا ما رأى في التدريبات أنه تعافى بالصورة المناسبة.

كان ليو يشعر بجهوزيته لأي شيء ولكن تين كيت مساعد ريكارد لم يشاركه الرأي، فالجهاز الطبي منح ميسي الإذن بالعودة للتدريبات ولكنه أوصى بأن تكون فردية لذا دار هذا الحوار بين الطرفين:

- تين كات: ليو تحدث مع الطبيب وأخبرني أنك لم تتعاف بالكامل، أنت تواجه خطر الغياب عن الكثير من المباريات إذا ما تجددت الإصابة.

-ليو: لا أشعر بأي شيء وأرغب في خوض التمارين مع الفريق.

يقول المدربون دائما إن اللاعب هو المسؤول عن جسده وهو صاحب القرار في ما إذا كان مستعدا أم لا ولكن يبدو أن ليو لم يكن اكتسب الخبرة الكافية ليعرف هذا.

في بداية التدريب كان سعيدا لذا قرر التقدم لتسديد ركلة حرة وتين كات يصرخ فيه "اتركها يا ليو ربما يسوء الأمر"، ولكن ميسي لم يمتثل للقرار وسدد الكرة فوق القائم و.. مزق جديد في العضلة وانتكاسة في الإصابة.

لم يرغب ليو في الحديث مع أحد عند وصوله للمنزل، الفحوصات أكدت الإصابة بتمزق جديد ليعود لنفس السيناريو السابق مع خوانخو براو بل وسافر معه لمسقط رأسه روساريو لتغيير الأجواء حيث شاهد هناك تأهل البرسا للنهائي.

كان كل تفكير ليو يرتبط برغبته في المشاركة بالنهائي أمام أرسنال الإنجليزي في 17 مايو/أيار أي بعد خمسة أسابيع من انتكاسته الجديدة وخوانخو براو يطالبه بالصبر والاعتناء بنفسه، إلا أن ميسي طلب من ريكارد ضمه للفريق وهو ما فعله ريكارد.

شارك ليو في التدريبات الاستعدادية قبل المباراة بيوم وصنع هدفا لإيتو ولكن ريكارد وتين كيت كانا اتخذا قراراً بإخراجه من القائمة النهائية، حيث اجتمعا بميسي على انفراد وأخبراه بالقرار.

جلس ميسي في المدرجات وشاهد فريقه يتوج باللقب ولكنه لم يشعر أن هذا الانتصار يخصه، لم يشعر أنه كان يستحق الاحتفال مع باقي زملائه لذا بعد صافرة النهاية توجه لغرفة الملابس ليداري أحزانه.

كان تين كيت يدخن سيجارة في الممر بعد انتهاء المباراة وقبل بدء الاحتفالات حينما مر ليو بجانبه في الطريق لذا لم يظهر في أي صورة من احتفالات الفوز باللقب في ملعب سان دوني الذي احتضن النهائي لأنه كان يبكي في أحد أركان غرفة الملابس، لم يرغب في لمس الكأس أو استلام الميدالية بل فقط البكاء.

قرر براو وسط صخب الاحتفالات البحث عنه حيث توجه لغرفة الملابس وقال له "ليو.. تذكر أنه في مباراة تشيلسي في ذلك التدخل الشهير لولاك لما كنا هنا"، ثم وصل بعدها بقليل سيلفينيو الذي يروي أنه قال له "هيا فلتخرج معنا للملعب.. لا تقلق ستتفهم الأمور رويدا رويدا، ستكون هناك الكثير من المباريات الهامة التي ستلعبها"، ولكن ميسي لم يخرج حيث يبدو الأمر كما لو كان أن الطفل الذي بداخله تمكن منه حتى حينما أخبره ديكو "في يوم ما سترى أنك ستصبح بطل ليلة مثل هذه".

لم يكن ليو يجد طريقة للخروج من هذه الهالة السوداء التي كانت تحيط به حتى أحضر بعض لاعبي الفريق الكأس ذات الأذنين لغرفة الملابس لكي يلمسها ويتصور معها وتبدأ أساريره في الانفراج.

يقول ميسي حول هذه الليلة: "الآن أدرك أنه كان يجب علي الاستمتاع بصورة أكبر بهذا النهائي، يوجد الكثير من اللاعبين الذين لم تتح لهم فرصة الفوز بالـ(تشامبيونز).. كنت صغيرا ولم أرغب في الاحتفال ولكن ديكو ورونالدينيو وموتا أحضروا لي الكأس، إنها ذكرى جميلة للغاية، الحقيقة أنني أندم اليوم على عدم الاحتفال بالطريقة الملائمة".

خلال هذا الموسم حقق البرسا الثنائية، فاز بالليغا بفارق 12 نقطة عن "غالاكتيكوس" ريال مدريد وأنهى إيتو الليغا بالحصول على لقب الهداف وتوج برشلونة بلقب الدوري بينما واصل ميسي تطوره حتى ولو كان قد بكى في باريس.

اقرأ أيضاً
(كتاب ميسي 18)..أزمة ميسي ومورينيو والمسرح الكتالوني
(كتاب ميسي 17)..بطاقة حمراء وبكاء و"صيف إيطالي" متوتر
(كتاب ميسي 16) ... مونديال الشباب 2005 وركلات المصريين
(كتاب ميسي 15)..الانطلاقة الكتالونية والهدف الأول ريكارد ورونالدينيو
(كتاب ميسي 14)..فشل إسبانيا ودور بييلسا مع "ميتشي"
(كتاب ميسي 13)..ريكارد وفرصة ميسي
(كتاب ميسي 12)..أرواح ميسي الأربع ومواجهة راموس الأولى
(كتاب ميسي..11) "موسم القناع" وخطيئة أرسنال
(كتاب ميسي 10) فيلانوفا ومقالب الحارس الشخصي بيكيه
(كتاب ميسي 9) البداية الكتالونية
(كتاب ميسي 8) مباراة التنس التي غيرت تاريخ الكرة
(كتاب ميسي 7).. انتظار ريكساش والنهاية السعيدة
(كتاب ميسي 6).. لغز اختفاء "المايسترو"
(كتاب ميسي 5)... أزمة هرمون النمو
(كتاب ميسي 4).. أسطورة طفل نيولز أولد بويز
(كتاب ميسي 3)... ليو في المدرسة ومغامرات الجيش!
(كتاب ميسي 2) الجدة سيليا وملعب جراندولي
(كتاب ميسي 1).. ميسي الذي نجا من الموت جنيناً

المساهمون