المجبري آخرهم.. نجوم عرب قاطعوا نهائيات أمم أفريقيا

01 يناير 2024
المجبري لن يشارك في أمم أفريقيا (العربي الجديد/Getty)
+ الخط -

كشفت الأيام الماضية عن استبعاد حنبعل المجبري (20 سنة)، نجم مانشستر يونايتد الإنكليزي، من قائمة منتخب تونس في بطولة كأس أمم أفريقيا 2023 في ساحل العاج.

وانقسمت الأراء حول موقف المجبري لاعب خط الوسط، الذي طلب الاستبعاد من تشكيلة جلال القادري بسبب رغبته في التركيز على مسيرته الكروية على صعيد الأندية، في ظل إمكانية رحيله عن" المان يونايتد"، وانتقاله معاراً إلى نادٍ آخر في "الميركاتو" الشتوي الذي يدق الأبواب.

ويمثل الاعتذار عن الانضمام إلى منتخب البلد لمصلحة شخصية أزمة في الكرة العربية ترفضها الجماهير مهما كانت نجومية صاحبها والخسائر الضخمة التي قد يتعرض لها في مسيرته إذا قرر الانضمام إلى التشكيلة الدولية.

وتعرض حنبعل المجبري لانتقادات كبيرة، وصلت إلى ظهور أصوات تدعو لتجاهل استدعاء اللاعب مستقبلاً، وهو ما يرفضه جلال القادري، المدير الفني، الذي يدعم اللاعب بقوة في مشواره الاحترافي.

ولا يمثل غياب النجم التونسي حنبعل المجبري حالة خاصة أو استثناءً في عالم الكرة العربية، التي تستعد منتخباتها لخوض منافسات كأس الأمم الأفريقية المقبلة في ساحل العاج، بل واقعة تكررت كثيراً.

وشهدت المنتخبات العربية أحداثاً مثيرة، كان اللاعب يعتذر فيها عن عدم الانضمام إلى معسكر منتخب بلاده بسبب رغبته في التركيز على مسيرته في ناديه الخارجي، ولكنه سرعان ما يندم ويعود مرة أخرى للعب دولياً ويكون حريصاً على المشاركة.

ولعلّ أشهر تلك الوقائع واقعة أندي ديلور، مهاجم منتخب الجزائر، الذي فاجأ جمال بلماضي، المدير الفني، برفضه الوجود في قائمة "محاربي الصحراء" في كأس الأمم الأفريقية 2022 في الكاميرون بداعي رغبته في التفرغ لمدة عام كامل في مسيرته مع ناديه الفرنسي وقتها نيس، وتسبب موقف أندي ديلور في صدمة بالشارع الجزائري، خاصة مع رفض اللاعب كل محاولات إقناعه بالتراجع، وتم استبعاده من حسابات جمال بلماضي لمدة طويلة، ليس لتلبية طلبه فقط، بل لتجاهل المدرب نفسه استدعاء اللاعب.

وعاد أندي ديلور بعدها، في أواخر عام 2022، ليقدم اعتذاراً إلى الجماهير ويؤكد رغبته في العودة من جديد لتمثيل "محاربي الصحراء" في أي مناسبات دولية له، وتعهد بعدم تكرار الموقف مستقبلاً.

وتبرز وقائع أخرى، ولكن تعود إلى خلافات مع المدربين، مثل واقعة رفض المخضرم يوسف بلهندة، لاعب منتخب المغرب، عندما كان محترفاً في صفوف أضنة دمير سبور التركي، الانضمام لقائمة "أسود الأطلس" في أمم أفريقيا 2022 في الكاميرون، بسبب رفضه التعامل مع المدرب وحيد حاليلوزيتش الذي كانت له معارك مع الكثير من لاعبيه في ذلك الوقت.

وشهدت كواليس منتخب المغرب حالة أخرى تنطبق على حالة حنبعل المجبري، بطلها عبد الصمد الزلزولي الذي تألق في تشكيلة برشلونة الإسباني في أواخر عام 2021، ونال فرصة المشاركة في المباريات وقتها، وطلب برشلونة من الاتحاد المغربي عدم ضم اللاعب إلى قائمته المنتظر لها خوض منافسات كأس الأمم الأفريقية في الكاميرون، ورفض الاتحاد المغربي في البداية الطلب الكتالوني.

وتمسك باختيار اللاعب الشاب ضمن القائمة، ولكن بعد مفاوضات مباشرة وطلب الزلزولي نفسه البقاء مع برشلونة، جرت الموافقة على القرار النهائي له وعلى إعفائه من قائمة الفريق المغربي التي خاضت منافسات البطولة القارية، والمثير في الأمر أن بقاء الزلزولي مع برشلونة لم يساهم في ما بعد في استمراره برفقة الفريق الكتالوني، وخرج معاراً بعدها إلى أوساسونا الإسباني.

وأصبح الآن من أكثر لاعبي منتخب المغرب حرصاً على المشاركة عند اختياره في التشكيلة، بل شارك في كأس الأمم الأفريقية تحت 23 عاماً برفقة المنتخب الأولمبي المغربي، وساهم في التأهل إلى نهائيات دورة الألعاب الأولمبية المقبلة في باريس 2024، كما شارك مع المنتخب المغربي في 3 مباريات بمونديال 2022 في قطر، ولم يسجل أو يصنع أهدافاً.

وفي عام 2006، مر منتخب مصر بهذه الأزمة، حينما اختار حسن شحاتة، المدير الفني لمنتخب "الفراعنة" في ذلك الوقت، ضمن قائمته محمد زيدان، الذي كان قد انتقل للعب في الدوري الألماني ضمن صفوف بريمن تاركاً الدنمارك، وكان يسعى لتقديم نفسه بقوة في"البوندسليغا"، وتجاهل اللاعب دعوة المدرب الرسمية للانضمام في المنتخب المصري، واختار التفرغ لمسيرته مع ناديه الألماني.

وغاب بالفعل عن قائمة الفريق المصري في البطولة، ولكن سرعان ما ندم على هذا القرار بعد تتويج منتخب مصر باللقب، وطلب العودة ووافق الجهاز الفني واتحاد اللعبة على منحه الفرصة واختاره ضمن قائمة المنتخب المصري التي حققت بطولتي كأس الأمم الأفريقية 2008 و2010.

وشهد منتخب مصر في عام 2008 حالة مماثلة، كان بطلها حسام غالي، حيث تم اختياره في القائمة المصرية لبطولة كأس الأمم الأفريقية 2008 في غانا، رغم جلوسه مجمداً في نادي توتنهام الإنكليزي، ودخل التشكيلة الأساسية، ولكن جاءه عرض للعب معاراً في نادي ديربي كاونتي الإنكليزي لإنقاذ مسيرته الاحترافية بدلاً من التجميد في توتنهام.

ووافق حسن شحاتة على تركه ينتقل إلى ناديه الجديد ويشارك معه في المباريات، وخرج من قائمة منتخب مصر التي حققت وقتها لقب بطولة كأس الأمم الأفريقية، والغريب أن حسام غالي لم يحقق نجاحاً في إنقاذ مسيرته الاحترافية في "البريمييرليغ"، ورحل للعب في النصر السعودي، ولبى دعوة المنتخب المصري في أمم أفريقيا 2010 في أنغولا، ولم يغب بعدها عن المنتخب المصري لعدة سنوات.

المساهمون