تعليم جيد بثمن فنجان قهوة

تعليم جيد بثمن فنجان قهوة

05 ديسمبر 2014
هذه المدارس تضم تلاميذ من كافة أنحاء نيبال(فرانس برس)
+ الخط -
يبلغ ثمن فنجان القهوة في نيبال دولاراً أميركياً واحداً. وهو السعر نفسه الذي يتقاضاه أوتام سانجل من كلّ تلميذ لديه شهرياً، كقسط دراسي، من صفوف الحضانة حتى الثانوية العامة.

أكثر من 20 ألف تلميذ يتلقون تعليمهم في مدارس سانجل، التي أطلق عليها اسم "ساماتا"، التي تعني المساواة للجميع.

في ساحة إحدى المدارس، يصطف التلاميذ بمراييلهم الزرقاء. يوجههم رجل في الوسط، فيرفعون أيديهم معاً، ويبدأون أداء النشيد بصوت واحد. هذا الرجل هو نفسه سانجل، مؤسس المدارس المنتشرة في كثير من أنحاء نيبال، من أجل تقديم التعليم الجيد للفقراء بالدرجة الأولى.

يقول سانجل لموقع "كي بي آر": "ترضيني هذه التجربة. في هذه المدارس تجد تلاميذ من كافة أنحاء نيبال، ومن مختلف الطبقات والأعراق. والمشترك بينهم أنّ كلّهم فقراء".

في جمهورية نيبال التي تمتد على مساحة 147 ألف كيلومتر مربع، ويقرب عدد سكانها من 30 مليون نسمة، ينفر السكان من إرسال أطفالهم إلى المدرسة الرسمية المجانية، بسبب نوعية تعليمها الرديء. وفي الوقت نفسه، تصل تكلفة المدارس الخاصة إلى أرقام خيالية، ليست في متناول معظمهم. وفي هذه الظروف، ظهرت مبادرة "ساماتا"، كبديل حيوي للفقراء.

فالأقساط الكبيرة تشكل ضغطاً على التلاميذ وأهاليهم. فالتلميذ الذي لا يتمكن أهله من سداد القسط الشهري، في المدارس الخاصة، يصبح عرضة للطرد، وما فيه من إذلال له ولأهله أمام الآخرين، بحسب سانجل. كما أنّ الأهل أنفسهم يضعون ضغوطات على التلاميذ في المدارس الخاصة، بذريعة تكبيدهم المال من أجل التعليم. ويعلّق سانجل على ذلك بالقول: "أحاول أن أزيل كلّ هذه الضغوط عن التلاميذ، ولذلك تراهم سعداء في مدارسي".

أول مدرسة افتتحها سانجل، تم تمويلها من والده، وبنى صفوفها بنفسه، باستخدام القصب. افتتحها قبل سنوات، وضمت 800 تلميذ. أما اليوم فهو يدير 16 مدرسة مشابهة حول البلاد، تضم أكثر من 20 ألف تلميذ. فيما يعتمد بشكل أساسي على تبرعات أكثر من 2000 شخص في البلاد وخارجها، من أجل دفع رواتب المعلمين. وهي تبرعات تتجاوز قيمتها السنوية 100 ألف دولار أميركي.

لكنّها تبرعات مفيدة للغاية، لمدرسة أثبتت تجربتها الرائدة نجاحها، خاصة أنّ كلّ تلاميذها يحصلون على علامة تخرّج لا تقل عن 80 من 100.

المساهمون