الفن بديلاً عن التسوّل في لندن

الفن بديلاً عن التسوّل في لندن

لندن

كاتيا يوسف

avata
كاتيا يوسف
09 أكتوبر 2014
+ الخط -
بعض أولئك الذين قست عليهم الحياة، ووجدوا أنفسهم عاجزين عن تأمين قوتهم اليومي، رفضوا الاستسلام لواقعهم هذا. أبوا امتهان التسوّل. هكذا ملأت البهجة شوارع بريطانيا، وتحديداً لندن. يمكن لأي شخص مشاهدة عروض مجانية رائعة، من دون حجز مسبق أو شراء تذاكر، بعدما قرر الكثير من المقيمين كسب المال بواسطة الفن، الذي يضفي جواً من المرح على المنطقة التي احتلوا إحدى شوارعها بشكل مؤقّت. تتنوّع العروض بين العزف والرقص وعروض السّحر وغيرها، ممّا يجذب الجماهير للمشاهدة والاستمتاع والتبرّع بالمال.

تختلف تطلّعات وأهداف أصحاب هذه العروض، بين محتاج يبحث عن المال أو هاو أو عاشق للفن. ورغم تنوّع الغايات، تبقى الوسيلة رائعة. استبدل بعض هؤلاء المحتاجين ظاهرة الاستجداء في الشوارع بالفن. ومن قال إن الفن لا يجلب المال؟

ويقول أندريه رومان (طالب هندسة) في فرقة "ياك"، التي كانت تقدّم عروض رقص في شارع كنجستون (في لندن)، إن "حاجات الشباب وتطلّعاتهم اختلفت". يوضح أنه "يمارس الرقص في الشوارع كي يتمكّن من دفع بدل إيجار مسكنه". أندريه الذي يبلغ من العمر واحد وعشرين عاماً، بدأ الرقص وهو في العاشرة من عمره. اكتسب مهارته من خلال مشاهدة برامج رقص على التلفزيون، من دون الانتساب إلى أي معهد.

أما أورلاندو راتي (17 عاماً)، فهو أصغر فرد في الفرقة. لا يزال في المدرسة الثانوية وتتكفّل الحكومة بتعليمه مجّاناً. بيد أنّه أعرب عن حاجته للمال، كي يتمكّن من دفع أقساط الجامعة في المستقبل. فضلاً عن ولعه بالرقص. أما كابور بيرنيه (32 عاماً)، فقد بدأ الرقص في الـ 17 من عمره. تعلّمه في الشارع. يقول إنه "يعمل طاهياً. غير أنّه قدّم استقالته منذ مدّة بسبب انزعاجه من معاملة أصحاب العمل". يهوى الرقص لكنه لا يعتبره مهنة بل هواية ووسيلة لكسب بعض المال.

سولكنج ليتفيانج (20 عاماً)، هو طالب إدارة أعمال في جامعة أوكسفورد. افتتح مؤخراً شركة صغيرة لمستحضرات التجميل، إلا أنه يعشق الرقص. بدا ليتفيانج مهتمّاً بالحديث عن جذور الفرقة التي يرقص معها. يقول إنّها "بدأت عام 1999 في نيويورك. رئيس الفرقة يدعى تفلون فير، وهو أميركي الأصل ويقيم في بريطانيا".

في أنفاق القطارات، يبدو الجميع على عجلة من أمرهم. في تلك الممرّات الضيقة والقاتمة، يبقى للموسيقى سحرها. يركن العازفون إلى آلاتهم الموسيقية في زوايا النفق، ويطلقون العنان لألحانهم. إحدى الفتيات في محطّة ماربل آرش، اختارت الغناء. فهي تملك صوتاً جميلاً. وقد نجحت في أسر الكثيرين.

ذات صلة

الصورة
طلاب جامعة كوين ماري في لندن يتظاهرون لأجل فلسطين (العربي الجديد)

مجتمع

اتخذت إدارة جامعة كوين ماري في لندن إجراءات جديدة، عقب انطلاق المخيم الطلابي التضامني لأجل غزة الاثنين الماضي، تشمل إغلاق البوابات والمداخل..
الصورة
اعتصام طلاب جامعة ساسكس تضامناً مع غزة - بريطانيا - 13 مايو 2024 (العربي الجديد)

مجتمع

أقام عشرات من طلاب جامعة ساسكس البريطانية مخيّماً واعتصاماً مفتوحاً فيها، تضامناً مع الشعب الفلسطيني في قطاع غزة وسط الحرب الإسرائيلية المتواصلة عليه.
الصورة
طلاب من جامعات تونس في حراك تضامني مع غزة - 29 إبريل 2024 (العربي الجديد)

مجتمع

انطلق حراك طلاب تونس التضامني مع غزة والداعم للانتفاضة الطالبية في جامعات العالم، ولا سيّما في جامعات الولايات المتحدة الأميركية، وذلك من العاصمة ومدن أخرى.
الصورة
مطالبة بإنهاء الإبادة الجماعية في قطاع غزة (حسن مراد/ Getty)

مجتمع

يسعى أساتذة في تونس إلى تعويض غياب العملية التعليمية الجامعية بالنسبة للطلاب الفلسطينيين جراء العدوان الإسرائيلي، من خلال مبادرة تعليمية عبر منصات خاصة.

المساهمون