مصر: رسالتان عن الموت البطيء في سجن "العقرب"

12 مارس 2018
نص الرسالة الأولى (العربي الجديد)
+ الخط -
حصل "العربي الجديد" على رسالتين من معتقليْن بسجن العقرب شديد الحراسة في مصر، متضمنة وقائع تعذيب ممنهج يمارسها ضباط داخل أسوار السجن، وتَعرض سلوكهم العدواني المستمر تجاه المساجين.

الرسالة الأولى وعنوانها "بغي وعدوان"، جاء في نصها: "هذا بلاغ للناس وكل وسائل الإعلام الشريف الحرّ، عن العدوان والظلم الذي يحدث في باستيل مصر (سجن العقرب) شديد الحراسة. هذا السجن الذي قُتل فيه المئات أيام المخلوع مبارك، عدوان جديد بمناسبة انتخابات السيسي الفرعون. عدوان وظلم حتى يرضخ المئات من الإسلاميين في السجن للدعوة التي أطلقها العميد أحمد سيف، ضابط الأمن الوطني بالسجن، وطلب فيها من النزلاء المساجين كتابة تأييد للفرعون السيسي في الانتخابات".

وتضيف الرسالة الأولى "لما كان الرفض من النزلاء المساجين، قامت حملة، يوم الاثنين الموافق 5 مارس/آذار الجاري، بقيادة رئيس مباحث العقرب المقدم أحمد أبو الوفا والضباط محمد شاهين وعبد المنعم ومعتز، والمخبرين بقيادة أمين شرطة عباس، ومعهم الكلاب البوليسية والعصي الكهربائية وكابلات الكهرباء وقاموا بالاعتداء على المساجين في H4 وينج 4، ومصادرة كل شيء من أطعمة وأشربة وبطاطين وملابس ومراتب، مع أن معظم هذه الأشياء تم شراؤها من كانتين السجن وعلى نفقة المساجين، حيث إن الزيارة ممنوعة عن الكثير من النزلاء في الكثير من القضايا، مثل كتائب حلوان والأنصار وقضية كفر شكر وقضية كمين الخصوص وغيرها".

وأشارت الرسالة إلى "الاعتداء بالضرب والسحل على محمد عبد الرحمن عبد التواب، المعروف بـ(أبو دعاء)، وتم تعذيبه وتعليقه وأخذه للتأديب. كما شملت هذه الحملة H4 وينج 1 حيث يقطنها أفراد قضية أجناد مصر والذين حكم عليهم بالإعدام فتعرضوا بالمثل لما تعرض له H4W4 من تجريد ومصادرة للأطعمة والأشربة والمتاع والفرش. كما شملت هذه الحملة عنبر الإعدام H4W2 حيث قضية كرداسة وقضية الظواهري الذين ما زالوا بعنبر الإعدام رغم تخفيف الحكم عنهم في 31/7/2017 من الإعدام إلى المؤبد، ولكن رغم ذلك ما زالوا في عنبر الإعدام. فنرجو من كل الأحرار والشرفاء مساندة هؤلاء المستضعفين وإيصال أصواتهم للناس لرفع الظلم والبغي والعدوان عنهم، والله غالب على أمره". وانتهت الرسالة بتوقيع نزلاء سجن العقرب.


جزء من رسالة معتقلي العقرب(العربي الجديد) 





أما الرسالة الثانية التي حملت عنوان "مذبحة H4W4"، فجاء في نصها: "بعد مرور سنتين على المذبحة الأولى لـH 4 وينج 4 بسجن العقرب (أبو غريب مصر) في عهد رئيس المباحث أحمد أبو الوفا، كانت المذبحة الثانية، وإليكم التفاصيل: بعد انتهاء التفتيش الدوري لمصلحة السجون يوم الأحد 4 مارس/آذار الجاري، فوجئ المعتقلون بالعنبر، صباح الاثنين 5 مارس، وفي تمام الساعة الثامنة إلا ربعا، بدخول مخبري السجن، وهم عباس (رئيس وردية)، وعبد الرؤوف وأحمد الحضري وسيد خاطر وآخرين، تحت إشراف معاون المباحث محمد شاهين وضابط المباحث عبد المنعم، وقاموا بفتح الغرف تباعا واقتادوا عددًا من المعتقلين خارج العنبر وقاموا بضربهم وسحلهم".

وتابعت "اعتدى المخبران عبد الرؤوف والحضري على الأخ (أبو دعاء)، محمد عبد الرحمن عبد التواب (قضية كتائب حلوان)، وضربوه ضربا مبرحا نتج عنه كسر ذراعه الأيمن، وأخذوه وهو في حالة سيئة ولا يُعلَم مكانه. كما قاموا بتجريد الغرف تماما من الملابس والبطاطين، إلا بطانية لكل فرد فقط في هذا البرد القارس يفترش نصفها ويتغطى بالنصف الآخر، وسحبوا المراتب أيضا وكذلك مواد النظافة والطعام ومياه الشرب المعدنية الخاصة بالمرضى".

وتضيف الرسالة الثانية "على الرغم من أن المعتقلين اشتروها بأموالهم الخاصة من الكافيتريا التي منعوا من دخولها أيضا بعد التجريدة وحتى الآن، ما جعل الناس في حالة صعبة جدا، فأكل التعيين - وجبات السجن - قليل جدا، وكذلك الزيارات لا تدخل إلا وجبة واحدة لفرد واحد، كما قاموا بتقليل عدد الزيارات اليومية، وأسوأ من ذلك كله أنهم قاموا بأخذ علاج المرضى مما يؤذن بكارثة؛ فهناك أمراض مزمنة لا يستغني أصحابها عن العلاج، منهم الأخ (وليد رفعت)، فحالته الصحية متدهورة، ولم يعرضوه على المستشفى إلا مرة واحدة، ويدخل في غيبوبة السكر مرة أو مرتين يوميًا".

وتؤكد الرسالة أن "الإهمال مستمر وحالات القلب والفيروس أخذوا أدويتهم أيضا، وحتى المصاحف أخذوها ومنعوا عن المعتقلين بالعنبر الطعام والشراب، وحرموهم من الملابس والأغطية في هذا البرد القارس، وقطعوا عنهم العلاج وحبسوهم عن الهواء بغلق التريض أيضًا. الوضع كارثي، والمأساة أشد من المذبحة الأولى. لا ندري ما الذي نفعله حيال سطوة رئيس المباحث (أحمد أبو الوفا) وضباطه، خاصة (محمد شاهين) الذي لا يتورع عن تمزيق المصاحف والكتب. نعم لم تسلم المصاحف!! أخذوها ولم يتركوا إلا مصحفًا واحدًا في الغرفة التي تحمل من 3 لـ4 أفراد. وأخيرا قاموا بقطع المياه عن العنبر. إنها صرخة استغاثة... إنه موت بطيء... أنقذوا المعتقلين".