ينتظر الفتى الفلسطيني أحمد حرز الله (13 عاماً) انقضاء دوامه المدرسي يومياً من أجل التوجه إلى إحدى حاضنات الأعمال والتكنولوجيا في قطاع غزة، لبدء رحلة جديدة من التعلم والعمل في مجال البرمجة وتصميم المواقع.
ويقسَم حرز الله يومه بين دراسته في المدرسة كونه طالباً في الصف الثامن، وبين تدريبه وعمله اليومي في حاضنة "Gaza sky geeks"، طامحاً في اكتساب مختلف المهارات في مجالات البرمجة والتصميم واللغات المرتبطة بالمواقع وعملها.
وينجذب الكثيرون من زوار الحاضنة والمراقبين والعملاء الذين يتعامل معهم الفتى حرز الله من صغر سنه واتقانه للعديد من المهارات في وقتٍ قياسي مقارنة مع من هم أكبر منه سناً، إلى جانب ما يمتلكه من شغف ورغبة في التعلم.
ويقول حرز الله لـ"العربي الجديد" إن بدايته مع مجال البرمجة كانت قبل نحو 4 سنوات من خلال إحدى ألعاب الحاسوب التي كان اللعب بها يتطلب أن يكون هناك سيرفر خاص، وهو ما دفعه لمحاولة التعلم وإتقان برمجة الخوادم والسيرفرات.
وتمكن الفتى خلال السنوات الماضية من تعلم ثلاث لغات برمجة للمواقع، بالإضافة إلى اكتساب مهارة برمجة قواعد البيانات وبرمجة الخوادم والسيرفرات عبر مجهوده الشخصي، فضلا عن مساعدة محيطين به.
ويطمح حرز الله أن يواصل إنجاز دراسته المدرسية، وصولاً إلى المرحلة الجامعية من أجل التخصص في المجال التكنولوجي والتوسع بصورة أكبر مما يمتلكه حالياً، وبشكل يؤهله في المستقبل لافتتاح شركة متخصصة في هذا المجال.
من الصعوبات التي يتعرض لها حرز الله قيامه بتعديل موعد دوامه المدرسي من الفترة المسائية إلى الفترة الصباحية حتى يتمكن من الحضور إلى حاضنة الأعمال يومياً بعد الثانية عشرة ظهراً لأن الدوام المدرسي المسائي كان يجعل الأمر صعباً.
ويشير الفتى الفلسطيني إلى أن من الصعوبات التي واجهته أيضاً، خلال عمله الحر تعرضه لعمليات احتيال عدة من العملاء نظراً لصغر سنه، وعدم قبول بعض المواقع المتخصصة في مجال العمل التكنولوجي الحر به نظراً لصغر سنه كونه من مواليد عام 2005.
ويتركز عمل حرز الله على الجانب المتعلق بالبرمجة والتصميم ولم يؤثر ذلك على دراسته المدرسية وجعله يحافظ على تحصيله الدراسي بتقدير امتياز، نظراً لتقسيمه للوقت بشكل يراعي الدراسة المدرسية وفي نفس الوقت اكتساب المهارات المتعلقة باللغات والبرمجة.
"الكثير من المعلمين والمحيطين بي مندهشون مما أقوم به نظراً لصغر سني مقارنة مع أقراني، واستغربوا إتقاني للعديد من المهارات في هذه المرحلة العمرية، وكثيراً ما أتلقى الدعم منهم من أجل مواصلة العمل وتحقيق مختلف الطموحات"، وفقاً لحرز الله.
وعن الطموح المستقبلي، يؤكد أنه يأمل أن ينجز دراسته المدرسية والجامعية، ليفتتح بعد ذلك شركة متخصصة في مجال البرمجة تعمل على احتضان المهارات وتحديداً للصغار في السن، على غرار ما حدث معه مؤخراً.
وخلال السنوات الأخيرة أسهمت حاضنات الأعمال والتكنولوجيا الموجودة في القطاع المحاصر إسرائيلياً منذ عام 2006 في اكتشاف المهارات لدى الشباب والفتيان في مراحل عمرية مبكرة، وقادت الكثيرين منهم لتأسيس مشاريع خاصة بهم.