الوضع الإنساني يزداد سوءاً في مخيم الركبان... والنازحون يطالبون الأمم المتحدة بالتدخل

24 مارس 2019
غالبية العائلات المقيمة في مخيم الركبان فقيرة بالأصل (تويتر)
+ الخط -
تواصل قوات النظام السوري وروسيا حصار مخيم الركبان والتضييق على النازحين المقيمين فيه، باتباع سياسة التجويع التي تتسبب على الدوام بتفاقم الأوضاع الإنسانية داخل المخيم الذي يتجاوز عدد النازحين فيه بحسب آخر مسح للأمم المتحدة 55 ألفاً.

وينقل عضو تنسيقية تدمر، أيمن الحمصي، جزءاً من صورة المأساة والمعاناة اليومية للنازحين في المخيم في حديث مع "العربي الجديد"، قائلاً: "لا يكاد يمر أسبوع على المخيم دون تسجيل حالة وفاة لطفل فيه من جراء سوء التغذية أو المرض، فحليب الأطفال في المخيم شبه معدوم فضلاً عن الأدوية، وحالياً في فصل الربيع يعتمد كثير من العوائل على البحث في المناطق المحيطة بالمخيم على الأعشاب والنباتات التي تشكّل مصدراً للغذاء. بالطبع ليست كافية لهم، كون 90 بالمائة منهم ليس لديهم مصدر غذائي مديد وخاصة للأطفال".

ويتحدث الحمصي عن "مشاكل كثيرة أخرى يواجهها النازحون في المخيم، منها مشاكل مياه الشرب والخبز، فحالياً هناك فرن واحد فقط في المخيم قيد العمل والآخر متوقف منذ تدخل القوات الروسية التي رافقت قافلة المساعدات الإنسانية الأممية، فهي تحاصر المخيم وتغلق الطريق الوحيد المؤدي إليه وتمنع عبور أي شاحنة تحمل مواد غذائية أو محروقات نحوه".

كذلك يرى الناشط عماد غالي، المقيم في المخيم، في حديث مع "العربي الجديد"، أن "وضع الأهالي سيئ جداً، خصوصاً مع الحصار المفروض من قبل النظام وقوات الاحتلال الروسي، ما أدى إلى ارتفاع الأسعار في مخيم الركبان بشكل كبير جداً، كما قلّ وجود المواد الغذائية، وبالنسبة لأسعار المحروقات أصبح سعر الليتر الواحد من البنزين 1500 ليرة سورية (نحو 2.85 دولار) وسعر ليتر المازوت 1200 ليرة (نحو 2.28 دولار)، أما ليتر الكاز الذي يستعمل للمواقد فبلغ سعر الليتر منه 1300 ليرة سورية (2.47 دولار)".




ولفت غالي إلى "استغلال التجار والمهربين للأهالي، إذ يدخلون المواد من مناطق سيطرة النظام إلى مخيم ويتحكمون بأسعارها، وبالطبع إن حالة الأهالي بالأصل فقيرة جداً، وأغلبهم قدموا من ريف حمص الشرقي بعد سيطرة تنظيم داعش على مناطقهم".


ويقول: "قرب منطقة المخيم من مناطقهم دفعتهم للقدوم إلى الركبان، ولم تكن أجور النقل عالية حينها للوصول إلى هنا، ومن كانت أحوالهم المادية جيدة نسبياً اتجهوا للشمال السوري، وبسبب الفقر يكون وضع هذه العوائل مأساوياً جداً، إذ يعتمدون بشكل أساسي على المساعدات الإنسانية المقدمة من الأمم المتحدة؛ التي لا تدخل المخيم إلا كل أربعة أو خمسة أشهر، كما يعتمدون في مدخولهم أيضاً على أقارب لهم خارج المخيم عبر الحوالات المالية. وللأسف الشديد فإن أغلب القاطنين في المخيم لا يقدرون على تأمين سوى وجبة طعام واحدة".


ويؤكد على أن "الأهالي نظموا العديد من الوقفات الاحتجاجية داخل المخيم، كان آخرها في حي مدينة تدمر قبل يومين". ويقول: "هذه الوقفات لمطالبة الأمم المتحدة بدخول المخيم وتحسين سبل العيش داخله، كما طالبت بفتح ممرات آمنة للذهاب للشمال السوري وفك الحصار المفروض على المخيم من قبل قوات النظام والجيش الروسي، وهذه كانت أبرز النقاط التي طالب بها الأهالي في مخيم الركبان".

وأنشئ مخيم الركبان في مثلث الحدود السورية الأردنية العراقية، وهو مخيم عشوائيّ للاجئين السوريين يمتد بطول 7 كلم في المنطقة منزوعة السلاح بين سورية والأردن بعمق 3 كلم، ومعظم سكانه فرّوا من ريف حمص الشرقيّ والبادية السورية التي سيطر عليها تنظيم "داعش" في عام 2015.