ووفقاً لما نشرته المجلة عن تلك الدراسة، فقد تراجعت مخاطر الوفاة بالسرطان عند الرجال بنسبة 6 في المائة وبنسبة 3.6 في المائة لدى النساء. وبحسب بعض التفاصيل التي تناقلتها وكالات أنباء أوروبية مختلفة، إن عدد وفيات الذكور كان في 2014، 139 حالة لكل 100 ألف، فيما سيصل هذا العام، بحسب توقعات الباحثين، إلى 131. وبالنسبة للإناث، لقد انخفضت من 86 لكل 100 ألف مواطنة إلى 83 لهذه السنة أيضا.
ورغم تراجع النسبة عموما، فقد توقعت الدراسة الجديدة، أن تحصد وفيات السرطان في أوروبا أرواح 1.4 مليون إنسان، ومن بينهم حوالي 878 ألف رجل و621 امرأة. وتعتبر تلك الوفيات زيادة بنحو 1.4 في المائة، وهو ما يرده الباحثون إلى زيادة في أعداد الشعوب.
ولاحظت الدراسة الأوروبية أن مرض سرطان الرئة سيقتل هذا العام نساء أكثر من موتهن بسرطان الثدي، أي بنحو 96 ألفا لسرطان الرئة مقابل نحو 92 ألفا للثدي. ويشير هؤلاء إلى أن سرطان الرئة يبقى المسؤول الأول عن وفيات نحو 279 ألف إنسان في أوروبا، للعام الحالي 2019 لوحده. وبالنسبة لسرطان الثدي، يستنتج الباحثون تحسنا في علاجاته في كبريات دول الاتحاد الأوروبي منذ العام 2014.
والمثير في نتائج الدراسة، أن المملكة المتحدة شهدت تراجعا في وفيات سرطان الثدي بنحو 13 في المائة وتلتها فرنسا بـ10 في المائة، وألمانيا بـ9 في المائة خلال الأعوام الخمسة الماضية، وتراجعت النسبة بسبعة في المائة لدى الإيطاليين وخمسة في المائة لدى الإسبان، بينما شهدت بولندا زيادة بنسبة 2 في المائة للفترة الماضية نفسها.
وكان مكتب الإحصاء الأوروبي "يوروستات" للعام الماضي، أكد أن أسباب انتشار الوفيات المرتفعة في المجر عام 2015 نجمت عن سرطان الرئة، فيما شكلت الإصابة بأمراض القولون والمستقيم سببا للوفيات في بقية دول الاتحاد. ولاحظ تقرير "يوروستات" أن اليونان وقبرص سجلتا أدنى معدلات وفاة بسبب الانتحار مقارنة بدول الاتحاد الأوروبي الأخرى. وشهد 2015، معدلات وفاة أعلى بين الرجال، مقارنة بالنساء.
وفي أغسطس/آب 2016، سجلت المجلة الطبية الأوروبية للقلب European Heart Journal أن "السرطان سبب رئيسي للوفيات الأوروبية". وبالرغم من تسجيل المجلة وفيات بين نحو 4 ملايين مواطن أوروبي بسبب أمراض القلب، أي بنسبة 45 في المائة من أسباب الوفاة عن السنوات الماضية للتقرير، إلا أن التقدم الطبي في مجال أمراض القلب جعل مرض السرطان أحد أهم أسباب الوفاة في 12 دولة أوروبية. وسجل التقرير من بين هذه الدول: الدنمارك وبلجيكا وفرنسا وإيطاليا ولوكسمبورغ وهولندا والبرتغال وسلوفينيا وإسبانيا والنرويج وبريطانيا. وفي الدنمارك كانت الوفيات بين النساء أعلى من الرجال بسبب إصابتهن بأنواع مختلفة من السرطان. وأشار حينذاك كبير الباحثين في الدراسة، نيك تونسيند من جامعة أوكسفورد، إلى أن "أغلبية الوفيات بالسرطان هي في دول غرب أوروبا، أما في دول شرق القارة العضو بالاتحاد الأوروبي فكانت أمراض القلب سببا رئيسا في الوفيات بواقع 38 في المائة، فيما كانت النسبة للدول غير الأعضاء في الاتحاد 54 في المائة".