محنة نازحي شرق الفرات: تشتت عائلي واكتظاظ وحرمان من التعليم

29 نوفمبر 2019
يفرّ النازحون من العمليات العسكرية (Getty)
+ الخط -
تتواصل محنة النازحين جراء العمليات العسكرية شرق الفرات، الذين تتفاوت أعدادهم بين تقارير الأمم المتحدة والإدارة الذاتية، إذ تؤكد الأخيرة في إحصائيات صادرة عنها أن أعداد النازحين وصلت إلى نحو 300 ألف، بينما تشير تقارير أممية إلى أن العدد وصل إلى نحو 180 ألفا.

وحسب مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين، فإن 11.640 لاجئاً سورياً وصلوا إلى إقليم كردستان العراق، وفقاً لإحصائية 26 أكتوبر/تشرين الأول الماضي وحدها.

من جهتها، أكدت الإدارة الذاتية أن نحو 810 مؤسسات تعليمية حاليا متوقفة عن العمل، الأمر الذي حرم 86 ألف طالب من تعليمهم، إضافة إلى أن نسبة الاستجابة من قبل المنظمات المحلية والدولية للنازحين لا تتجاوز 40 في المائة، مع سقوط أكثر من 478 قتيلا في صفوف المدنيين وجرح نحو 1000 آخرين.

وحول الظروف التي يعيش فيها هؤلاء اللاجئون، قال مسؤول التسجيل في منظمة "دان" للإغاثة والتنمية محمد موسى لـ"العربي الجديد"، إنّ من بين الجهات المسؤولة عن تقديم الخدمات الصحية للنازحين شرق الفرات في مناطق الإدارة الذاتية، الهلال الأحمر الكردي كما تم تسجيل تدخل للهلال الأحمر السوري، إضافة إلى منظمة أطباء بلا حدود، فضلا عن منظمات مثل أحرار بورما، ومنظمة مار يعقوب.

وتعد مفوضية الأمم المتحدة للاجئين المسؤولة عن إنشاء المخيمات بالدرجة الأولى. ومن المشاكل التي تواجه النازحين قضية تشتت العائلات؛ فالأب لا يعلم أين نزح ابنه والزوجة لا تعرف أين زوجها، بسبب انقطاع التواصل، وهناك أهالٍ خرجوا من منازلهم من دون أوراق ثبوتية أو حتى من دون هواتفهم المحمولة.

وتابع موسى: "هناك مناشدات ونداءات للأمم المتحدة والمنظمات الدولية بضرورة التدخل لمساعدة النازحين، الذين دفع سوء الوضع بعضهم للعيش في الخيام، بينما لجأ آخرون لأقارب لهم في مناطق سيطرة الإدارة الذاتية. ومن المتوقع في الفترة المقبلة إخلاء نحو ثمانين مدرسة من العوائل النازحة في الحسكة، ليتوجهوا للمخيمات التي تعمل الإدارة الذاتية على إنشائها في الحسكة.

وقالت أمينة أم محمود لـ"العربي الجديد": "نزحنا من مدينة رأس العين من منطقة المحطة، بعد أن استهدفت الطائرات الحربية المدينة، فلم يعد أمامنا متسع للبقاء، ولم نحمل معنا سوى القليل من الأغراض، أنا وابنتاي وطفلي، جرينا في شارع الكنائس في المدينة وبعدها توجهنا إلى تل تمر، حيث وجدنا سيارة في الشارع متوجهة للمنطقة أقلتنا إليها، قالوا لنا إننا سنقيم في المدارس، لكن لم يكن هناك متسع فنقلونا لمخيم التوينة، وأولادي كلهم مرضى في الوقت الحالي، ونحن نريد العودة لبيوتنا عندما تهدأ الأحوال".

من جهته، أوضح النازح يونس حمود أنه حتى الآن ينتظر أن ينتقل مع عائلته لمخيم أو ربما لمكان أفضل، فالمدرسة التي يقيم فيها بمدينة الحسكة مكتظة بالأهالي، مضيفا لـ"العربي الجديد" أن الخوف الذي يعيشه أطفاله أجبره على مغادرة مدينة رأس العين والتوجه للحسكة.

وتقول تركيا إن الكثير من النازحين عادوا إليها بالفعل بعد استقرار الأوضاع في مدنهم وبلداتهم، الأمر الذي تنفيه الإدارة الذاتية الكردية. بينما يرى مراقبون أنّ تصاعد عمليات التفجير والاستهدافات للمناطق التي سيطرت عليها أخيرا القوات التركية والفصائل الموالية لها، قد يؤخر مثل هذه العودة.

دلالات
المساهمون