حملات شبابية في العراق للحفاظ على مياه نهر دجلة

21 يونيو 2018
التوعية بخطورة جفاف نهر دجلة (العربي الجديد)
+ الخط -

اختار ناشطون عراقيون بمجال البيئة، بلدة الجبايش في مدينة الناصرية جنوبي العراق، نقطة انطلاق حملاتهم التوعوية بشأن جفاف نهر دجلة، الأطول في البلاد، الذي ينبع من تركيا وينتهي في مصب الكرمة بالبصرة، أقصى جنوب العراق.

ويمرّ العراق منذ أشهر، بأزمة شحّ مياه، أثرت على مناطق متفرقة من البلاد، لا سيما في الجنوب، إذ شهدت بعض الأهوار "المسطحات المائية" التي تعتمد على نهر دجلة جفافاً لافتاً، فيما جفت بعض المسطحات بشكل نهائي، ما أدى إلى نزوح العديد من الأسر العراقية، من المزارعين بسبب تضررهم وموت مواشيهم، وأبرزها الجاموس الذي يعيش في المناطق المائية.

وأدرجت مناطق الأهوار على لائحة التراث العالمي في يوليو/ تموز 2017، لتصبح واحدة من ضمن محميات منظمة اليونسكو، إلا أن خطر الإزالة من اللائحة يلاحقها حالياً، لا سيما أن الحكومة العراقية لم تنفذ أيا من توصيات اليونيسكو خلال العامين الماضين، التي تضمنت مجموعة من النقاط، أبرزها تفعيل الإطلاقات المائية الكافية لإرواء المناطق، وتفعيل الجانب السياحي، فضلاً عن بنودٍ تتعلق بتنظيف الأماكن من المخلفات البيئية والطبيعية، مثل النباتات المائية الضارة.

في هذا السياق، قال سلمان خير الله، وهو عضو في "جمعية حماة نهر دجلة"، لـ"العربي الجديد" "إنّ عملنا اليوم كناشطين عراقيين، هو الاهتمام بملف الحفاظ على مياه نهري دجلة والفرات، وحقوق البلدان من المياه. نعمل منذ خمس سنوات، ونهتم هذه الفترة بمياه الأهوار وكيفية ترشيد استخدامها وحمايتها، كونها الداعم الأساسي لنهري دجلة والفرات".

الحفاظ على مياه نهري دجلة والفرات (العربي الجديد)

وأوضح أن "الأهوار تمثل الخزان المثالي للنهرين، والأزمة الاأيرة جعلتنا نعمل بصورة متواصلة لإبلاغ الأهالي بشكل شخصي بأنها ستؤثر على اقتصادهم وحياتهم، والجهد المبذول من قبل منظمات المجتمع المدني هو لتعميم حجم المشكلة الكبيرة، لا سيما أن الكثير من الناس ليسوا على دراية كاملة"، مبيناً ان "الحكومة العراقية والجهات المسؤولة عن المياه في البلاد، مثل وزارة الموارد المائية، لا تعطي المعلومات الحقيقية عن مناسيب المياه، ودرجات انخفاضها".

وأضاف "نحاول من خلال الاجتماعات مع المتضررين من أزمة المياه في العراق، الحصول على التضامن الدولي، لأنه سيجعلنا قادرين على الحصول على كمية المياه التي تنقذ نهر دجلة والأهوار التي تعتمد على النهر. وجودنا في الجبايش ومناطق الجنوب، نستبق من خلاله، اجتماع اليونسكو الذي سينعقد بعد أيام في دولة البحرين، والذي سيتم فيه قراءة ما نُفذ من توصيات اليونسكو".

شرح أسباب الجفاف المائي (العربي الجديد)

كما لفت إلى أن فريقه (حماة دجلة)، "اختار منطقة الجبايش في جنوب العراق، ولم يختر بغداد أو محافظة أخرى، لشرح أسباب الجفاف المائي وشح المياه، لأن المنطقة يتضح فيها الجفاف بشكل كبير، فضلاً عن كونها نقطة التقاء بين نهري دجلة والفرات، من خلال أهوار مدينة ميسان والناصرية، وتمثل العصب الأول للقاء النهرين".

بدوره، أكد جاسم الأسدي، وهو ناشط عراقي، أن "الجفاف في نهر دجلة، لن يؤثر فقط على الأهوار إنما على كل مناطق العراق". وقال لـ"العربي الجديد"، إن "مناسيب نهر دجلة انخفضت خلال الشهر الماضي إلى 40 سم، أي أن النهر يخسر سنتيمترا في اليوم الواحد، ما يشير إلى أن الشهرين المقبلين سيكون النهر قد جف بشكل كامل، خصوصاً في محافظات البلاد الجنوبية".

تهدد الأزمة بزيادة أعداد النازحين (العربي الجديد)

وأشار إلى أن "تركيا إذا لم تسعف العراق بموجات مائية كافية لسد الحاجة الطبيعية للنهر، فستحل كارثة كبيرة على البلاد، وسنخسر المزيد من الأسر الجنوبية بسب النزوح إلى مناطق أخرى، وهذا الأمر سيؤدي إلى خسارة اقتصادية كبيرة، فضلاً عن التغيير الديموغرافي الذي سيرافق عملية النزوح".

ولفت إلى أن "تواجد الفرق الناشطة بمجال المياه والبيئة، جاء لخطورة الأزمة المائية، قد نخسر إدراج الأهوار على لائحة التراث العالمي، لأن الحكومة انشغلت بالخصام السياسي، وأهملت المحميات الطبيعية ورعاية المياه والطيور النادرة وصيد الأسماك وعيش الجاموس، في الأهوار الجنوبية".


بدروه، قال المسؤول المحلي في الجبايش، عبد الواحد جلود، إنّ "العراق لم يتفاوض مع تركيا بشأن ضمانات المياه المستقبلية، وحصص العراق، وكذلك النقاش حول سد أليسو، أو أي من السدود الأخرى ضمن مشروع الغاب"، مبيناً لـ"العربي الجديد"، أن "الحكومة المحلية في ذي قار تعمل حالياً على تحديث أنظمة الري والسقي، ومكافحة التلوث الذي يطاول الموارد المائية المختلفة، والترشيد في الاستهلاك، وغيرها من الإجراءات المهمة والأساسية التي لا غنى عنها في هذه الفترة الحرجة".

دلالات
المساهمون