جرائم قتل وانتهاكات ضد أهالي منطقة عفرين السورية

08 نوفمبر 2018
عمليات سرقة ومداهمة بيوت (Getty)
+ الخط -
لا تزال انتهاكات فصائل المعارضة مستمرة بحق الأهالي في منطقة عفرين السورية، رغم الجهود التركية والشرطة العسكرية للحدّ منها، وانتقلت من عمليات السرقة والسلب إلى القتل، تحت مبررات وذرائع مختلفة.

وفي هذا السياق، أكد أحد القضاة في محكمة مدنية ضمن مدينة عفرين، رفض الإفصاح عن اسمه لأسباب خاصة لـ"العربي الجديد": أن عناصر من بعض الفصائل يتجاوزون التعليمات أو التوصيات الصادرة عن قيادة الفصيل، ويسرقون أو يصادرون أملاك السكان المحليين في منطقة عفرين، وفي بعض الأحيان هناك من الأهالي من يقف في وجههم فيتعرض للقتل، كما حدث مؤخرا في منطقة ميدان اكبس، وكان مبرر الجريمة للفاعل بأن الشخص المقتول يتبع بشكل مباشر للجناح العسكري في مليشيا حزب الاتحاد الديمقراطي.

وأضاف القاضي: "هناك عدة أسباب تدفع مقاتلي الفصائل للتسلط ضمن المنطقة وارتكاب ممارسات لا أخلاقية ضد أهلها، ومنها غياب القوة الرادعة التي تكفل عقاب هذا العنصر في حال ارتكابه لانتهاك أو تجاوز، بالإضافة إلى غياب الحزم التركي عبر وحدات جيشه هناك، فمن الممكن له منع مقاتلي الفصائل من دخول المدن والبلدات المأهولة بالسكان المحليين
والنازحين من مختلف المناطق".

وتابع: "كما أن مقاتلين من بعض الفصائل يمارسون عمليات انتقامية في منطقة عفرين، على خلفية أن الجميع هنا يقف بصف الوحدات الانفصالية الكردية، ومنهم مقاتلون من مدينة حمص متذرعين بقضية استعراض المليشيات الكردية جثث إخوة لهم وأقارب على نقالة دبابات ضمن المنطقة في عام 2016".

وواصل، "ليست كل فصائل المعارضة السورية هنا على الدرجة ذاتها من المسؤولية، أو الضوابط الأخلاقية، كما أن غياب التوعية عند كثير من الشبان يتسبب في هذه الحوادث، ويؤدي إلى تفاقم الانتهاكات ضد المدنيين، لذلك يجب العمل أكثر على توعيتهم"..

وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان، بيّن أنه خلال الأيام الأخيرة الماضية تم اختطاف أكثر من 7 مواطنين من ريف عفرين، ونقلهم لمواقع مجهولة، إضافة إلى مداهمة بيت سيدة وسلبها مبلغ مليون ليرة سورية، وبعض المجوهرات كانت بحوزتها تبلغ قيمتها نحو مليوني ليرة سورية.

وتحدث ابن بلدة راجو، حسين برهو (43 عاماً) قائلاً: "إنه منذ مدة أقدم مقاتلون من فصائل المعارضة، على اعتقال شخص في بلدة قريبة من بلدة راجو يدعى حسين شيخو، وقد تجاوز الخمسين من العمر، وعذبوه وضربوه، وتناقل الأهالي أخباراً عن وفاته متأثراً بالتعذيب الذي تعرض له".

وأضاف المتحدث: "لا نعلم ما هي دوافع هؤلاء للسرقة والقتل والنهب، لكن عليهم إحكام عقولهم فأهلهم يعيشون بيننا وفي مناطقنا وهم مهجرون وأخرجهم النظام من مناطقهم، فما ذنبنا نحن؟ ولماذا يتصرفون هكذا؟"، متابعاً "نطالب تركيا بضبط هؤلاء، فهي دخلت لتخليصنا من تسلط وإرهاب المليشيات الانفصالية، فكيف تضعنا تحت رحمة هؤلاء؟".

بدوره، أكد المواطن الكردي إبراهيم يشار (44 عاماً) لـ"العربي الجديد"، استمرار عناصر فصائل المعارضة السورية في ارتكاب التجاوزات بحق أهالي عفرين، الأمر الذي سيشجع عودة الانفصاليين لها وارتفاع حدة العمليات الإرهابية لهم، كزرع الألغام والعبوات الناسفة.

وأعرب الأربعيني عن أمله وجود حل لهذه الانتهاكات والتجاوزات، وضبط العناصر الذين يشوهون صورة المعارضة، إلى جانب تأسيس جهاز أمني في مناطق عفرين كافة سلطته تعلو سلطة الفصائل.

وأكد أنه لا توجد جهة رسمية محلية، أو غيرها في منطقة عفرين، لديها إحصاءات دقيقة عن حجم التجاوزات والانتهاكات هنا، مشيراً إلى أن جرائم القتل تجاوزت العشرين منذ شهر أغسطس/ آب الماضي في مختلف المناطق بحق الأهالي، مع انتشار مكثف لعمليات الاختطاف وطلب الفديات.

 
وفي السادس من نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، قدم ناشطون كرديون، مذكرة تتضمن الانتهاكات التي تقوم بها المجموعات المسلحة في منطقة عفرين إلى مكتب العلاقات الخارجية للأمم المتحدة في العاصمة البريطانية لندن، وطالبوا بإخراج المسلحين من المنطقة وتسليم إدارة المنطقة إلى أهلها.