نتيجة الحروب الدامية التي شهدتها المناطق القبلية الباكستانية، تضرّر قطاع التعليم. بالنسبة إلى الإعلامي والناشط الاجتماعي مزمل سيد، فإنّ دور القبائل في تطوير مناطقها علمياً مهم جداً، من خلال إرسال أولادها إلى المدارس ورفع صوتها ضدّ الفساد، والتعاون مع الإدارات المعنيّة لإعادة بناء المدارس.
- كيف تصف العملية التعليمية في المناطق القبلية؟
لم تكن العملية التعليمية مثالية في المناطق القبلية في أيّ زمن، لكنّها دمرت بطريقة شبه كاملة في الأعوام الأخيرة، بعدما اتّخذت الجماعات المسلحة من تلك المناطق مقراً لها. قبل شنّ القوات المسلحة الباكستانية عمليات ضدّ المسلحين، كان القطاع متضرراً نتيجة القيود التي فرضتها الجماعات المسلحة. وعندما شنّت عملياتها التي ما زالت متواصلة في بعض المناطق، دُمّر قطاع التعليم، إذ دمّرت المدارس وهجر السكان مناطقهم إلى شمال غربي باكستان. تجدر الإشارة إلى أنّ قطاع التعليم لم يحظَ بأيّ اهتمام من قبل الحكومات المتعاقبة، إذ إنّ القانون في تلك المناطق خاص، وليس للتعليم فيه أهميّة كبيرة. لكنّنا نتمنّى أن تتحسن الأحوال، وقد وضعت الحكومة خططاً مختلفة لتطوير المناطق القبلية.
- ما رأيكم في حملات الحكومة لبناء المدارس وتحسين حالة التعليم في القبائل؟
مذ بدأ النازحون بالعودة إلى مناطقهم، كان من المتوقّع إعادة بناء المدارس ومراجعة نظام التعليم. بالتأكيد، يحتاج العمل إلى وقت وتعاون عامة القبليين، وجلّهم فقراء. كذلك يتطلب الأمر من الحكومة نزاهة في بناء المدارس وتعيين الموظفين والكوادر العلمية، بالإضافة إلى سرعة في العمل.
- ما هي العقبات؟
العقبات كثيرة وتختلف أشكالها. من أبرزها الفقر المستشري هناك، إذ يفضّل آباء كثيرون إرسال أولادهم إلى السوق والعمل بدلاً من التعليم. كذلك، ما زالت في منطقة القبائل، ولو بصورة أخف، مظاهر التسلح قائمة مع انتشار المسلحين. ويأتي الفساد في قطاع التعليم وتعيين الموظفين والمدرّسين على أساس الرشاوى كعقبة أخرى. ويُفاقم ذلك عدم وجود كوادر كافية في القبائل.