وبينما تؤكد النتائج المبدئية من أول 32 حالة أجريت عليها الدراسة هذه الصلة، قال العلماء إن الحجم الحقيقي للإصابة لن يصبح واضحا إلا بعد التحليل الكامل لجميع الحالات المصابة وعددها 200 حالة، وجميع حالات المواليد الأسوياء التي شملها البحث وعددها 400 حالة.
وطلبت وزارة الصحة البرازيلية إجراء الدراسة التي نشرت نتائجها الأولية في دورية (لانست للأمراض المعدية) لمحاولة معرفة أسباب انتشار صغر حجم الرأس.
ورُصد تفشي فيروس زيكا- الذي ينتقل بواسطة البعوض- العام الماضي، في البرازيل، حيث ارتبط بأكثر من 1700 حالة لصغر حجم الرأس. وانتشر الفيروس منذ ذلك الحين في الأميركتين ومنطقة الكاريبي وأعلنته منظمة الصحة العالمية كحالة طوارئ صحية عامة هذا العام.
وفي حين قالت منظمة الصحة العالمية وخبراء في الأمراض إن هناك إجماعا علميا قويا على ارتباط فيروس زيكا بظاهرة صغر حجم الرأس، فإن الأدلة ليست حاسمة حتى الآن.
وقالت لورا رودريغيز، الأستاذة بكلية لندن للصحة العامة والطب الاستوائي، والتي شاركت في الدراسة، إن نتائجها هي "أجزاء اللغز المفقودة" التي تؤكد الصلة بين الفيروس والتشوه الذي يصيب المواليد.
وتابع الباحثون حوامل أنجبن مواليد أصحاء وقارنوا النتائج بحالات حوامل ولدن أطفالا مصابين بصغر حجم الرأس بحثا عن علامات على أن فيروس زيكا ينتقل إلى الأجنة التي يصيبها تشوه.
وغطت الدراسة جميع المواليد المصابين بصغر حجم الرأس في ثمانية مستشفيات بولاية بيرنامبوكو بشمال شرق البرازيل، خلال الفترة من 15 يناير/كانون الثاني حتى الثاني من يوليو/تموز هذا العام.
ومقابل كل حالة إصابة كانت الدراسة تضيف إليها حالتين سليمتين. والحالتان السويتان هما أول طفلان يستقبلهما المستشفى صباح اليوم التالي لإنجاب حالة مصابة.
وبعد أخذ عينات وإجراء مسح بالأشعة للدماغ وجد الباحثون أن 41 في المائة من الأمهات اللاتي وضعن أطفالا يعانون من صغر حجم الرأس مصابات بفيروس زيكا في الدم أو السائل النخاعي، بينما لم يكن للفيروس أثر بين من وضعن أطفالا أصحاء.
وأثبتت الاختبارات أيضا إصابة نسبة كبيرة من الأمهات- سواء اللاتي وضعن أطفالا مصابين بصغر حجم الرأس أو أطفالا أسوياء- بفيروس آخر ينقله البعوض وهو حمى الدنغ، أو بأمراض أخرى مثل الالتهاب الجلدي (هيربس) أو الحصبة الألمانية أو التوكسوبلازما.
وقالت تاليا فيلو باريتو دي أراوغوف، التي شاركت في البحث، إن النتائج توحي بأن فيروس زيكا مرتبط ارتباطا وثيقا بتشوه الرأس، لكنها أضافت "لا تزال أسئلة كثيرة بحاجة لإجابة من ضمنها دور الإصابة السابقة بحمى الدنغ".
(رويترز)