مقتل ستيني مصري معتقل بالإهمال الطبي

15 يوليو 2016
المعتقل المصري الراحل عبد الفتاح خضر (فيسبوك)
+ الخط -

توفي، اليوم الجمعة، الشيخ عبد الفتاح خضر، المعتقل بسجن طرة، جنوب القاهرة، بعد معاناة مع المرض، بسبب الإهمال الطبي من قبل إدارة السجون المصرية، والتي منعت العلاج عنه، بحسب مصادر تحدثت لـ"العربي الجديد".

ويبلغ خضر من العمر 66 سنة، وكان يقطن بقرية كفرالفقهاء بمركز طوخ بالقليوبية، في دلتا مصر. وأفادت أسرته بأنه عمل سابقا كضابط بالقوات المسلحة، وأنه خدم أثناء حرب 1973 في سلاح الدفاع الجوي، وأحيل إلى التقاعد وهو كبير باحثين بدرجة مدير عام، ثم تفرغ للدعوة في محافظة القليوبية.

واعتقلت السلطات الأمنية، خضر، يوم 8 فبراير/شباط 2014، من أمام منزله، ووجهت له تهمًا عدة منها الانتماء لجماعة "الإخوان المسلمين"، والتظاهر، رغم مرضه وعدم قدرته على الحركة.
وقالت أسرة خضر، إنه "لم يكن يستطيع قضاء حاجته أو النوم، بسبب النزيف نتيجة التهاب البروستاتا والحصوات، كما أنه لا يستطيع الوقوف أو المشي، بسبب آلام فقرات العنق والعمود الفقري، ولا يتناول الطعام إلا يسيرا خوفًا من تعرضه للنزيف خلال قضاء حاجته".
وأضافت "كان مقرراً له جراحة بالبروستاتا، وأخرى لإزالة حصوات، وثالثة بفقرات العنق والعمود الفقري، وبعد إجراء فحوص تمهيدا لإجراء الجراحات، رفضت مستشفى "اليوم الواحد" بوادي النطرون، إجراء الجراحة بحجة عدم توافر الإمكانيات.
وجرى نقل الرجل إلى مستشفى سجن طرة بالقاهرة، لإجراء الجراحة، وظل بها لمدة 42 يوما، لم يتناول فيها إلا المسكنات فقط، ولم يجر الجراحة أيضا".

وقالت الأسرة: "عانى الشيخ من إهمال شديد بمستشفى طرة، نتيجة انتشار الأمراض الجلدية والدرن ونقص الأدوية، إضافة لكون المستشفى غير مجهز لإجراء العمليات، ومرة أخرى تمت إعادته إلى سجن وادي النطرون لنفس السبب، وهو عدم توافر الإمكانيات"، بعدما عانى الإهمال الطبي لعدة أشهرً بسجن "شبين الكوم" وسط الدلتا.



وسبق اعتقال الشيخ خضر لعدة سنوات، خلال فترة حكم الرئيس المخلوع، حسني مبارك، الأولى كانت عام 1992، وقبع فيها لمدة شهرين بـ"سجن الزقازيق" بالشرقية، غير أنه لم يلبث سوى ثلاثة أشهر خارج السجن بعد الإفراج عنه، في 30 أكتوبر/تشرين الأول 1992، حتى تم اعتقاله مجدداً في أوائل عام 1993، لمدة تزيد على عامين، قضاها ما بين سجون "أبوزعبل" بالقليوبية، و"طرة" جنوب القاهرة، و"أبو زعبل الصناعي" بالقليوبية، و"استقبال طرة"، جنوب القاهرة، حتى تم الإفراج عنه في شهر يونيو/حزيران 1995.
وتجاوزت فترة الاعتقال الثالثة، ثلاثة أعوام، قضاها في سجن "استقبال طرة"، و"أبو زعبل شديد الحراسة"، ثم أعيد اعتقاله مطلع العام 2009، لمدة 17 شهراً تنقل خلالها بين "سجن الوادي الجديد" و"وادي النطرون"، وتم التحقيق معه في عدد من مقار أمن الدولة، ببنها، وطوخ، وشبرا الخيمة، ولاظوغلي، ودمنهور، وأسيوط، و6 أكـتوبر، وتعرض خلال التحقيق معه للتعذيب.

ورصد "مركز الشهاب لحقوق الإنسان" تصاعد حالات القتل الطبي، داخل السجون ومقار الاحتجاز المصرية، في الفترة الأخيرة، مما تسبب في مقتل 499 معتقلا.