تونسي يزن 400 كلغ.. حياته في خطر

11 يونيو 2016
صار عاجزاً عن الحركة (يوتيوب)
+ الخط -
"أصحاب سيارات الأجرة يرفضون نقلي بسبب وزني الذي يبلغ 400 كلغ، نظرات المحيطين بي لا تخلو من استهزاء، أسئلة ابني الذي أعجز عن مرافقته إلى المدرسة، أو إلى مدينة الألعاب تقتلني في اليوم عشرات المرات، حياتي في خطر، والأمراض تكاد تنهي حياتي".

هكذا تحدث الشاب التونسي، صالح اليحياوي، من محافظة الكاف عن مرض السمنة الذي ألمّ به، وقال لـ"العربي الجديد" إنّه من مواليد 19 يوليو/ تموز 1979 وإنه كان كأي شاب، يعيش حياة عادية ويمارس الأنشطة الرياضية، لكن تغيرت حياته وانقلبت رأساً على عقب مباشرة بعد وفاة شقيقيه.

وأكّد أنه لم يتحمل الصدمة، فانغمس في الأكل بشراهة، محاولاً الهروب من واقعه باللجوء إلى الطعام، مبيناً أنه لم يكن يعرف أن معدته مفتوحة، وبالتالي فإن الإفراط في الأكل سينعكس سلباً على صحته.

ولفت صالح إلى أن وزنه ازداد بشكل سريع في الأعوام الثمانية الأخيرة، ليبلغ 400 كلغ، الوزن الذي لم يكن يتخيل بلوغه أبداً، ليجد نفسه عاجزاً عن الحراك والقيام بأبسط الأنشطة.

المتحدث الذي قد يكون صاحب الرقم القياسي في أعلى وزن في تونس، متزوج وأب لطفلين، كان عاملاً مياوماً في أحد الأسواق الشعبية بمدينة الكاف، لكنه أصبح عاطلاً عن العمل بسبب سمنته المفرطة.



وأفاد أن والدته المسنة تجمع الزيتون ونبتة "الكبّار" لتعيله وأسرته، خاصة أن لديه رضيعة لم تتجاوز الشهر الرابع وطفلا عمره 4 سنوات. وقال إن والدته تهتم به، وتساعده في تغيير ملابسه، والنهوض من فراشه، مشيراً إلى أنها تعبت كثيراً بسبب وزنه المفرط.


ويعتبر الشاب أنه يشكل عبئاً ثقيلاً على عائلته، فرغم أن زوجته نصحته مراراً بضرورة إنقاص وزنه إلا أنه لم يستمع إليها، معرباً عن خشيته من تخليها عنه نظراً لثقل المسؤولية، ولأنها أصبحت ترعى طفلين بمفردها.

وعن أسباب عدم خضوعه للعلاج، كشف صالح أن قلة الإمكانات المادية والظروف الاجتماعية، وصعوبة التنقل إلى تونس العاصمة وتحديداً إلى معهد التغذية (المختص بمثل هذه الحالات) من أهم أسباب عدم إقباله على العلاج، مؤكداً أن سيارات الأجرة إما ترفض نقله أو أحياناً يشترط السائقون عليه دفع أجرة نقل شخصين بسبب سمنته.

وقال اليحياوي إنه يحلم بالوقوف على قدميه مجدداً، واللعب مع طفليه، وأن يعيل أسرته بعد فتح كشك صغير كان قد أعده لبيع الخبز التقليدي، مبيناً أن أكثر ما يخشاه أن ينام ولا يستيقظ، لأنه يعاني من أمراض عدة ألمّت به، ومنها بعض الالتهابات في الجهاز التناسلي، ومرض السكري، وضغط الدم.

ولفت اليحياوي إلى أنه بعد توجيهه نداء استغاثة إلى وزارة الصحة، زاره المدير الجهوي للصحة بالكاف، ووالي الجهة، ووعداه بإرسال فريق طبي لإخضاعه لعملية علاجية ومساعدته في المعاناة التي يمر بها.