أصدرت السلطات الأمنية بمحافظة عدن، جنوبي اليمن، أمس السبت، قراراً يقضي بمنع دخول نبتة القات إلى المدينة طوال أيام الأسبوع ما عدا يومين. وهو النظام الخاص بدخول واستهلاك هذه النبتة في عدن قبل 26 عاماً، حيث كانت سلطات دولة جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية (الشطر الجنوبي) تتبعه قبيل وحدة اليمن في مايو/أيار 1990.
وبحسب الوثيقة التي تضمنت تعميماً تحت اسم ما يعرف بلواء "الحزام الأمني" الموجود في مدينة عدن حصل "العربي الجديد" على نسخة منها، فإنه يمنع دخول القات أيام الأسبوع باستثناء يومي الخميس والجمعة.
وبررت الوثيقة اللجوء لمثل هذه الخطوة بالإشارة إلى "ما يسببه مضغ القات من اختلالات أمنية واجتماعية والإضرار بالصحة والاستجابة لشكاوى المواطنين، وحرصاً على الاستقرار الأمني لمدينة عدن، ونظراً للازدحام الذي تسببه أسواق القات المنتشرة في الشوارع الرئيسية وتعطيل حركة السير، وعرقلة أعمال رجال الأمن من القيام بواجباتهم".
وأقرت السلطات إغلاق أسواق القات وعدم فتحها طوال أيام الأسبوع باستثناء هذين اليومين، مؤكدة على جميع النقاط الأمنية بتنفيذ الأوامر وضبط المخالفين ومنعهم من دخول المدينة.
وتباينت المواقف تجاه هذا القرار، فقد أيد كثير من مرتادي مواقع التواصل الاجتماعي في اليمن هذا القرار، فيما اعتبر آخرون مثل هذا القرار غير قابل للتطبيق على أرض الواقع. وعلق المدوّن والكاتب اليمني حسين الوادعي بقوله إن الهاجس الأمني مسيطر على القرارات في عدن، مشيراً إلى أن هذا الأمر سيحول المدينة إلى "معسكر من الإجراءات الاستثنائية".
 |
| تقييد دخول القات بين مؤيد ومعارض (العربي الجديد) |
وقال الوادعي في منشور له على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، إن إصدار قرارات مثل هذه عن "سلطة غامضة اسمها (الحزام الأمني) يضع علامات استفهام كبيرة عن طريقة صنع القرار في عدن"، لافتاً إلى أن أي سلطة "تظن أن القات والبطاقة الشخصية هما سبب الانفلات الأمني، لا يمكنك أن تثق في قدرتها على حفظ أمنك".
وأضاف "القات لا علاقة له بالأمن أو بالحرب، وإنما هو ظاهرة سلبية ومخدر اجتماعي خطر، ومنعه قرار شجاع وصائب، لكن تبرير منعه بالأمن غباء إعلامي والمشاكل التي تحدث في أسواق القات تتم بسبب انتشار السلاح لا بسبب تعاطي القات". وطالب سلطات عدن بمصادرة الأسلحة ومنع حملها بنفس قوة وأسلوب منعها دخول نبتة القات إلى المدينة.
أما المواطن خالد الهيج فقد أيد القرار، واعتبره "من أروع القرارات وخطوة جبارة لإعادة الناس لأوضاعهم الطبيعية والاهتمام بمستقبلهم"، مشيراً إلى أنه من الطبيعي أن تواجه مثل هذه القرارات بعض الصعوبات في التطبيق، لكنه وصف أنه بالامكان تجاوزها.
وقال الهيج إن القات سيهرب إلى عدن، لكن سيكافح ولن يبحث عنه إلا الأغنياء لأنه سعره سيكون مرتفعاً، مؤكداً أن القرار يساعد على تنظيم حياة المواطنين، ويجبرهم على البحث عن أعمال في الفترة المسائية للتغلب على الفراغ الذي يعاني منه الشباب بشكل خاص.
