الخس والمقدونس قوت أهالي معضمية الشام

الخس والمقدونس قوت أهالي معضمية الشام

12 مايو 2016
المقدونس والخس للبقاء على قيد الحياة (Getty)
+ الخط -
باتت الحشائش والمزروعات المحلية البسيطة المتواجدة في المساحات الزراعية الصغيرة وأفنية البيوت، السبيل الوحيد لأهالي معضمية الشام للحصول على الغذاء، بعد مرور 138 يوماً على إغلاق قوات النظام معبر وشريان المدينة الوحيد المتصل بمدينة دمشق، ومنع المدنيين من إدخال أي مساعدات غذائية أو طبية.

استمرار الحصار يساهم في تفاقم الأوضاع الإنسانية في المعضمية، التي يعيش فيها نحو 45 ألف مدني. يقول محمد نور من مركز المعضمية الإعلامي "إن "75% من العائلات لم يعد لديهم ما يسد رمقهم، وما تبقى لدى بعضهم الآخر لا يكفي لأسبوع آخر".

المقدونس والخس والكزبرة، هو ما يعتمد عليه الناس للبقاء على قيد الحياة في المعضمية، بعضهم ممن يملكون قطعة أرض بعيدة عن الأراضي التي احتلها قوات النظام يزرعون فيها، فيما يكتفي آخرون بحدائق البيوت والمساحات الصغيرة أمام المنزل".

ويشير إلى أن "قوات النظام تتبع سياسة الإقصاء القسري، في التعامل مع من يطلبون الخروج للعلاج، إذ تسمح لعدد قليل ممن شارفت حياتهم على الهلاك، بالخروج شريطة عدم العودة مجدداً إلى المدينة. إنهم يسعون من خلال سلاح الجوع لإخضاع المدينة وإعادة السيطرة عليها".

ولم تفض الهدنة المعلنة بين المعارضة والنظام إلى إدخال أية مساعدات إلى المدينة حتى اليوم، ويلفت نور إلى أن "آخر الوعود التي حصل عليها أهالي المعضمية هي إمكانية إدخال مساعدات تحتوي على حليب أطفال وأغراض مدرسية وأدوية، لكنها ستكون خالية من المواد الغذائية. مشيراً إلى أن الحصار الذي يأكل بطون الناس يحصل أمام مرأى دعاة الإنسانية ولا يحصل شيء".

ويدفع الأطفال والمسنون الضريبة الأكبر للجوع الذي يعصف بالمعضمية، إذ يعاني المئات من حالات سوء التغذية، فيما يقاسي المسنون المرضى للبقاء على قيد الحياة بسبب عدم توفر الغذاء والدواء.

سياسة التجويع والحصار ساهمت أيضاً في تغير معالم الحياة في المدينة، وصار العمل الأساسي للسكان هو البحث عن طعام، كما هو حال أم محمود التي تخرج منذ الصباح الباكر بحثاً عن طعام تسد به رمق أطفالها، لكنها لا تعود إلا ببعض أنواع الحشائش التي حصلت عليها من هنا وهناك.

يذكر أن أهالي معضمية الشام يعيشون تحت وطأة حصار جزئي، فمنذ عام 2012 والمدينة محاصرة، ما تسبب بشلل الحياة فيها ووصلت نسبة البطالة تبعاً لنشطاء من المدينة إلى 90%.