أطفال مكفوفون في غزة يلعبون "الكاراتيه"

أطفال مكفوفون في غزة يلعبون "الكاراتيه"

07 سبتمبر 2015
طفلان مكفوفان بالحزام الأصفر في الكاراتيه(الأناضول)
+ الخط -
يهبط الطفل محمود حيدر بسلامٍ على الأرض، بعد أن يقفز برشاقة في الهواء، متجاوزاً ثلاثة من رفاقه استلقوا على ظهورهم في صالة "الألعاب القتالية"، داخل نادي المشتل الرياضي في مدينة غزة.

ولم يثن فقد البصر صاحب الـ"11 عاماً"، من أن يؤدي بمهارة الحركات الأرضية، الخاصة بـ"الجمباز"، ضمن تمارين وتدريبات رياضة "الكاراتيه". ويشارك حيدر في التدريبات سبعة أطفال آخرين مكفوفين، ضمن أول فوج يقوم "نادي المشتل" بتخريجه في لعبة الكاراتيه للمكفوفين.

وهذا الفوج هو الأول من نوعه في فلسطين، بل في الوطن العربي، بحسب مدرب الفريق حسن الراعي، الذي يشرف على تدريب الأطفال. ويقول الراعي: "الأطفال بعد شهرين من التدريب تخرجوا من المرحلة الأولى المتمثلة بـ"الحزام الأبيض". مضيفاً "أن أصحاب الاحتياجات الخاصة، لهم الحق في ممارسة الرياضة. في النادي قمنا باختيار هؤلاء الأطفال من أحد المراكز المختصة برعاية المكفوفين، ودربناهم جيداً".

اقرأ أيضاً:كاراتيه في مخيّمات لبنان

وينصت الأطفال الثمانية (أصغرهم 6 أعوام، وأكبرهم 14 عاماً)، جيداً لما يقوله المدرب، الذي يشعر بالرضا لإتقانهم الحركات بسرعة يصفها بـأنها "مثيرة للدهشة والإعجاب"، ويرتدون زي "الكاراتيه" الأبيض مع "الحزام الأصفر"، استعداداً لنيل درجات متقدمة في فنون "الكاراتيه" الرياضية.

ويشير الراعي إلى أن تدريب الأطفال المكفوفين يعتمد على الإدراك الحسي. مضيفاً "لأكثر من ساعتين بشكل يومي، يتم تدريب الأطفال وفق برنامج دقيق، يعتمد على اختيار الألفاظ والحركات التي تتناسب مع إعاقتهم".

ويبدو الطفل مؤمن البيطار(14 عاماً) مدركاً تماماً لما يقوله المدرب، وهو يعلمه كيفية تفادي ضربة زميله الموجهة إليه. ويقول البيطار إنّه يعتمد على الحس الإدراكي لديه، وحفظ الاتجاهات وتحديد مصدر الصوت. ويتابع: "أشعر بالسعادة، الكاراتيه بالنسبة إلينا وسيلة للدفاع، والتفريغ النفسي".

اقرأ أيضاً:أكرم علي فلسطيني كفيف متعدّد المواهب قليل الحظ

ويطمح محمد مهاني (10 أعوام) أن يشكل برفقة زملائه فريقاً للمكفوفين يمثل فلسطين في المحافل الدولية، ويحصل على البطولات والألقاب في رياضة الكاراتيه.

ويبدو المدرب الراعي متفائلاً، بما يقدمه الأطفال من مرونة واستيعاب، مؤكداً أنهم يتفوقون على أقرانهم من الأصحاء. مشيراً إلى أن النادي يطمح في الأيام المقبلة لزيادة عدد المنضمين إليه من المكفوفين. وبحسب إحصائية لـ "الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني"، فإن عدد الأفراد الذين يعانون من إعاقة بصرية، في قطاع غزة يبلغ 6905 أفراد.

اقرأ أيضاً:مكفوفون يساعدون المبصرين

المساهمون