عندما يبكي الأطفال الرضّع ويجهل الأهل الأسباب

02 يونيو 2015
قد يكون بكاؤه شعوراً بالجوع أو العزلة (فرانس برس)
+ الخط -

يعتاد الأهل على صوت بكاء أطفالهم الرضّع، بيد أنّ قلّة منهم يتمكّنون من إدراك السبب الذي يدفعهم إلى ذلك. وقد حاول خبراء من جامعة تشارلز، في العاصمة التشيكية براغ، معرفة مدى إدراك الأهل مغزى بكاء أطفالهم وحاجتهم الكامنة خلفه.
تقول جيتكا ليندوفا، وهي طبيبة متخصصة في الأمراض النفسية، إنّ الأطفال قد يجهلون أنّهم يريدون إيصال رسالة عبر البكاء، وذلك ما هو إلا مجرّد تعبير عن مشاعرهم أو حالتهم النفسية التي قد يكون سببها الشعور بالجوع أو العزلة أو الألم.

اختبرت ليندوفا وعدد من الأطباء العاملين معها قدرة بعض البالغين على تحليل سبب بكاء الأطفال، عن طريق الاستماع إلى تسجيل لأصوات أطفال تتراوح أعمارهم ما بين خمسة وعشرة أشهر.

استطاع هؤلاء تمييز الطفل المتألم عن البقية، في معظم الأحوال. وهي مسألة في غاية الأهمية، إذ تبيّن قدرة الطفل على نقل مشاعر الاستياء التي يختبرها إلى الآخرين، ليتمكّنوا بالتالي من مساعدته. لكنهم عجزوا عن التمييز ما بين حاجات الأطفال وحالاتهم النفسية. فتسجيل صوت الأطفال وهم في حالة من الانزعاج والألم عقب تلقيهم جرعة تلقيح، فسّره معظم البالغين بأنّه استياء نتيجة العزل، بينما ترجموا حالة الوحدة على أنّها إحساس بالجوع.
حين يبكي الطفل، تفرز الأم هرمون برولاكتين الذي يسمى "هرمون الأمّهات"، فيثير لديها رغبة في حمله وتلبية احتياجاته. وفي حال فشلت في تهدئته، قد تشعر بعجزها عن أداء دورها كأم. لكن الخبراء يوضحون أنّ بكاء الطفل لا يعكس مهارة الأهل في معرفة حاجته.

كذلك تشير الدراسة إلى أنّ الطفل قد يفتقد رحم الأم الذي كان بمثابة منزله الأوّل، لذلك يعمد إلى البكاء. وينصح الخبراء بتعويضه عن ذلك من خلال لفّه ببطانية مع ذراعيه باتجاه الأسفل، أو عن طريق إصدار ضوضاء خفيفة كتشغيل مجفّف الشعر أو مروحة. فتلك ضوضاء شبيهة بالنبض الثابت الذي كان يسمعه في داخل الرحم. ومن المفيد أيضاً هدهدة الطفل بلطف، إذ إن تلك الحركة تشبه التمايل في داخل الرحم.

من جهة أخرى، سألت "العربي الجديد" أمهات عن كيفية تعاملهن مع بكاء أطفالهن، فاتفقت معظمهن على ملامسة الطفل والتحدّث إليه أو أخذه في جولة في السيارة أو وضعه في مغطس ماء دافئ. قد تعمد الأمهات إلى ذلك تلقائياً، بيد أن تلك الطرق ترتكز على أسس علمية. ووفقاً لما يفيد الخبراء، الملامسة تحفّز حواس الدماغ التي تهدئ الطفل، أمّا صوت الأم المألوف فهو أكثر الطرق فعالية لتهدئته، وفق الدراسة التي تنصح بالتحدث إليه بهدوء.

اقرأ أيضاً: الرضاعة الطبيعيّة تحمي الأطفال من البدانة