تقرير مغربي يرصد أسباباً لصعود الإسلاميين

23 مايو 2015
+ الخط -

رصد تقرير مغربي جديد صعوداً لافتاً لأسهم الحركات الإسلامية الدعوية والسياسية والجهادية في مجالات التدافع السياسي والاجتماعي، مقابل حضور متواضع للتيارات التي تنهل من مرجعية حداثية أو علمانية.

واعتبر الباحثان المغربيان، منتصر حمادة وسمير الحمادي، أن المغرب شهد في السنوات الماضية تحولات جوهرية في بنية التديّن المحلي، أو ما يسميه كثيرون "الإسلام المغربي"، على صعيد نمط التديّن العام المتمثل في مظاهر تديّن تقليدي شعبي، أو أنماط تديّن فرعية من قبيل التديّن الأصولي الحركي.

ووفقاً للتقرير الصادر عن مركز المغرب الأقصى للدراسات والأبحاث، الذي وصلت "العربي الجديد" نسخة منه، فإن تحولات التديّن بالمغرب ارتبطت بمجموعة من التفاعلات التي طالت المحيط العالمي والإقليمي والقطري، من قبيل أفول المرجعية الناصرية في مختلف البلدان العربية، بعد هزيمة يونيو/ حزيران 67، وما ترتب على ذلك من صعود المد الإسلامي الحركي.

ومن التفاعلات الأخرى اندلاع "الثورة الشعبية" في إيران في 1979، والتي توصف من قبل النظام الإيراني بأنها "ثورة إسلامية"، وكذا الغزو العراقي للكويت الذي أدى إلى نشوب أزمة، ثم حرب الخليج الثانية في 1990، واعتداءات نيويورك وواشنطن في 11 سبتمبر/ أيلول 2001، وما تلاها من ردة فعل أميركية.


واستطرد التقرير أن "الحرب على الإرهاب"، واحتلال العراق في مارس/ آذار 2003، والربيع العربي مطلع 2011، وغيرها من الأحداث ألقت بظلالها على وعي المجتمعات العربية والإسلامية، خاصة وعي الشباب الذين يُمثلون الشريحة الأكبر في هذه المجتمعات.

وحول تحولات المحيط الوطني المغربي، استحضر الباحثان تبعات عقود من "استيراد" الأدبيات "السلفية الوهابية" من السعودية، ومسلسل إدماج جزء من التيار الإسلامي الحركي في العمل السياسي، وبروز الخطاب "السلفي الجهادي"، واعتداءات الدار البيضاء في 16 مايو/ أيار 2003، وإطلاق مشروع إعادة هيكلة الحقل الديني.

واشتغل التقرير على الحقل الديني وأنماط التديّن في المغرب، من أجل فهم وإدراك طبيعتها وأنماطها، ومساراتها ومجالات تفاعلها، وكذا أدوار ورهانات الفاعلين الدينيين في مختلف المواقع، ومناقشة أداء المؤسسات الدينية الرسمية، والطرق الصوفية، والحركات الإسلامية، والتيارات السلفية، و"تديّن الهامش".

وبالنسبة للواقفين وراء إنجاز التقرير الخاص بتديّن المغاربة، فإن تناول الشأن الديني العربي ـ الإسلامي على أيدي باحثين من المنطقة، أفضل بكثير من انتظار تقارير الخارج، مثل تقارير مؤسسة "بيو"، على أهميتها وجودتها العلمية، من باب أن "أهل مكة أدرى بشعابها".

وحاول الباحثان سبر أغوار معالم التديّن السائدة في الساحة المغربية اليوم، والمتغيّرات بين تديّن المغاربة في الأمس القريب، وبين الوضع القائم، ومحاولة فهم حركية التديّن بالمغرب، بالنظر إلى طبيعة التحولات الاجتماعية والقيمية التي تعرفها الساحة، محلياً وإقليمياً على الخصوص.

ورصد المركز كيف وقع المجتمع المغربي تحت ضغط التأثيرات القويّة للعولمة، بسبب الانفتاح على العالم وثورة وسائل الإعلام والاتصال، وحركيّة الأفراد والأفكار، وآثار وتجليات هذه التحولات على تديّن المغاربة، وتفاعل الدولة والتيارات الدينية البارزة مع الشأن الديني للمغاربة.

اقرأ أيضاً: باحث مغربي: هوية المغاربة الإسلام قبل الوطن