موجة العطش تجتاح مناطق الداخل في موريتانيا

موجة العطش تجتاح مناطق الداخل في موريتانيا

01 مايو 2015
موريتانيون يطالبون بتوفير مياه الشرب لهم(العربي الجديد)
+ الخط -

تعيش بعض المدن الداخلية في موريتانيا أخطر موجة عطش منذ عقود بسبب نقص المياه وانعدامها في بعض الأحياء، وعجز الجهات الإدارية والمحلية طوال الأيام الماضية عن احتواء الأزمة التي أصبحت تهدد حياة السكان.

وتواجه مدينتا آطار وكيفه نقصاً حاداً في المياه، ورغم الكثافة السكانية العالية في المدينتين، لم تستطع  الحكومة حل أزمة المياه فيهما، واكتفت بحلول مؤقتة زادت من غضب وحنق السكان الذين أصبحوا مطالبين بشراء كميات من المياه بأسعار مرتفعة لسد حاجتهم الضرورية من هذه المادة الحيوية.

وأمرت الحكومة الموريتانية بإرسال صهاريج تحمل أزيد من ستين طناً من المياه الصالحة للشرب إلى مدينة أطار شمال البلاد، لمساعدة السكان على مواجهة أزمة العطش الخانقة التي تعيشها المدينة منذ أسابيع.

وتلقّت المصالح الحكومية في مدينتي آطار وكيفه "تعليمات استعجالية" بتوزيع المياه بشكل عادل بين الأحياء المتضررة، لاحتواء غضب السكان الذين خرجوا في مظاهرات حاملين عبوات فارغة للمطالبة بحل مشكل نقص المياه.

وقالت مصادر مطلعة لـ"العربي الجديد" إن صهاريج محملة بكميات كبيرة من المياه أرسلت للمدينتين، وأوضحت أن موجة العطش التي تواجهها مناطق واسعة من موريتانيا سببها ضعف إمدادات المياه والارتفاع الكبير في درجات الحرارة، وبعض المشاكل الفنية التي تصيب محطات المياه.

وكان عدد من سكان المناطق المتضررة من نقص المياه قد رفعوا حاويات المياه أمام الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز خلال استقباله في زياراته الأخيرة قبل أسبوع.

ويكاد يكون مشكل نقص المياه أو انعدامه مشتركاً بين جميع مناطق موريتانيا، هذا البلد الصحراوي الذي يعاني من قلة الأمطار وارتفاع درجات الحرارة والتصحر. ففي المدن الكبرى يعاني السكان من انقطاعات مستمرة في شبكة الماء، وتستعين أغلبية السكان بمضخات وخزانات لتأمين حاجتها من الماء، أما في القرى فيبدو الأمر أشد وقعاً على السكان الذين يعتمدون على الماء لتنمية مشاريعهم الزراعية وتربية المواشي.

وباستثناء القرى الواقعة على ضفاف نهر السنغال والأخرى الواقعة قرب الواحات، حيث الآبار والعيون المائية، فإن غالبية سكان الأرياف يجدون صعوبة في تأمين حاجتهم من الماء.

وتعمل الجمعيات المحلية والمنظمات الدولية على مساعدة السكان لمواجهة نقص الماء، بحفر الآبار وتأمين خزانات ومضخات لتقديم المساعدات العاجلة للذين يعانون من خطر العطش، كما تقدم دراسات وخططاً لتمويل مشاريع بناء السدود وتحلية المياه.

وأخيراً أطلقت الحكومة الموريتانية مشروعاً مهماً لتزويد 150 تجمعاً قروياً بالمياه الصالحة للشرب، وهو المشروع المموّل من طرف موريتانيا والصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي، بقيمة مالية تصل إلى 130 مليار أوقية.

اقرأ أيضاً:باكستان تحارب الجفاف بمعالجة المياه بالطاقة الشمسية