عامل تركي: إهمال الشركة وراء حادث منجم سوما

عامل تركي: إهمال الشركة وراء حادث منجم سوما

17 مايو 2014
حزن وغضب على كارثة سوما (أولي سكارف/ GETTY)
+ الخط -

قال عامل المنجم إردال بيكاك إنه يعرف لماذا قتل الكثير من زملائه في منجم فحم "سوما" التركي، مؤكداً أن السبب هو إهمال الشركة المالكة لمنجم الفحم، وأنه لن يعود إلى العمل في أي منجم إطلاقاً بعدما نجا من أسوأ كارثة منجم شهدتها تركيا في تاريخها. والتي بلغ عدد ضحاياها وفق أخر احصاء 301 قتيلا.

كان العامل الذي يبلغ من العمر 24 عاماً قد أنهى ورديته يوم الثلاثاء، وبدأ في طريقه إلى الصعود خارجاً، عندما أمره مديروه بالعودة إلى تحت الأرض بسبب مشكلة في منجم الفحم، الواقع في سوما غربي تركيا.

وقال بيكاك لـ"أسوشييتد برس" إن الخطأ يقع على الشركة، بينما كان يقف في صلاة بالشموع الجمعة على أرواح ضحايا "سوما" في ميدان سافاستيب القريب. وأضاف أن المديرين لديهم أجهزة تقيس مستويات غاز الميثان في المنجم.

وأضاف "عندما يزيد مستوى غاز الميثان، تبدأ الأجهزة بإصدار أصوات ويعلم الأمن بشأن ذلك. وطبقاً لما سمعناه، كان مسؤول الوردية على علم بذلك، لكنه أمر عمال المنجم بعدم المغادرة حتى تنتهي الوردية. حتى إنهم أعادوا هؤلاء الذين كانوا في طريقهم للرحيل".

وأوضح العامل أن مفتشي السلامة الحكوميين لم يزوروا المناطق السفلى من منجم "سوما"، ولم يكن لديهم أي فكرة عن مدى سوء الأوضاع التي تجبر العمال على النزول لطبقات أعمق في الأرض.

وتذكّر بيكاك الذي أصيبت إحدى ساقيه إصابة سيئة؛ معجزة هروبه، وقال "عندما بدأنا نمشي، كانت ورديتنا قد انتهت بالفعل. وكان بعض أصدقائنا قد غادروا المكان، لكن كان هناك بعض الزملاء الذين فقدوا وعيهم وماتوا في الطريق. رأينا ذلك لكننا لم نستطع أن نحملهم. وهؤلاء الذين بقوا، ماتوا".

وأوضح أن الأمر انتهى به على بعد كيلو متر تحت الأرض مع 150 آخرين عصر الثلاثاء عندما سمع الانفجار.. وأنهم كانوا يتسلمون أقنعة أوكسجين قديمة لم تتعرض للفحص منذ سنين عديدة.

تدريجاً، خرج بيكاك من المنجم مع صديقه، وكان يفقد الوعي بين الحين والآخر. وقال إنه فقد الكثير من أصدقائه، ومن بين 150 عاملاً في المنجم كانوا معه، نجا 15 عاملاً فقط.

كانت موجة من الغضب العام قد ثارت بعد كارثة منجم فحم سوما التي أسفرت عن مقتل 299 عاملاً على الأقل بحسب آخر تصريحات رسمية حكومية.

واستخدمت قوات الشرطة قنابل الغاز وخراطيم المياه الجمعة لتفريق المحتجين الذين ألقوا الحجارة على قوات الأمن في سوما بينما كانوا يطالبون حكومة رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان بالاستقالة.

وفي اسطنبول، فرّقت الشرطة تجمهراً كان يحمل الشموع لتكريم ضحايا سوما.

في السياق ذاته، قال وزير الطاقة التركي تانر يلدز إن حريقاً شب اليوم السبت في جزء من منجم كان قد قتل فيه قرابة 300 عامل في أسوأ حادث بقطاع التعدين في تركيا مما أعاق جهود البحث عن ثلاثة عمال يعتقد أنهم ما زالوا محاصرين داخل المنجم.

وأضاف الوزير للصحافيين أن جثث 17 عاملاً انتشلت الليلة الماضية ليرتفع عدد القتلى بذلك إلى 301.

وعمّ الغضب تركيا مع تكشّف حجم الكارثة، واستهدفت احتجاجاتٌ مالكي المناجم واتهمتهم بتجاهل اعتبارات السلامة لتحقيق الربح، كما وجهت انتقادات لحكومة رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان بأنها مقربة للغاية من شركات التعدين العملاقة وبأن رد فعلها على الكارثة لم ينمّ عن التعاطف.

وزاد الإحباط في سوما أمس الجمعة عندما أطلقت شرطة مكافحة الشغب الغاز المسيل للدموع ومدافع المياه لتفريق آلاف المحتجين، كما افادت مراسلة لوكالة فرانس برس.

وذكرت صحيفة حرييت أن محتجين اشتبكوا أثناء الليل مع الشرطة في ميناء إزمير غربي تركيا وأقام بعضهم حواجز متنقلة ورشقوا الشرطة بالحجارة وأطلقوا الألعاب النارية.

ونظمت احتجاجات في اسطنبول أيضاً. وأحدث بعض السكان ضجيجاً بقرع قدور الطهي في تعبير عن الاحتجاج وهو ما استخدم كثيراً خلال الاضطرابات المناهضة للحكومة التركية العام الماضي.

وقد يضيف تدخل الشرطة في سوما إلى الغضب الشعبي من أردوغان. ونجا رئيس الوزراء التركي من تظاهرات حاشدة وتحقيق في الفساد طاول حكومته خلال العام المنصرم وظل السياسي الأبرز في تركيا، لكنه يجازف الآن بخسارة ناخبين محافظين من الطبقة العاملة يشكّلون قاعدة حزبه.

دلالات