مواصفات الجسم الأفضل للاعبي كرة القدم

06 ديسمبر 2022
تحدد أجسام لاعبي كرة القدم مراكزهم ومعايير تفوقهم (أندريه بينر/ فرانس برس)
+ الخط -

طالما عرفت رياضة كرة القدم بقدرتها على جذب الكبار والصغار من مختلف الجنسيات والأعمار والأذواق، لأنها ببساطة "رياضة شعبية"، لكن احترافها، قد يتطلب قدرات جسدية معينة، إضافة إلى الموهبة والتدريبات الشاقة.
خلال مباراة كرة القدم، يركض اللاعبون أكثر من 90 دقيقة. يقطعون الملعب ذهاباً وإياباً عشرات المرات، ما يتطلب لياقة بدنية عالية تحتاجها أيضاً التدريبات المكثفة التي تلعب دوراً في ثقل مهارات اللاعبين، وقدراتهم على المناورة وخطف الكرة، وتسديد الأهداف.
ويورد تقرير بحثي لصحيفة "ذي كونفرزيشن" بنسختها الأسترالية، أن شكل الجسم يساهم في حسم المباراة، وصناعة النجوم.

وفيما يضم فريق كرة القدم العديد من اللاعبين في خط الوسط والدفاع والهجوم، إضافة إلى حارس المرمى، يقوم كل لاعب بدور محدد خلال المباراة. وفي كثير من الأحيان، يرتبط اختيار اللاعب لهذه المهمات ببنيته الجسدية. 
ويشرح اختصاصي الصحة العامة غسان فران لـ "العربي الجديد" أن "الرياضات تحتاج عادة إلى بنية جسدية قوية، كي يستطيع اللاعب أداء مهماته بنجاح. وفي مباريات كرة القدم، يتطلب أن يكون اللاعب نحيفاً كي يستطيع الركض مسافات طويلة، كما يجب أن يكون جسده خالياً من الدهون لتسديد الكرات، والانتقال من مكان إلى آخر من دون تعب. كذلك يجب أن يتمتع لاعب كرة القدم بصحة قلب ورئتين مميزتين، ويخلو جسمه من الأمراض المزمنة لمواكبة التدريبات". يضيف: "لا يهتم مدربو كرة القدم عادة بقياسات معينة للاعب، بقدر ما يتطلعون إلى الموهبة، وكيفية ثقلها بالتمارين الأساسية، لكن رغم ذلك تلعب مقاييس دوراً في حسم نتائج مباريات. وعلى سبيل المثال يجب أن يكون حارس المرمى طويلاً نسبياً لصد الكرات". 
ويصنف موقع "سوكر برايم" المتخصص في كرة القدم أجسام اللاعبين إلى ثلاث فئات، أولها الطويل والنحيل مثل البريطاني بيتر كراوتش، والفرنسي أوليفيه جيرو. ويتمتع لاعبو هذه الفئة بامتلاكهم بنية نحيفة وقدمين ويدين طويلتين، ويمكن أن ينتقل أصحابها بسرعة في ملعب كرة القدم. وخلال أكثر من 90 دقيقة، يمكن أن يخوض لاعب طويل القامة مباراة بأقل قدر من التعب.
وبحسب صحيفة "ذي كونفرزيشن" يعد هذا النوع مناسباً جداً للاعبي خط الوسط الذين يتميزون بالرشاقة والقدرة على الركض مسافات طويلة، كما يساعدهم جسدهم وطولهم في تسديد كرات رأسية، وأخرى بالقدم من مسافات بعيدة.
وبالانتقال إلى الفئة الثانية فيتميز لاعبوها بامتلاكهم طولاً متوسطاً وبنية جسدية صلبة تجعلهم يصنعون الفارق خلال مباراة كرة القدم من خلال السرعة والقوة، المعياران الأساسيان في كرة القدم الاحترافية. ويعد هذا الجسم مناسباً لجميع المراكز في مباراة كرة القدم، أي يمكن أن يكون اللاعب في خط الدفاع أو الهجوم.

يهتم مدربو كرة القدم بالموهبة بالدرجة الأولى (إينا فاسباندر/ فرانس برس)
يهتم مدربو كرة القدم بالموهبة بالدرجة الأولى (إينا فاسباندر/ فرانس برس)

أما الفئة الثالثة فلاعبوها ذوو أجسام ممتلئة وقوية وأبرزهم الأرجنتيني ليونيل ميسي، ودييغو مارادونا. وهم يتميزون بقدراتهم العالية على المناورة. ورغم أنّ هذا النوع غير مفضل جداً في مباريات كرة القدم، لكن جميع اللاعبين الذين ينتمون إلى هذه الفئة، أحدثوا فرقاً في لعب كرة القدم.
وبالنسبة إلى حراس المرمى، تشير العديد من المواقع المتخصصة بكرة القدم، منها موقع "سوكر بلايد" إلى أن حارس المرمى لا بد أن يتميز بمواصفات خاصة، بينها الطول والنحافة حتى لصد الهجمات. وتحدد "ذي كونفرزيشن" وظيفة حارس المرمى في قدرته على القفز عمودياً وعلى الجوانب. ويمكن أن يساعد امتلاك حارس رجلين طويلتين على القفز إلى أعلى وصد الهجمات، كما يساعده امتلاك أذرع طويلة في إمساك الكرة. ويرى فران أنّ "تعديل شكل الجسم قد يكون مهمة شاقة. ورغم ذلك، يمكن أن يحاول بعض اللاعبين بناء أجسام صلبة، واتباع حميات صحية من أجل الحصول على النحافة المطلوبة".

ويؤكد موقع "سوكر برايم" أنّ النظام الغذائي والتدريبي يمكن أن يبني أو يقلل الكتل العضلية في الجسم. ويمكن أن يبني لاعب طويل عضلات في الجسم كي يصبح أقوى، لكنه يواجه خطر أن يصبح أبطأ، وقد تنخفض مستويات طاقته مع زيادة وزنه، وقد يعاني من مزيد من الإصابات نتيجة ذلك.
ولا إجابة واضحة حول ذلك، لأنّ لكلّ شكل من الأجسام قدرات معينة، في حين لا يمكن أن يتمتع جميع اللاعبين بنوع واحد من الأجسام، لذا يمكن أن يكون كلّ نوع من أنواع الجسم، إذا جرى تكييفها واستخدامها بشكل صحيح في المركز المناسب على أرض الملعب، جزءاً فعالاً من أي فريق. 

المساهمون