منظمة الصحة العالمية: جدري "إم بوكس" لم يعد حالة طوارئ

منظمة الصحة العالمية: جدري "إم بوكس" لم يعد حالة طوارئ لكنّ الفيروس ما زال يتفشى

11 مايو 2023
نُظّمت حملات توعية كثيرة خاصة بجدري "إم بوكس" في عام 2022 الماضي (مانويل رومانو/ Getty)
+ الخط -

أعلنت منظمة الصحة العالمية، اليوم الخميس، أنّ جدري "إم بوكس" لم يعد يمثّل حالة طوارئ صحية تثير قلقاً عالمياً، وذلك بعد عام تقريباً على بدء تفشّي الفيروس المسبّب لهذا المرض الذي كان يُعرَف سابقاً باسم "جدري القرود" في العالم.

وصرّح المدير العام للمنظمة تيدروس أدهانوم غيبريسوس في مؤتمر صحافي عبر الإنترنت: "يسعدني الإعلان" عن قبول نصيحة لجنة الطوارئ الخاصة بـ"إم بوكس" اي إلغاء أعلى درجات التحذير الخاصة به.

ويأتي ذلك بعد أسبوع على إعلان منظمة الصحة العالمية أنّ تفشّي فيروس كورونا الجديد (سارس-كوف-2) لم يعد يمثّل حالة طوارئ صحية تثير قلقاً عالمياً.

وشدّد غيبريسوس على أنّه "على الرغم من إلغاء حالتَي الطوارئ المرتبطتَين بجدري إم بوكس وكوفيد-19، فإنّ خطر حصول موجات مستجدّة من الفيروسَين (اللذَين يتسبّبان بهذَين المرضَين) ما زال قائماً"، مضيفاً أنّ "الفيروسَين يستمرّان في التفشّي وبالتسبّب في وفيات".

وتابع المدير العالم للوكالة التابعة للأمم المتحدة أنّ "إم بوكس ما زال يشكّل تحديات تتطلب استجابة قوية واستباقية ومستدامة"، داعياً الدول إلى مواصلة اليقظة وجهود التأهّب الخاصة بها في هذا الإطار والتصرّف بسرعة عند الحاجة.

ويُعَدّ فيروس جدري "إم بوكس" متوطّناً منذ زمن في وسط أفريقيا وغربها، لكنّ حالات إصابة به رُصدت في مايو/ أيار من عام 2022 الماضي في أوروبا وأميركا الشمالية ثمّ في بقية أنحاء العالم، وفي الغالب لدى رجال مثليّي الجنس.

وكانت منظمة الصحة العالمية قد أعلنت في يوليو/ تموز 2022 فيروس جدري "إم بوكس" حالة طوارئ صحية تثير قلقاً عالمياً، وأكّدت موقفها هذا في نوفمبر/ تشرين الثاني 2022 ثمّ في فبراير/ شباط 2022. لكنّ عدد الذين أصيبوا بالمرض الذي يسبّب الحمى والآلام العضلية وتقرّحات جلدية كبيرة تراجع كثيراً منذ ذلك الحين.

وقد سُجّلت أكثر من 87 ألف إصابة و140 وفاة في 11 بلداً في خلال فترة التفشّي العالمي، بحسب ما تفيد منظمة الصحة العالمية. وبيّن غيبريسوس أنّ الإصابات تراجعت في الأشهر الثلاثة الأخيرة بنحو 90 في المائة مقارنة بالأشهر الثلاثة التي سبقتها.

وقال غيبريسوس: "نرحّب بالمنحى الانحداري للإصابات بجدري إم بوكس، لكنّ الفيروس مستمرّ في التأثير على مجتمعات في كلّ المناطق، بما في ذلك أفريقيا حيث لم يتمّ التوصل بعد إلى فهم جيّد لأسباب تفشّيه".

يُذكر أنّ المنظمة الأممية عبّرت عن قلقها الخاص حيال الدول الأفريقية التي كانت تتعامل مع جدري "إم بوكس" قبل وقت طويل من بدء التفشّي العالمي للمرض، والتي قد تستمر في التعامل معه لبعض الوقت.

من جهتها، قالت نائبة رئيس لجنة الطوارئ التابعة لمنظمة الصحة العالمية والمعنيّة بمرض جدري "إم بوكس" نيكولا لو إنّ ثمّة حاجة إلى الانتقال إلى استراتيجية لإدارة مخاطر الصحة العامة طويلة الأمد لجدري "إم بوكس" بدلاً من الاعتماد على تدابير الطوارئ.

أضافت لو، وهي متخصّص في علم الأوبئة والصحة العامة، أنّ ذلك التحوّل يعني إدخال التعامل مع جدري "إم بوكس" والتأهّب لمواجهته من ضمن برامج مراقبة الأمراض الوطنية، من قبيل تلك الخاصة بفيروس نقص المناعة البشرية المكتسب (إتش آي في) وغيره من الأمراض المنقولة جنسياً.

ومع إلغاء أعلى درجات التحذير الخاص بكوفيد-19 وكذلك جدري "إم بوكس"، يكون شلل الأطفال هو الفيروس الوحيد الذي ما زال يشكّل حالة طوارئ صحية تثير قلقاً عالمياً، علماً بأنّ منظمة الصحة العالمية كانت قد صنّفته على هذا النحو في مايو/ أيار من عام 2014.

ويُعَدّ جدري "إم بوكس" الذي اكتُشف لدى البشر في عام 1970 أقلّ خطورة وعدوى من الجدري الذي قُضي عليه في عام 1980. وفي معظم الحالات المسجّلة أخيراً، كان المرضى من الذكور مثليّي الجنس ومن فئة الشباب نسبياً، ويعيشون بصورة رئيسية في المدن، وفقاً لبيانات منظمة الصحة العالمية.

وفي خلال التفشّي الأخير، راحت المنظمة توصي بتحصين الأشخاص الأكثر عرضة للخطر وأفراد طواقم الرعاية الصحية الذين هم على تماس مع المرض. وقد سوّق اللقاح المضاد للمرض تحت اسم "جينيوس" في الولايات المتحدة الأميركية، في حين يُطلق عليه في أوروبا اسم "إيمفانيكس".

(فرانس برس، رويترز)

المساهمون