منظمة الصحة العالمية: آخر مستشفيين في شمال غزة بالكاد يعملان

22 مايو 2024
خلال إجلاء المرضى من مستشفى كمال عدوان، 21 مايو 2024 (كرم حسن/الأناضول)
+ الخط -
اظهر الملخص
- مستشفيان في شمال غزة، العودة وكمال عدوان، يواجهان ظروفاً قاسية بسبب الحرب الإسرائيلية، مع تدمير البنية التحتية وأضرار بالغة في الأقسام الحيوية.
- تيدروس أدهانوم غيبريسوس من منظمة الصحة العالمية يؤكد على الوضع الحرج، مع نداءات لحماية المرضى والطواقم الطبية وضرورة وقف إطلاق النار لإيصال المساعدات.
- الحرب المستمرة لأكثر من 229 يوماً تسببت في مئات الضحايا يومياً ودمار هائل، مع تعرض المنشآت الطبية للدهم من قبل القوات الإسرائيلية، مما يزيد من تعقيد الوضع الإنساني.

قال أطباء ومنظمة الصحة العالمية، الثلاثاء، إن مستشفيي العودة وكمال عدوان في شمال غزة بالكاد يعملان، مع دخول الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة شهرها الثامن. وأفاد أطباء في المستشفيين بأن القوات الإسرائيلية أطلقت النار على مبانيهما ونشرت قناصة قرب أحدهما.

وأوضح القائم بأعمال مدير مستشفى العودة، الطبيب محمد صالح، لوكالة "فرانس برس" الثلاثاء، أن "اليوم هو الثالث لحصار مستشفى العودة في شمال غزة" والقوات الإسرائيلية "تطلق النار على مباني المستشفى" و"القناصة" اتخذوا مواقع لهم في المنازل المجاورة. وقال الطبيب إن الجيش الإسرائيلي دمَّر السور الجنوبي للمستشفى، فيما لا يزال "جميع أفراد الطاقم الطبي والمرضى" داخل أجنحة المستشفى التي صار التنقل بينها "صعباً جداً". لكن يتعيّن على موظفي المستشفى جلب الماء "من المبنى الثاني إلى الأول لأن قوات الاحتلال ضربت المبنى الأول بقذيفة استهدفت الطابق الخامس ودمرت خزانات المياه".

حصار مستشفى العودة شماليّ غزة

وقال مدير منظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، في مؤتمر صحافي في جنيف: إن "148 من العاملين في المستشفى و22 مريضاً ومرافقيهم محاصرون داخل" المستشفى. وزار فريق من المنظمة مبنى مستشفى العودة بانتظام في إبريل/ نيسان لتوصيل الإمدادات الطبية والوقود، لكن غيبريسوس أفاد أيضاً بأن قناصة استهدفوا المبنى، وأن المدفعية أصابت الطابق الخامس.

وأوضح غيبريسوس في تدوينة على منصة "إكس"، الثلاثاء، أن تقارير أفادت بتعرض مستشفى كمال عدوان في شمال غزة للقصف 4 مرات اليوم، ما أدى إلى إلحاق أضرار بوحدة العناية المركزة والاستقبال والإدارة والسقف، ولا يزال 20 موظفًا صحيًا و13 مريضًا بالداخل، لكن الجهود جارية لإجلائهم. وأضاف أنه خلال الأسابيع القليلة الماضية، أفادت التقارير بوقوع أعمال عدائية مكثفة في محيط المستشفى، ما أدى إلى زيادة تدفق المرضى المصابين إلى المنشأة المثقلة بالفعل.

ووفقاً للمتحدث، فإن مستشفى كمال عدوان أكبر مستشفى يعمل جزئيًا في شمال غزة والمستشفى الوحيد الذي يقدم خدمات غسل الكلى، لذلك فإن إجلاء العاملين الصحيين والمرضى سيجعله غير قادر على العمل، ما يزيد من استنزاف الخدمات الصحية في شمال غزة. وناشد مدير منظمة الصحة العالمية بحماية جميع المرضى والعاملين الصحيين، وحثّ على وقف إطلاق النار ووصول المساعدات الإنسانية بشكل آمن ومستدام في قطاع غزة.

عملية الإجلاء جارية 

من جهتها، قالت منسقة الطوارئ لمنظمة أطباء بلا حدود في غزة، دنيا الدخيلي، إنه "لا شيء يدخل أو يخرج" من المستشفى خوفاً من نيران القناصة. وأضافت لوكالة "فرانس برس" بعدما تحدثت إلى مشرف غرفة العمليات في مستشفى العودة أنه "مختبئ منذ بضعة أيام، ويمكنه سماع طلقات نارية".

ولم يبلغ الطبيب صالح عن وقوع إصابات، لكنه قال إن ما يحدث يذكر بالعملية العسكرية الإسرائيلية الأخيرة في منطقة المستشفى الواقع بجوار مخيم جباليا للاجئين في شمال القطاع.

في ديسمبر/ كانون الأول، حاصرت القوات الإسرائيلية مستشفى العودة لأيام عدة، ما أدى إلى مقتل اثنين من موظفيه وتوقيف آخرين، حسبما ذكرت منظمة أطباء بلا حدود في ذلك الوقت. ورغم أسئلة وكالة فرانس برس، لم يعلّق الجيش الإسرائيلي على العملية التي ينفذها في مستشفى العودة.

وشهد يوم الثلاثاء أيضاً إجلاء المرضى والموظفين من مستشفى كمال عدوان، الواقع أيضاً في شمال غزة، وفق مدير المستشفى الطبيب حسام أبو صفية. وقال أبو صفية لـ"العربي الجديد": "بعد إصابة ثلاثة أشخاص مساء الثلاثاء أمام أقسام المستشفى، تقرر الإخلاء بسرعة، وأُخرِج الجرحى والمرضى والطواقم الطبية، في وقت بقي عدد من المرضى الذين عجزت الطواقم الطبية عن تأمين خروجهم". ويشير إلى أن المستشفى كان يعمل ضمن طاقة محدودة جداً لا تتجاوز العشرين في المائة، بسبب تقييد وصول الوقود إلى المستشفى، بالإضافة إلى نقص المعدات الطبية والأدوية. وكان الجرحى في أقسام الطوارئ يتقاسمون الأسرّة، في محاولة لتأمين العلاج للجميع، وخصوصاً بعد الهجوم الإسرائيلي الأخير على المناطق الشمالية.

قصف وحدة العناية المركزة 

وقال ممثل منظمة الصحة العالمية في الأراضي الفلسطينية الموجود في القدس، ريك بيبركورن، إن غرفة الاستقبال في وحدة العناية المركزة في المستشفى تعرضت للقصف. وأضاف بيبركورن: "في الوقت الحالي، ما زال هناك 20 من أفراد الطاقم الصحي و13 مريضاً". وأضاف أن "كمال عدوان" و"العودة" هما "المستشفيان الوحيدان اللذان ما زالا يعملان، ولا يمكننا تحمّل توقفهما عن العمل".

وقال غيبرييسوس في جنيف: "هذان المستشفيان الوحيدان العاملان المتبقيان في شمال غزة. وضمان قدرتهما على تقديم الخدمات الصحية أمر ضروري".

وأشارت منظمة الصحة العالمية إلى أن القوات الإسرائيلية دهمت منشآت طبية عدة في القطاع، بما فيها مجمع الشفاء الطبي في مدينة غزة، وهو أكبرها، لكن الجيش الإسرائيلي حوله إلى أنقاض خلال عملية نفذها فيه وفي الأحياء المجاورة له في مارس/ آذار.

وتتواصل حرب غزة لليوم الـ229 على التوالي، وسط قصف عنيف لقوات الاحتلال الإسرائيلي يخلّف مئات الشهداء والجرحى يومياً، معظمهم أطفال ونساء، وحوالى 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنّين.

(فرانس برس، العربي الجديد)

 

 

المساهمون