مسيرات ومواجهات بالضفة الغربية إسنادا لـ"انتفاضة الأسرى" الفلسطينيين

01 مارس 2022
إعلاء الصوت لنصرة الأسرى ودعمهم في معركتهم (العربي الجديد)
+ الخط -

شهدت مختلف محافظات الضفة الغربية، اليوم الثلاثاء، مسيرات وفعاليات إسنادية لـ"انتفاضة الأسرى" الفلسطينيين التي وصلت إلى يومها الرابع والعشرين، إذ يواجه الأسرى بخطوات احتجاجية ما تقوم به إدارة سجون الاحتلال الإسرائيلي من إجراءات وسحب لمنجزات الحركة الأسيرة، خاصة بعد عملية "نفق الحرية" التي تمكن فيها ستة أسرى من الفرار من سجن جلبوع قبل ستة أشهر وأعاد الاحتلال اعتقالهم بعد أيام.

وعلى وقع الهتافات الرافضة لإجراءات الاحتلال بحقّ الأسرى والدعوات لمساندة الأسرى، انطلقت مسيرة شارك فيها عشرات الفلسطينيين من ميدان المنارة وسط مدينة رام الله وسط الضفة الغربية وجابت المسيرة شوارع المدينة.

الصورة
مسيرات إسناد لـ"انتفاضة الأسرى" (العربي الجديد)
(العربي الجديد)

وقال منسق القوى الوطنية والإسلامية في محافظة رام الله والبيرة عصام بكر لـ"العربي الجديد": "إن المسيرة برام الله تأتي استمراراً للفعاليات التي تم إطلاقها لمساندة الأسرى والأسيرات وجابت مختلف مدن الضفة الغربية وقطاع غزة، من أجل التأكيد على الوقوف والالتفاف خلف الحركة الأسيرة، في ظل ما يتعرض له الأسرى من عمليات قمع وحشي تنذر بانفجار وشيك في السجون وخارج السجون".

وشدد بكر على أن الشعب الفلسطيني لا يمكن أن يقبل بترك الأسرى فريسة للاحتلال، وأن هذه الفعالية ستكون مقدمة لسلسلة من الفعاليات خلال الأيام المقبلة، لمساندة الأسرى في خطواتهم.

الصورة
مسيرات إسناد لـ"انتفاضة الأسرى" (العربي الجديد)
(العربي الجديد)

بدوره، صرح رئيس الهيئة العليا لمتابعة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينيين أمين شومان لـ"العربي الجديد": "إن هذه الفعاليات جاءت للتأكيد بأننا لن تتخلى عن الأسرى الذين يواصلون انتفاضتهم منذ 24 يوماً، وللتأكيد أنه لا بد من أن تخضع إدارة مصلحة سجون الاحتلال لمطالب الأسرى، خاصة أنها تنصلت من اتفاقات مع الأسرى وشرعت بالتنكيل بهم".

وأكد شومان أن الأيام القادمة ستشهد اتساعا في الحراك الشعبي الجماهيري لمساندة الأسرى، وسيكون هناك برنامج وطني لمساندتهم، إذ لا بد من وقفة جادة لمناصرتهم، إذ يلمح الأسرى للدخول بإضراب مفتوح عن الطعام خلال الفترة المقبلة.

الصورة
مسيرات إسناد لـ"انتفاضة الأسرى" (العربي الجديد)
(العربي الجديد)

ابتسام معروف والدة الأسير أيسر معروف والتي جاءت لتشارك بمسيرة رام الله، قالت لـ"العربي الجديد": إنها قلقة على ابنها وعلى بقية الأسرى الذين يحرمون من أبسط حقوقهم الحياتية اليومية.

أما منتهى الطويل زوجة الأسير جمال الطويل، فشددت في حديث لـ"العربي الجديد"، على أنه في ظل الهجمة على الأسرى، ومواجهتهم ذلك بمقاطعة محاكم الاحتلال الإداري منذ 60 يوما، وكذا معركتهم لمواجهة الاعتداء عليهم ولإعادة إنجازاتهم، فإنه لا بد من القيام بدور فاعل في الخارج من أهالي وأبناء الشعب الفلسطيني والسلطة لمساندة الأسرى ليعيشوا بحرية وكرامة.

الصورة
مسيرات إسناد لـ"انتفاضة الأسرى" (العربي الجديد)
(العربي الجديد)

من جانب آخر، أصيب عشرات الفلسطينيين، بحالات اختناق بالغاز المسيل للدموع، وكذلك الصحافي عبد المحسن الشلالدة بجروح بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، ظهر اليوم الثلاثاء، خلال مواجهات شهدتها منطقة باب الزاوية وسط مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية أعقبت قمع جيش الاحتلال الإسرائيلي للمسيرة السلمية المساندة للأسرى الفلسطينيين التي انطلقت من أمام مسجد الحسين في مدينة الخليل دعماً للأسرى ووصلت لمنطقة باب الزاوية.

وشارك عشرات الفلسطينيين، اليوم، بوقفة دعم وإسناد للأسرى على دوار الأسرى بمنطقة السينما وسط بيت لحم جنوب الضفة الغربية، ثم اتجه المشاركون بالمسيرة لمنطقة باب الزقاق في بيت لحم.

وأصيب شاب فلسطيني برصاص قوات الاحتلال، مساء الثلاثاء، خلال قمع مسيرة مساندة للأسرى في قرية برقة شمال غربي نابلس، وأكد مدير الإسعاف والطوارئ في الهلال الأحمر الفلسطيني في نابلس، أحمد جبريل، لـ"العربي الجديد"، تسجيل إصابة بالرصاص الحي في البطن، خلال مواجهات في برقة، وإنه جرى نقل المصاب إلى مستشفى النجاح، وقال مسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة، غسان دغلس، في تصريح صحافي، إن شابا أصيب برصاص الاحتلال في ظهره، ووصفت إصابته بالخطيرة، خلال قمع مسيرة مساندة للأسرى في القرية، كما أصيب عدد من المشاركين في المسيرة بالاختناق بالغاز المسيل للدموع

في الأثناء، أخلت قوات الاحتلال، مساء اليوم، منطقة باب العامود بالقدس بعد تنظيم مسيرة مساندة للأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي، وتم احتجاز عدد من الشبان، واعتقال أحدهم.

وفي مدينة قلقيلية شمال الضفة الغربية، نظمت وقفة اليوم، إسنادا ونصرة للأسرى في سجون الاحتلال أمام ميدان "أبو علي إياد"، وسط مدينة قلقيلية، كما نظمت وقفة دعم وإسناد للأسرى، أمام مقر الصليب الأحمر في مدينة نابلس شمال الضفة، وشارك الفلسطينيون بوقفة أخرى في مدينة طوباس شمال شرق الضفة الغربية، دعما وإسنادا للأسرى في سجون الاحتلال.

الصورة
مسيرات إسناد لـ"انتفاضة الأسرى" (العربي الجديد)
(العربي الجديد)

وتأتي هذه المسيرات والوقفات التضامنية التي دعت لها مؤسسات الأسرى، تزامنا مع تنفيذ الأسرى في سجون الاحتلال اليوم الثلاثاء، إضراباً عن الطعام ليوم واحد، وفق ما أفاد به نادي الأسير الفلسطيني، في بيان صحافي.

وأشار نادي الأسير الفلسطيني، إلى أنّ هذه الخطوة هي جزء من البرنامج النضاليّ المستمر لليوم الـ24 على التوالي والذي أعلنت عنه لجنة الطوارئ الوطنية التابعة للحركة الأسيرة مؤخرًا، والذي ارتكز بشكلٍ أساس على التمرد ورفض قوانين إدارة السجون، وبمشاركة كافة الفصائل.

ووفق نادي الأسير، فإنه لا توجد ردود جدّية حتّى الآن من قبل إدارة سّجون الاحتلال على مطالب الأسرى، وأبرزها: وقف إجراءاتها الهادفة إلى سلب الأسرى منجزاتهم، ومنها ما أعلنت عنه من قيود جديدة على كيفية خروج الأسرى إلى ساحة السّجن (الفورة) من حيث المدة وأعداد الأسرى، كما أنّ كافة المعطيات الراهنّة تشير إلى أن إدارة السجون ذاهبة نحو مزيد من التصعيد.

ومن الجدير ذكره أنّ عدد الأسرى في سجون الاحتلال حتى نهاية يناير/ كانون الثاني 2022، بلغ نحو 4500 أسير/ة، بينهم (34) أسيرة، ونحو (180) طفلاً.

من جهة ثانية، يواصل نحو 500 أسير إداري مقاطعتهم لمحاكم الاحتلال الإسرائيلي، لليوم الـ60 على التوالي، في إطار مواجهتهم لسياسة الاعتقال الإداري.

في هذه الأثناء، أفادت هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية في بيان صحافي، بأن قوات القمع التابعة لإدارة سجون الاحتلال الإسرائيلي، اقتحمت اليوم، قسم (22) في سجن "عوفر"، وأن مواجهات عنيفة اندلعت بين السجانين والأسرى، حيث تم نقل عدد من أسرى حركة الجهاد الإسلامي للزنازين.

المساهمون