كوب 28 في ساعات الحسم.. وغوتيريس يطالب بثورة على الوقود الأحفوري

10 ديسمبر 2023
نشطاء ضد إمبريالية المناخ" (Getty)
+ الخط -

حث الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، اليوم الأحد، قادة قمة المناخ كوب 28 المنعقدة في دبي على الاتفاق على خفض كبير للانبعاثات، ووقف تجاوز درجة حرارة الأرض 1.5 درجة مئوية.

وقال غوتيريس على هامش منتدى الدوحة 2023: "وصلت الانبعاثات، رغم التعهدات، إلى مستوى قياسي، بسبب الوقود الأحفوري بالدرجة الأولى، لذا أطالب شركات الوقود الأحفوري وداعميها بقيادة ثورة على صعيد الطاقة المتجددة، فنحن نحتاج إلى مزيد من الطموح للحدّ من انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري".

تزامن ذلك مع إعلان وكالة الطاقة الدولية، الأحد، أن التعهدات التي أعلنتها حكومات وشركات نفطية في بداية مؤتمر "كوب 28" لن تؤدي سوى إلى خفض انبعاثات غازات الدفيئة المرتبطة بمصادر الطاقة بنسبة 30 في المائة مما هو مطلوب بحلول عام 2030.

وأصدرت الوكالة تقييماً بالوعود غير الملزمة التي قطعتها 130 دولة بمضاعفة مصادر الطاقة المتجددة ثلاث مرات وكفاءة الطاقة مرتين بحلول عام 2030، وأيضاً بتعهد نحو 50 شركة للنفط والغاز خفض انبعاثات غاز الميثان.

ساعات حاسمة في كوب 28

وتوقع وزير التغيّر المناخي في فانواتو رالف ريجنفانو أن تكون الساعات المقبلة حاسمة في مسألة إقناع "أقلية صغيرة من الدول التي تعرقل التقدم بالاستغناء التدريجي عن الوقود الأحفوري".

تابع: "نأمل الأخذ في الاعتبار حقيقة أن غالبية البلدان تريد الاستغناء عن الوقود الأحفوري، وأن يكون ذلك أمراً ممكناً في الاتفاق النهائي، وبخلاف ذلك، لن يعتبر هذا المؤتمر ناجحاً". وشدد على أن "الأقلية الصغيرة من الدول التي تعرقل التقدم يجب أن تغيِّر موقفها، وهذا ما سنعمل عليه خلال اليومين المقبلين"، علما أنه من المقرر أن يختتم المؤتمر بعد غد الثلاثاء.

ورأى أنه "إذا تفاوضت جميع الدول بحسن نية للوصول إلى نتيجة جيدة، فسنحصل على نتيجة جيدة".

وكان رئيس "كوب 28" سلطان الجابر دعا الدول إلى وضع مصالحها الخاصة جانباً، والعمل للتوصل إلى اتفاق، علماً أن الدول التي تطالب بالتخلي عن الوقود الأحفوري تنتقد منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) بقيادة السعودية، لا سيما بعدما دعا أمينها العام هيثم الغيص إلى "الرفض الاستباقي" لأي اتفاق يستهدف الوقود الأحفوري.

وتدفع بعض الدول الأكثر عرضة لتأثيرات التغير المناخي نحو استهداف السببين الرئيسيين لتغيّر المناخ الذي يوجد كوارث طبيعية كثيرة. وقال ريجنفانو: "تعرضت بلادي هذا العام لثلاثة أعاصير مدارية دمرت مدارس ومحاصيل، كما يهدد الارتفاع البطيء في مستوى سطح البحر بإغراق جزر المحيط الهادئ، وكل هذا حدث بعد ارتفاع حرارة الأرض 1.2 درجة مئوية، لذا لا يمكن تخيّل ماذا سيحدث إذا بلغت الحرارة 1.5 درجة مئوية"، وهو الحدّ الذي دعا اتفاق باريس للمناخ عام 2015 إلى الحفاظ عليه. أما القضية الأخرى التي تعمل عليها البلدان الفقيرة أو الضعيفة فهي التأقلم مع تغيّر المناخ، الذي يعتبر أيضاً قيد التفاوض في مؤتمر "كوب 28". 

ونُشر اليوم الأحد نصّ اقتراح بشأن تكيّف الدول الفقيرة مع تغيّر المناخ، والذي عكس القلق من الفجوة بين الأموال اللازمة للتكيّف والمبلغ الذي تحصل عليه البلدان، لكنه لم يذكر تحديداً حجم الأموال التي يحتاجها العالم لتحقيق ذلك.

واقترح أحد الخيارات في المسودة تقييم مدى تعرض كل دولة لتغيّر المناخ بحلول عام 2025، وإنشاء أنظمة إنذار مبكر للظواهر الجوية المتطرفة بحلول عام 2027، في حين عرض خيار آخر لوضع البلدان خطط تكيّف وطنية، وتنفيذها بحلول عام 2030.

وأبدى مراقبون كثيرون عدم رضاهم عن المسودة، وقالت آنا موليو ألفاريز من مركز الأبحاث "إي 3 جي": "إذا لم يتضمن النص إجراءات تنفيذ أوضح، فهو بلا معنى".

مسودة التقييم العالمي

وبالنسبة إلى مسودة عملية "التقييم العالمي" لظاهرة الاحتباس الحراري، وهي جزء من مفاوضات المؤتمر الحالي، فلا تزال مليئة بالخيارات حول كيفية التخلص التدريجي من الوقود الأحفوري الذي يؤدي إلى الاحتباس الحراري للأرض.

وحث وزير البيئة الدنماركي دان يورغنسن ووزراء آخرون مسؤولون عن "التقييم العالمي" البلدان على "البدء في التركيز على الأولويات الرئيسية وإظهار مرونة لتقليص الخيارات وإلغائها".

وقالت تينا ستيغ من جزر مارشال: "مهمات الرئاسة كثيرة، لكنها لا تملك الكثير من الوقت". أما جنيفر مورغان، مبعوثة المناخ الألمانية، فقالت: "واضح أن مجموعة من الدول لا تريد التخلص التدريجي من الوقود الأحفوري".

ووصف مبعوث المناخ الصيني شيه تشن هوا مؤتمر المناخ الحالي بأنه "الأصعب في حياته المهنية الطويلة".

(رويترز، فرانس برس، أسوشييتد برس)

المساهمون