صيدليات لبنان تعود عن قرارها بالإقفال الشامل والمفتوح

21 مارس 2023
صيدلية مقفلة في خلال إضراب سابق بلبنان (أنور عمرو/ فرانس برس)
+ الخط -

على وقع الدعوات التي شهدتها الساحة اللبنانية إلى النزول إلى الشارع وقطع الطرقات احتجاجاً على تردّي الأوضاع المعيشية، اليوم الثلاثاء، بعد ارتفاع قياسي في سعر صرف الدولار الأميركي في مقابل الليرة اللبنانية بالسوق الموازية، جاء إعلان نقابة صيادلة لبنان الإضراب الشامل والمفتوح ليمثّل ضربة إضافية تُوَجَّه إلى المواطن اللبناني. لكنّ النقابة تراجعت عن قرارها في وقت لاحق من بعد ظهر اليوم.

وقد صرّح نقيب صيادلة لبنان جو سلوم بأنّ اتفاقية وُقّعت ما بين نقابته ونقابة مستوردي الأدوية بهدف ضمان تسليم أدوية إلى الصيدليات في إطار آلية منتظمة. وبالتالي، دعا الصيدليات إلى فتح أبوابها من جديد ابتداءً من يوم غد الأربعاء، وقد عبّر عن أمله بتطبيق ما نصّت عليه الاتفاقية بين الجانبَين، وذلك من أجل "الاستمرار في خدمة المرضى".  

وكان نقيب الصيادلة جو سلوم قد أوضح لـ"العربي الجديد"، في وقت سابق من اليوم الثلاثاء، أنّ "النقابة دعت الصيدليات إلى الإقفال الشامل والمفتوح إلى حين تحقيق مطالب كلّ اللبنانيين، وليس فقط الصيادلة. فنحن لم نتسلّم أدوية من الشركات منذ أكثر من أسبوعَين بسبب تقلّب أسعار صرف الدولار، وبالتالي صار عدد كبير من الصيدليات يعاني نقصاً في الأدوية"، وسأل: "فكيف لنا أن نخدم مرضانا؟".

وشدّد سلوم: "نريد حلّاً شاملاً لكلّ البلد، من انتخاب رئيس جمهورية فوراً وتشكيل حكومة إنقاذ والشروع في عملية الإنقاذ. لذلك، أدعو كلّ اللبنانيين ليقفوا إلى جانب الصيادلة الذين بادروا إلى التحرّك، وبالتالي إلى ملاقاتنا والنزول إلى الشارع من أجل الضغط لتحريك عجلة الحياة". أضاف: "ونأمل أن نلقى الصدى المطلوب. فنحن نقوم بواجبنا تجاه الوطن والشعب".

وحاول نقيب الصيادلة طمأنة المرضى، شارحاً أنّ "ثمّة صيدليات قليلة سوف تُبقي أبوابها مفتوحة أمام الحالات الطارئة، إنّما الأمر لن يشمل كلّ المناطق، فالأدوية غير متوفّرة بأكثرها ونحن لا نتسلّمها".

اقتصاد الناس
التحديثات الحية

وبعد إعلان إقفال الصيدليات أبوابها، عبّر مواطنون كثر عن قلقهم، لا سيّما أنّ اللبنانيين يبدون عاجزين عن استيعاب التسارع المسجَّل في التدهور الحاصل على خلفيّة الارتفاع الجنوني في سعر صرف الدولار الأميركي في مقابل الليرة اللبنانية بالسوق الموازية.

وحكت زينة وهي أمّ لطفلَين لـ"العربي الجديد" عن "المعاناة الإضافية التي سوف نعيشها مع إقفال الصيدليات. فزوجي يعاني من مرض مزمن، وهو معرّض لخسارة حياته في حال عدم حصوله على دوائه". تابعت زينة التي فضّلت عدم الكشف عن هويتها كاملة: "كان ينقصنا لتكتمل مأساتنا أن نُحرَم الدواء ونغرق أكثر في الانهيار"، متسائلة: "كيف لنا أن نتجوّل بحثاً عن صيدلية مفتوحة في حين أنّ أسعار الوقود صارت خيالية؟".

من جهته، عبّر محمد عن قلقه إزاء الهمّ الإضافة المستجدّ اليوم، بالتزامن مع قرار نقابة صيادلة لبنان. وأخبر أنّ والدته في حاجة إلى أدوية بصورة دائمة، "لذا كنّا نخزّن كميّة تكفي لمدّة شهرَين. لكنّنا، مع ارتفاع الأسعار، لم يعد في إمكاننا شراء إلا ما يكفي لشهر واحد. واليوم مع إقفال الصيدليات من جهة وانقطاع الدواء من جهة أخرى، كيف لنا أن نؤمّن ما تحتاجه من أدوية؟". وأشار محمد الذي فضّل عدم عن الكشف عن هويته كاملة إلى أنّ والدته "تحتاج كذلك إلى عملية جراحية في ساقها، غير أنّها أرجأتها بسبب خوفها من مغادرة المنزل بعد زلزال سورية وتركيا. واليوم لا نعرف ماذا نفعل. فالأمور تتّجه نحو الأسوأ، وليس في مقدورنا تحمّل كلفة تأمين الأدوية من الخارج".

المساهمون