حكاية وفاء بين زوجين: جزائري يحتفظ بلافتة منذ الحراك الشعبي في 2019

04 مارس 2023
كتب على اللافتة "زوجتي الغالية، ترحل العصابة ويصبح لدينا مسكن" (فيسبوك)
+ الخط -

يحتفظ الناشط الجزائري، حسين بن زينة، بلافتة رفعها منذ التظاهرات الأولى للحراك الشعبي في الجزائر، في 22 فبراير/شباط 2019، لكنها ليست كباقي اللافتات التي تنتهي صلاحيتها، بل تحمل قصة وفاء زوجين، وتعكس جانباً من الظروف المعيشية الصعبة التي دفعت الجزائريين إلى الخروج إلى الشارع.

اللافتة كتب عليها "زوجتي الغالية، ترحل العصابة ويصبح لدينا مسكن"، وقد صنعت الحدث في الجمعة الثالثة للحراك الشعبي، التي تزامنت مع اليوم العالمي للمرأة 8 مارس/آذار، حينما قرر الناشط حسين بن زينة، وهو قائد أيضا في الكشافة الجزائرية رفعها، كنوع من الاحتجاج وأيضا لتوجيه رسالة إلى شريكة حياته بأن الأوضاع الصعبة لن تدوم.

مستذكرا تفاصيل الحدث، يقول حسين بني زينة، لـ"العربي الجديد": في تلك الجمعة التي تزامنت مع عيد المرأة، فكّرت في ما يمكن أن أقدمه لزوجتي كهدية رمزية، خاصة أنها عانت معي الترحال من بيت إلى آخر بسبب عدم توفري على سكن، إذ تنقلنا 12 مرة من حي إلى آخر "، مضيفا " عندها جاءت فكرة هذه اللافتة التي كنت أود أن أعبّر بها عن تقدير لزوجتي كامرأة جزائرية صابرة، ولإبراز مشكلة السكن وتلاعب عصابات و"مافيا الحكم" حينها بمستقبل الناس في جميع المجالات".

ويضيف: "عندما هممت بالخروج من البيت في اتجاه التظاهرة، كنت أحمل اللافتة مفتخرا بها"، مشيرا إلى أن زوجته فرحت كثيرا بهذه اللافتة التي أهديت لها بعد أن شاهدتها على القنوات ومواقع التواصل الاجتماعي، كما أنها لاقت اهتماما بالغا في تلك التظاهرة من قبل المتظاهرين الذين فضل الكثير منهم أخذ صورة لها".

 بعد أربع سنوات من الحراك الشعبي، مازال حسين بن زينة ينتظر حصوله قريبا على سكن بعد معاناة طويلة، وحل وترحال، ويؤكد أن اللافتة ستكون من بين المتاع الذي سيرافقه إلى مسكنه الجديد متى حصل عليه، "طبعا حين أحصل على سكن، سأعلقها في البيت الجديد، وستبقى هناك، كذكرى خالدة، إنها ليست مجرد لافتة، بل تعني لي أشياء كثيرة".

ومع اقتراب اليوم الدولي للمرأة في الثامن من شهر مارس / آذار من كل عام، يعيد حسين بن زينة تفحص تلك اللافتة، مستعيدا الظروف التي كتبت فيها والتي كانت في أوج العنفوان الشعبي الجارف في الجزائر.

المساهمون