حديثو الولادة على الطرقات في الرقة السورية: 3 حالات خلال يومين

حديثو الولادة على الطرقات في الرقة السورية: 3 حالات خلال يومين

14 مارس 2023
معاناة أطفال سورية تبدأ منذ الولادة (دليل سليمان/ فرانس برس)
+ الخط -

عثر الأهالي خلال اليومين الماضيين على ثلاثة أطفال حديثي الولادة في أحياء متفرقة من مدينة الرقة شمال شرقي سورية. وتحوّل العثور على الأطفال في الشوارع إلى ظاهرة مقلقة لسّكان الرقة، مع تسجيل عدد من الحوادث بهذا الخصوص.

وعُثر، أمس الإثنين، على طفلة ملقاة على رصيف أحد الأبنية السكنية في حيّ الثكنة، كما عثر يوم الأحد على طفلة حديثة الولادة في شارع الوادي قرب مطبعة خالد الحسن وتبلغ من العمر أياماً فقط، وفي اليوم ذاته عثر أهالي حيّ المشلب في الرقة على طفلة قرب شارع الفيصل في الحي.

ويعرّف قانون الأحوال المدنية في سورية، مجهول النسب بأنّه "الطفل الذي يضل الطريق ولا يملك المقدرة للإرشاد عن ذويه لصغر سنه أو ضعفه العقلي أو لأنه أصم أبكم ولا يحاول أهله استرداده ولا يوجد من يقوم بإعالته شرعاً". ويسجل المجهول النسب في السجل المدني بعد أن يقوم رئيـس المركز باختيار اسـم له، ولكـل من والديه، نسبـة والدته، واسم جـد، ويكـون اسم الجد نسبـة لـه، أو مـا تقترحـه دور الرعايـة بالنسبـة لاسـم مجهول النسـب فقط.

ويجوز منـح مجهول النسب، نسبـة الأسرة الحاضنة، بنـاء على طلب خطي مـن رب الأسرة، وموافقـة مجهول النسب الـذي تجاوز الثامنة عشرة من عمره، وتصحح نسبته في المسكن الخاص به تبعاً لذلك، بحسب القانون.

ويصف الناشط الإعلامي أسامة أبو عدي، لـ"العربي الجديد"، ما حدث مؤخراً من العثور على أطفال حديثي الولادة مرميين في الطرق والشوارع والحدائق، بأنّه "طارئ لم يعهد به سابقاً في الرقة، وليس بالضرورة أن يكون ذا أبعاد أخلاقية، فالواقع المعيشي الصعب قد يدفع بعائلات للتخلي عن أطفالها، فيما عائلات أخرى تجعل أطفالها يمتهنون مهناً أشد إيلاماً من الموت، كجمع الخردة وجمع القمامة، والأعمار الصغيرة دون العشر سنوات قد تراهم في ورشات عمل خطرة كالصناعة والنجار والعتالة".

ويوضح المتخصص في الشريعة إسماعيل اللجي، لـ"العربي الجديد"، أنّ "الموضع من الناحية الشرعية فقد توضع الحالات من الأطفال أو اللقطاء تحت مسمى الأيتام، وهم الذين ولدوا وتم العثور عليهم دون أي إثبات لأحد الأبوين الأم والأب، ويتعامل الشرع معهم بإيجاد كفالة للقطاء دون التبني، أو منحهم نسباً للشخص من أهل الخير الذي يقدم على رعايتهم بحكم أنهم أيتام، وقد رفض الإسلام ما يسمى بالتبني كونه يخلط الأنساب، أما الرعاية وكفالة اليتيم فهي من الأمور الواجبة شرعاً ويحض الإسلام على إقامتها".

وتابع "يمكن أن تكفلهم اسرة، خاصة إذا كان عند الأسرة طفل يرضع من أمه، فترضعهم الأم لتكون بينهم وبين الأولاد والبنات حرمة الرضاع عندما يكبرون".

وأشار المرصد السوري لحقوق الإنسان، في تقرير له، إلى انتشار حالات التخلي عن الأطفال حديثي الولادة في مناطق متفرقة من سورية على اختلاف الجهات المسيطرة لأسباب كثيرة منها العلاقات غير الشرعية وأسباب أخرى.

وأفاد بأنّ الحالة الجديدة، أمس الإثنين، هي الـ 43 منذ عام 2022 لأطفال تخلى عنهم ذووهم، بحسب توثيقات المرصد السوري، موزعة ما بين مناطق ضمن سيطرة قوات النظام السوري، و20 حالة ضمن مناطق "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد).

المساهمون