تماسّ كهربائي أشعل حريق المنقف في الكويت.. وتوقيفات بعد مصرع 50 عاملاً أجنبياً

13 يونيو 2024
في موقع حريق المنقف في الكويت، 12 يونيو 2024 (ياسر الزيات/ فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- في حادثة مأساوية بالكويت، توفي 50 عاملاً أجنبياً، معظمهم هنود، في حريق بمبنى سكني ناتج عن تماس كهربائي، مما يسلط الضوء على مشكلات السلامة والإهمال.
- أمير الكويت والهند قدما تعويضات لعائلات الضحايا، مع التأكيد على ضرورة إجراء اختبارات الحمض النووي لتحديد هوية الضحايا بسبب شدة الحروق.
- الحادثة أدت إلى التعهد بإزالة العقارات المخالفة ومعالجة تكدس العمالة، في ظل أزمة سياسية، مما يشير إلى تحديات اجتماعية واقتصادية تواجه الكويت.

أُوقف ثلاثة أشخاص، اليوم الخميس، في قضية حريق المنقف في الكويت الذي أودى بحياة 50 عاملاً أجنبياً أمس الأربعاء، وذلك للاشتباه في ارتكابهم القتل غير العمد، فيما حُدّد سبب الحادثة بأنّه تماسّ كهربائي. وضحايا الحريق، الذي اندلع في مبنى من ستّ طبقات يضمّ مساكن عمّال أجانب بمنطقة المنقف في محافظة الأحمدي جنوبيّ البلاد، هم بمعظمهم من الجنسية الهندية.

ويسكن في المبنى المنكوب 196 عاملاً أجنبياً، أُصيب من بينهم 56 قبل أن يتوفّى أحدهم فجر اليوم الخميس، لترتفع حصيلة القتلة إلى 50، فيما نجا 74 آخرون وكذلك 17 كانوا في الخارج بمواقع عملهم. يُذكر أنّ الكويت الغنية بالنفط تستقبل أعداداً كبيرة من العمّال الأجانب، معظمهم من جنوب آسيا وجنوب شرقها، ويعمل هؤلاء بغالبيتهم في قطاع البناء أو الخدمات.

وقد وجّه أمير الكويت مشعل الأحمد الجابر الصباح، اليوم الخميس، بأن تنقل طائرات عسكرية كويتية جثامين ضحايا الحريق إلى "بلدهم الهند" بالإضافة إلى تخصيص مبلغ مالي لعائلة كلّ متوفٍّ، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء الكويتية الرسمية عن وزير الداخلية فهد اليوسف الصباح. يُذكر أنّ وزير الداخلية كان قد تعهّد، أمس الأربعاء، بأنّه سيطلب من "البلدية إزالة العقارات المخالفة" ابتداءً من اليوم الخميس من دون سابق إنذار للمخالفين، مضيفاً أنّهم سيعملون على "معالجة قضية تكدّس العمالة والإهمال حيالها".

في سياق متصل، أعلن مكتب رئيس وزراء الهند ناريندرا مودي، اليوم الخميس، أنّ عائلات الضحايا ستحصل على 200 ألف روبية (ألفان و400 دولار أميركي)، علماً أنّ مودي كان قد نشر تدوينة على موقع إكس مساء أمس الأربعاء أكّد فيها أنّ بلاده "تبذل كلّ ما في وسعها لمساعدة المتضرّرين من مأساة الحريق المروّعة هذه".

من جهته، صرّح وزير الدولة الهندي للشؤون الخارجية كيرتي فاردان سينغ، الذي وصل لمساعدة الناجين من حريق المنقف في الكويت وإعادة الجثامين والرفات إلى الهند على متن طائرة تابعة للقوات الجوية الهندية، بأنّ ثمّة حاجة إلى إجراء اختبارات الحمض النووي لتحديد هوية عدد من الضحايا. وأوضح لوسائل إعلام هندية أنّ "ثمّة جثثاً متفحّمة لدرجة يصعب التعرّف إليها" من دون تلك الاختبارات.

وفي مانيلا، أفادت إدارة العمّال المهاجرين، اليوم الخميس، بأنّ ثلاثة مواطنين فيليبينيين لقوا حتفهم بسبب استنشاق الدخان في الحريق نفسه، وأنّ مواطنَين اثنَين آخرَين في حالة حرجة، في حين نجا ستّة من دون أن يُصابوا بأيّ أذى.

وبعدما تعهّدت الجهات الرسمية بتحديد أسباب حريق المنقف في الكويت بأسرع وقت، أمس الأربعاء، أفادت إدارة العلاقات العامة والإعلام لدى قوة الإطفاء العام، اليوم الخميس، بأنّ فرق التحقيق التابعة لإدارة تحقيقات الحوادث قد انتهت من إجراءات المعاينة الفنية والتحقيق مع شهود الواقعة ورفع وتحليل عيّنات من مخلّفات الحريق. أضافت أنّ بعد إتمام إجراءات المعاينة الفنية من قبل المختصين، تبيّن أنّ نقطة اندلاع الحريق كانت في غرفة الحارس، في الطبقة الأرضية، أمّا سبب الحريق فتماسّ كهربائي.

ويُعَدّ حريق المنقف في الكويت من أسوأ الحرائق التي شهدتها البلاد التي تضمّ نحو سبعة في المائة من احتياطيات النفط العالمية، وقد وقع وسط أزمة سياسية أدّت إلى إعلان أمير البلاد أخيراً حلّ البرلمان وتعليق العمل بمواد دستورية. وقد أُوقف مالك المبنى المنكوب على خلفية "إهمال محتمل"، فيما لوّح مسؤولون بإغلاق أيّ مجمّعات سكنية تنتهك قواعد السلامة. وفي هذا الإطار، أمرت النيابة العامة الكويتية بـ"حبس مواطن ومقيمَين احتياطياً لاتهامهم بالقتل الخطأ" من خلال إهمال الإجراءات الأمنية وأنظمة مكافحة الحرائق.

وكانت الكويت قد شهدت في عام 2009 حريقاً أودى بحياة أكثر من 50 شخصاً، بعدما أضرمت امرأة النار في خيمة عرس زوجها في منطقة العيون بمحافظة الجهراء التي تشمل الجزء الشمالي والغربي من البلاد. وقد أقدمت حينها نصرة العنزي على إلقاء البنزين على الخيمة، وأشعلت فيها النار فيما كان الناس يحتفلون في داخلها. يُذكر أنّ العنزي أُعدمت شنقاً في عام 2017 على خلفية الجريمة التي ارتكبتها والتي كان من بين ضحاياها عدد كبير من النساء والأطفال.

(فرانس برس، الأناضول، العربي الجديد)

المساهمون