"العربي الجديد" يوثق شهادات جرحى اشتباكات مخيم عين الحلوة

03 اغسطس 2023
أصيبت خلدية عدنان بشظية في الرأس (العربي الجديد)
+ الخط -

أصيب عدد كبير من المدنيين بالرصاص الطائش والشظايا في مخيم عين الحلوة وخارجه جنوبي لبنان، وقصة كل إصابة تختلف عن الأخرى.

يقول المصاب سعيد محمد جبر، المقيم في منطقة البركسات بالمخيم: "أعمل بائع قهوة متنقلا، كنت أبيع القهوة للمارة والمقيمين لأؤمن قوت يومي، فسقطت قذيفة بالقرب مني، فأصابتني الشظايا في بطني، وتم نقلي إلى مستشفى الهمشري، وأجروا لي الإسعافات اللازمة، وحالتي مستقرة. لم أترك بيتي، وغالبية أهل المنطقة ظلوا في بيوتهم، فمكان إقامتنا غير مستهدف، وحتى إن فكرت بالخروج من بيتي فإلى أين أذهب؟ بقيت في بيتي لأنني لا أشعر بالخوف، فأنا بين أهلي، والجميع أبناء شعبنا. لم أكن أعرف أن النكبة التي أخرجتنا من فلسطين لن تجمعنا في مخيماتنا".

يضيف جبر: "نأسف لما يحصل في المخيم، وعلى حجم الدمار، وعلى وضع الأطفال الذين يروعون وتسلب منهم طفولتهم. هذا الخراب حرام أن يحصل، فالناس لا يملكون حتى تأمين قوت يومهم، فمنهم من يعيش في منازل بالإيجار، ومنهم المثقل بالديون، ولا أعرف من سيعوض الناس عن الدمار. شخصياً تعرضت للإصابة في بطني، كما أن بيتي أصيب بالرصاص الطائش، ولا أعرف حجم الخراب الذي حل به، لكني لن أستطيع تصليحه، فعملي يومي، وما أكسبه بالكاد يكفي مستلزمات معيشتي".
وتقول المصابة خلدية عدنان المقيمة في حي البركسات: "يقع منزلنا في منطقة البركسات بالقرب من جامع ابن ثابت، كنت في مدينة صيدا لأوقع بعض الأوراق في البنك، ثم زرت ابن عمي في مستشفى النقيب، وكان قد تعرض لإصابة، ثم توجهت إلى البيت سيراً على الأقدام. كنت أجلس في البيت مع أقاربي، ثم خرجت إلى قرب بيت الجيران، وجلست على مصطبة أمام بيتهم، فسمعت صوت أزيز يمر بالقرب من أذني، ثم شعرت بأن شيئًا ساخنًا على وجهي، وإذ بالدماء تنزف من رأسي ومن أنفي وفمي، ليتبين أن شظية قذيفة سقطت بالقرب مني، وأصابت رأسي، نقلوني إلى مستشفى الهمشري، وعالجوني، لكني سأبقى تحت المراقبة".

وحول عدم هروبها من المخيم، تؤكد: "في اشتباكات الماضي، هربت مع أهلي إلى منطقة شحيم عند أهل أمي، ولم أشعر بالراحة، فعدت إلى بيتي، وإن أردنا اليوم الخروج من بيوتنا فإلى أين سنذهب؟ لن يكون أمامنا سوى الشارع. لن أترك بيتي، وسأموت فيه".
ويروي المصاب هيثم عبد الرحيم تايه: "أعمل سائق سيارة أجرة، وأقطن في المخيم، وأهلي يسكنون في حي الزهور بمدينة صيدا، وقبل إصابتي كنت بالقرب من مستشفى الهمشري عند ميكانيكي سيارات، ثم أردت الذهاب إلى بيت أهلي لأتناول طعام الغداء، وفي طريقي أردت شراء علبة سجائر، لكن المحال والدكاكين كلها كانت مغلقة خشية الرصاص الطائش، لكني وجدت محلاً بالقرب من سراي صيدا الحكومي مفتوحاً، وما إن نزلت من السيارة حتى أصبت بفخذي بطلق ناري، فنقلوني إلى مستشفى الهمشري، وأجروا لي الإسعافات الأولية، ثم تم نقلي إلى مستشفى الراعي، وتم إجراء عملية لي، ووضعوا لي صفائح وبراغي، وهذا النوع من العمليات يتم تغطيتها من قبل الصليب الأحمر".

الصورة
أصيب نايف الآغا في الرأس والصدر والقدم (العربي الجديد)
أصيب نايف الآغا في الرأس والصدر والقدم (العربي الجديد)

ويقول المصاب نايف الآغا: "كنت في ساحة المستشفى الحكومي مع عدد من الناس، وسقطت قذيفة بالقرب منا، وسمعت صوت انفجار، ولم أعرف ما الذي حصل بعدها، وعندما شعرت بنفسي كنت في المستشفى مصابًا في رأسي وصدري وقدمي، والإصابة في قدمي هي كسر وتفتت في العظم، وقد أصابتني 14 شظية. أنا عامل بناء، ومتزوج، وحالياً في رجلي جهاز بسبب تفتت العظام، وسيبقى نحو شهرين، ما يعني أنني سأتوقف عن العمل، ولا أعلم متى سأستطيع العمل مجدداً، وبيتي بالإيجار، وأدعو الله أن يساعدني على تحمل ما سأعانيه".

الصورة
أصيب أمين سكافي بشظايا في ظهره ويده وكتفه (العربي الجديد)
أصيب أمين سكافي بشظايا في ظهره ويده وكتفه (العربي الجديد)

كان أمين عبد السلام سكافي، المقيم في تعمير عين الحلوة، واقفاً في ساحة الحي بالقرب من بيته مع بعض الجيران، يوم الأحد الماضي، وإذ بقذيفتين تسقطان بالقرب منهم، فأصيب مع رجل آخر من الحي. يقول: "أصبت بشظايا في ظهري ويدي وكتفي، ويقول الطبيب إن عصب رجلي تضرر، وسيعطيني مهلة حتى يرى إن كان سيجري لي عملية أم لا. فقدت القدرة على المشي، ولا أعلم ما هو ذنبي، ولماذا صرت عاجزاً عن المشي، ومن سينفق على عائلتي".

ويقول المدير الطبي لمستشفى الراعي، مازن الراعي، وهو مختص في التخدير: "المستشفى مجهز لاستقبال مصابي الحروب، ولدينا فريق عمل متكامل من أطباء وجراحين، وكذلك قسم للعناية الفائقة، وأطباء مداومون بالمستشفى من جميع الاختصاصات، وغالبية الأطباء يتواجدون على مدار 24 ساعة، وبعد الاشتباكات في مخيم عين الحلوة استقبلنا 25 إصابة، 22 فلسطينياً، وشخصين لبنانيين، وسوريا واحدا، وثلاثة من المصابين توفوا، وغالبية الذين ظلوا في المستشفى احتاجوا إلى عمليات، والإصابات في الشرايين، وفي البطن، والعظم، وحالياً عندنا أربعة مصابين، بينهم ثلاثة عسكريين".

يضيف: "تمت تغطية نفقات ثلاث حالات من قبل منظمة التحرير الفلسطينية، وبقية الحالات عن طريق الصليب الأحمر الدولي، فمنذ عام 2006، لدينا اتفاق معهم على علاج حالات الحروب حصرياً، لذلك فإن الحالات التي تستدعي إجراء عمليات يتم نقلها إلى مستشفى الراعي.

المساهمون