مع تفاقم أزمة مياه الشرب في العديد من مناطق المحافظات العراقية، التي تزداد مع تصاعد درجات الحرارة، تعتمد إدارات المحافظات على السيارات الحوضية لإيصال المياه إلى الأهالي الذين يؤكدون أنها لا تلبي احتياجاتهم، وسط دعوات لإيجاد حلول طويلة الأمد.
ويشكو أهالي عدد أغلب مناطق البلاد، ومنها العاصمة بغداد، من شحّ بمياه الشرب، تفاقم خلال السنتين الأخيرتين، خصوصاً في موسم الصيف وتزايد درجات الحرارة.
ومنذ عدة شهور سجلت مناطق بمحافظات عراقية عدة، منها ديالى المرتبطة حدودياً بإيران، وواسط وذي قار والمثنى، موجات من النزوح القسري، بسبب موجة الجفاف التي تعانيها، والتي سبّبت حرمان مناطق عدة مياه الأنهر، ومن ثم مياه الشرب، ما دفع العديد من العائلات الى الهجرة بحثاً عن المياه.
ولم تُبدِ الحكومة أي اهتمام بهذا الملف، من جانب احتواء تلك العائلات وتقديم الدعم لها، ولا من جانب العمل على تفكيك أزمة المياه مع إيران، وإبرام تفاهمات معها، ما فاقم الأزمة وزاد من عدد العوائل النازحة، ليشمل مناطق في محافظات أخرى.
واليوم الأحد، ووفقاً لمدير ماء كركوك، عباس إسماعيل علي مردان، فإن "المديرية أوعزت باستثمار جميع السيارات الحوضية والملاكات للقيام بحملة لتوزيع المياه في المناطق التي تعاني من الشحِّ، حتى خارج أوقات الدوام الرسمي وفي أيام العطل، وذلك لتلافي آثار انقطاعات شحّ المياه الذي تفاقم مع انقطاع التيار الكهربائي"، مبيناً في تصريح لصحيفة الصباح الرسمية، أن "المديرية عملت بالتعاون مع دائرة توزيع الكهرباء من أجل معالجة شحّ المياه، نتيجة هبوط وتذبذب الفولتية الكهربائية، ما أدى إلى شحّ الماء في مناطق تبة وفيلق وعرفة وحيّ بدر والعمل الشعبي".
محافظة صلاح الدين، التي تعتمد بعض مناطقها أيضاً على الحوضيات بإيصال ماء الشرب، أصدرت عدة توجيهات للمواطنين لتقنين استخدام المياه وعبور الأزمة، وقال المتحدث الرسمي لمحافظة صلاح الدين، جمال عكاب، لوكالة الأنباء العراقية (واع)، أمس السبت، إنه "وفقاً للمعلومات الواردة من دائرة الموارد المائية التي أشارت إلى وجود أزمة مياه خلال الأيام المقبلة، فإن محافظة صلاح الدين استعدت مبكراً لهذا الموضوع، كذلك فإنها أصدرت تعليمات للمواطنين لتخطي هذه الأزمة".
ودعا المواطنين إلى "ترشيد استهلاك المياه وإيقاف الاحتياجات غير الضرورية، كذلك على الجهات المسؤولة أن تشنّ حملة على كراجات غسل السيارات لوقف الهدر الكبير في المياه خلال شهري تموز وآب".
وتعتمد أغلب مناطق المحافظات العراقية، ومنها ديالى وصلاح الدين وواسط وميسان وذي قار، على السيارات الحوضية لإيصال مياه الشرب للمواطنين، إلا أنها غير كافية لهم، خصوصاً في فصل الصيف. ويقول الحاج أبو علي، وهو من أهالي محافظة صلاح الدين، لـ"العربي الجديد": "إيصال المياه بالسيارات الحوضية ليس حلاً. نحتاج إلى مياه كثيرة لتلبية احتياجات المنزل، خصوصاً في الصيف".
وأكد أنه "لا يمكن أن تسكت الحكومة عن الدول التي تقطع المياه عن البلاد وتكتفي بمياه الحوضيات. نحتاج إلى حلول واقعية، حلول طويلة الأمد، لا معالجات بسيطة".
ولجأ أغلب أهالي المحافظات العراقية إلى حفر آبار صغيرة في باحات منازلهم، بغية الحصول على المياه، إلا أن أغلب تلك الآبار لم تكن صالحة للاستهلاك البشري.