الأطفال والإنترنت: طفل من كل 8 في العالم ضحية مواد إباحية

27 مايو 2024
صورة تعبيرية عن علاقة الأطفال بالشاشات والمخاطر التي قد يتعرّضون لها (Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- دراسة معهد "تشايلد لايت" تكشف أن 12.5% من أطفال العالم تعرضوا لمخاطر جنسية عبر الإنترنت في 2023، بما في ذلك الابتزاز بالصور واستخدام الذكاء الاصطناعي لإنشاء صور مزيفة.
- تقديرات تشير إلى تعرض حوالي 302 مليون طفل لهذه المخاطر، مع تسجيل حالة إبلاغ عن الاستغلال الجنسي كل ثانية، مما يدل على ضرورة التحرك الدولي لمواجهة الظاهرة.
- المعهد يدعو لتعزيز الجهود الدولية لحماية الأطفال، بالتعاون مع شركاء عالميين لجمع بيانات تساعد في اتخاذ إجراءات فعّالة ضد الاستغلال والاعتداء الجنسيين على الأطفال.

وسط العلاقة الإشكالية ما بين الأطفال والإنترنت التي يُحذّر منها أهل الاختصاص، كشفت دراسة حديثة أنّ طفلاً واحداً من بين كل ثمانية أطفال في مختلف أنحاء العالم تعرّض في عام 2023، من دون رضاه، لالتقاط أو نشر مواد مصوّرة ذات طابع جنسي له أو لمشاهدة محتوى من هذا النوع. وأشار معدّو الدراسة، التي أجراها معهد "تشايلد لايت" التابع لجامعة إدنبره في إسكتلندا، إلى أنّها الأولى التي تتضمّن تقديراً لحجم المشكلة عالمياً.

وشرحت الدراسة، التي نُشرت نتائجها اليوم الاثنين، أنّ الأطفال الذين يُقدَّر عددهم بنحو 302 مليون طفل والذين كانوا عرضة لصور أو تسجيلات فيديو ذات طابع جنسي غير رضائي في العام الماضي، التُقطت لهم مواد مصوّرة أو نُشرت تلك المواد من دون موافقتهم أو تعرّضوا لمحتوى إباحي. وأشار معهد "تشايلد لايت" الذي يُعنى بحماية الأطفال من الاستغلال والاعتداء الجنسيَّين، إلى أنّ هذه المواد الإباحية طاولت نحو 20 في المائة من الأطفال في أوروبا الغربية.

وفي ظلّ العلاقة غير السويّة التي تُسجَّل بين الأطفال والإنترنت في الآونة الأخيرة، بيّن معهد "تشايلد لايت" أنّ 12.5 في المائة من أطفال العالم تعرّضوا لتفاعلات جنسية غير مرغوب فيها عبر شبكة الإنترنت في عام 2023. ومن أبرز هذه التفاعلات، بحسب الدراسة، الرسائل الجنسية، والطلبات من بالغين وصغار آخرين لتنفيذ أفعال جنسية، والابتزاز بالصور الحميمة، واستخدام الذكاء الاصطناعي لإنشاء صور مزيّفة.

في هذا السياق، أفاد معدّو الدراسة بأنّ إبلاغاً عن حالة يُسجَّل في كلّ ثانية بمختلف أنحاء العالم. ونقل بيان عن رئيس "تشايلد لايت" بول ستانفيلد، الذي سبق أن عمل لدى منظمة الشرطة الجنائية الدولية (إنتربول) والهيئة البريطانية لمكافحة الجريمة، قوله إنّ هذه الظاهرة "جائحة بقيت مستترة لمدّة طويلة جداً". أضاف ستانفيلد أنّ هذه الظاهرة تُسجَّل "في كلّ بلد، وتنمو بصورة كبيرة وتتطلب تحرّكاً دولياً لمواجهتها". من جهته، رأى المسؤول في الإنتربول ستيفن كافانا أنّ التشريع الحالي لمنظمة الشرطة الجنائية الدولية "يجعل مواجهة هذا الوضع صعبة".

وفي نهاية إبريل/نيسان الماضي، نبّهت الهيئة البريطانية لمكافحة الجريمة مئات الآلاف من العاملين في مجال التعليم إلى زيادة كبيرة في حالات الابتزاز الجنسي التي تستهدف المراهقين الذين يقعون ضحايا ذلك، بعد نشر صور حميمة لهم عبر شبكة الإنترنت. وتتعلّق نسبة كبيرة من الحالات بفتيان تتراوح أعمارهم ما بين 14 و18 عاماً،  وفقاً للهيئة البريطانية. وأوضحت الهيئة نفسها أنّ جماعات الجريمة المنظمة في خارج بريطانيا، خصوصاً في دول غرب أفريقيا وجنوب شرق آسيا، قادرة على ارتكاب هذا الابتزاز. يُذكر أنّ ذلك يأتي في حين يدقّ تربويون ومتخصصون اجتماعيون ونفسيون ناقوس الخطر إزاء علاقة الأطفال والإنترنت التي تمثّل تهديداً كبيراً على هؤلاء الصغار. 

وفي التعريف عن نفسه، يوضح معهد "تشايلد لايت" أنّه يعمل مع شركاء حول العالم لفهم مدى انتشار الاستغلال والاعتداء الجنسيَّين على الأطفال وطبيعتهما وحجمهما. ويبيّن المعهد أنّه يستخدم بياناته لدعم الحكومات والمنظمات في اتخاذ إجراءات لحماية الأطفال، وضمان انتشال الأطفال من ظلام الاستغلال والاعتداء الجنسيَّين.

(فرانس برس، العربي الجديد)

المساهمون