الأسيرة الفلسطينية وفاء جرار.. قلق على مصيرها بعد إصابتها لحظة اعتقالها

23 مايو 2024
الأسيرة الفلسطينية وفاء جرار (إكس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- وفاء جرار، الأسيرة الفلسطينية من جنين، تعرضت لإصابة خطيرة وتم احتجازها في مستشفى إسرائيلي بعد تفجير عبوة محلية الصنع، وهي الآن تحت العناية المكثفة وتخضع للتخدير والتنفس الاصطناعي.
- معروفة بنشاطها المجتمعي وعملها مع رابطة أهالي الشهداء والأسرى، وزوجها عبد الجبار جرار، قيادي في حماس، يقضي حكمًا إداريًا بعد قضاء 16 عامًا في السجن.
- الاحتلال الإسرائيلي يفرض تعتيمًا على وضعها الصحي، مما يزيد من قلق العائلة والمؤسسات الداعمة للأسرى، وسط مخاوف من تأثير أمراضها المزمنة والدعوات لكشف حالتها الصحية وضمان تلقيها العلاج اللازم.

تعيش عائلة الأسيرة الفلسطينية وفاء جرار (50 عامًا) من مدينة جنين شمال الضفة الغربية، قلقاً متزايداً على مصيرها منذ تأكيد خبر إصابتها، نتيجة تفجير عبوة محلية الصنع في الجيب العسكري الذي جرى اعتقالها فيه الثلاثاء، أثناء نقلها باتجاه الطريق الالتفافي الاستيطاني صوب مراكز التوقيف الإسرائيلية. ووفقاً لبيان مشترك من نادي الأسير الفلسطيني وهيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية، أمس الأربعاء، فإن المعتقلة المصابة وفاء جرار محتجزة في مستشفى العفولة الإسرائيليّ في العناية المكثفة، بعد أن خضعت لعملية جراحية لإحدى قدميها أمس، ولا تزال منوّمة تحت تأثير التخدير وأجهزة التنفس الاصطناعي، وبحسب الأطباء في المستشفى فإنّ حالتها مستقرة.  

وتعتبر الأسيرة الفلسطينية وفاء جرار ناشطة مجتمعية ومنسقة رابطة أهالي الشهداء والأسرى في المحافظة، ومرشّحة سابقًا ضمن قائمة "القدس موعدنا" التابعة لحركة حماس في الانتخابات التشريعية التي أجّلت بقرار من الرئيس الفلسطيني عام 2021، وهي زوجة الأسير القيادي في حماس عبد الجبار جرار الذي أمضى في سجون الاحتلال 16 عامًا، ويقضي حكمًا إداريًّا لـ 6 أشهر فيها منذ السابع من فبراير/ شباط الماضي. وكانت وسائل إعلام إسرائيلية قد نشرت أمس، أن الأسيرة الفلسطينية وفاء جرار أصيبت خلال اعتقالها في الجيب العسكري بعبوة متفجرة. 

لا معلومات عن صحة وفاء جرار بعد اعتقالها

ويقول حذيفة جرار، نجل الأسيرة وفاء جرار، خلال حديث مع "العربي الجديد": إن الأخبار ما زالت متضاربة وغير دقيقة حول الوضع الصحي للوالدة، حيث إن العائلة رغم تواصلها مع مؤسسات الأسرى واللجنة الدولية للصليب الأحمر والارتباط الفلسطيني، لا تملك معلومة دقيقة حول وضعها الصحي. واعتبر نجل الأسيرة أن الاحتلال يقصد التعتيم حول المعلومات الدقيقة عن والدته، كما يستهدف العائلة منذ سنوات على خلفية نشاط والده القيادي في حركة حماس، وبدا ذلك واضحًا خلال اعتقال والدته وتعمّد تكسير محتويات المنزل ومقتنيات شخصية، بعد أن اقتحموا الحيّ الذي يسكنون فيه، واستهدفوا كاميرات المراقبة المحاذية لمنزل العائلة، وأطلقوا النار بشكل عشوائي ثم اقتحموا المكان الذي لم يوجد فيه أحد سوى والدته وشقيقته.

وبحسب جرار، فإن والدته الأسيرة تعاني من أمراض في القلب والغدة الدرقية وارتفاع ضغط الدم ما يلزم تقديم العلاج اللازم لها باستمرار، إذ إن انقطاع الدواء عنها يهدد حياتها، لا سيما وسط مخاوف من تعرضها لخطر أكبر بفعل اعتداءات الاحتلال بحق الأسرى. مشيرًا إلى أن الاحتلال خلال اقتحامه المنزل، سرق أموالًا خاصة للعائلة ومصاغًا ذهبيًّا لمناسبة اجتماعية تقدّر بـ 25 ألف دولار. وفي أعقاب الحادثة، أصدر نادي الأسير الفلسطيني بيانًا، جاء فيه: "إن عملية اعتقال الأسيرة وفاء جرار تأتي في إطار عمليات الانتقام الجماعية التي ينفذها الاحتلال بحق المواطنين، التي وصلت إلى ذروتها منذ بدء حرب الإبادة المستمرة بحق شعبنا في غزة، كما أنه حتى اللحظة لا تتوفر معلومات دقيقة عن الوضع الصحي للمعتقلة جرار". 

تعتيم الاحتلال على وفاء جرار

بدوره، يقول مدير هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية في جنين، سياف أبو سيف، خلال حديث مع "العربي الجديد"، إن الهيئة أرسلت طاقمًا من المحامين التابعين للهيئة لمحاولة الوصول إلى معلومة دقيقة حول الوضع الصحي للأسيرة جرار أو مكان وجودها، محذرًا من أن تُمس بأي ضرر حيث إن الاحتلال الإسرائيلي يمارس التعتيم حول قضيتها، لأنها ظهرت في مقطع مصور خلال الاعتقال بصحة جيدة وتمشي وسط الجنود بشكل طبيعي، ولاحقًا تواردت أخبار وضعها الصحي المتضاربة بين المستقرة والخطيرة، ما يؤكد تعرضها للاعتداء خلال مرحلة الانتقال. ويرى الباحث في قضايا النزاعات، نزار نزّال خلال حديث مع "العربي الجديد"، أن الاحتلال يتبع سياسة إيقاع "الصدمة" تجاه المقاومين والحاضنة الشعبية لهم في المناطق النشطة بمواجهة جنود الاحتلال لا سيما في طولكرم وجنين، حيث يتعمّد استهداف المدنيين إما بالقتل المباشر قبل مواجهة أي كتيبة مقاتلة، أو بجعلهم دروعًا بشرية لإعاقة استهداف جنود الاحتلال كما جرى مع الأسيرة جرار.

ويقول الباحث نزال: "لا يُستبعد أن يكون الاحتلال قد ادعى كذبًا أن الأسيرة وفاء أصيبت خلال اعتقالها جرّاء عبوة تفجيرية من المقاومة، وأن يكون جنود الاحتلال هم من اعتدوا عليها خلال الاعتقال ونشروا عبر وسائل الإعلام الخاصة بهم أن إصابتها جاءت بفعل عبوة المقاومة، وذلك من أجل تأليب الرأي العام ضد المقاتلين والمقاومين، وإن ثبت غير ذلك بأن الإصابة حصلت بفعل تفجير العبوة فذلك يؤكد أن الاحتلال كان في السابق وما زال يتكتم على خسائره، حيث إنه من غير المنطقي إصابة الأسيرة دون غيرها من الجنود". ويشار إلى أنّ عدد الأسيرات وفقًا لمعطيات مؤسسات الأسرى، نحو 80 أسيرة، من بينهن 25 أسيرة معتقلة إداريًّا، منهن زوجات وأمهات أسرى، فيما وصل عدد حالات الاعتقال لأكثر من 8800 حالة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

المساهمون