أعلنت وسائل إعلام إيرانية عن حالات تسمم في مدارس للفتيات في مدينتين إيرانيتين، اليوم السبت، في استمرار لمسلسل تسمم الطالبات الإيرانيات الذي استأنف مع انتهاء عطلة النوروز يوم الاثنين الماضي.
وأفادت وكالة "إيلنا" الإيرانية العمالية بأن عدداً من الطالبات في مدرسة سعدي للبنات في مدينة أورومية غربي إيران تسممن، نتيجة استنشاق الغاز، مشيرة إلى أن سيارات الإسعاف نقلت عدداً منهن إلى المصحات في المدينة. أضافت أن الحادث قيد التحقيق والمتابعة من قبل السلطات المحلية.
إلى ذلك، تداولت شبكات التواصل الاجتماعي في إيران فيديوهات تظهر تسمم الطالبات، اليوم السبت، في مدرستي بنات في مدينة ديواندره في محافظة كردستان. وقيل إن عدداً من الطالبات المتسممات دخلن المستشفى.
وذكر رئيس مركز الصحة والعلاج في مدينة هفتكل بمحافظة خوزستان جنوب غربي إيران، مازيار مولايي، أن 60 من طالبات مدرسة هاجر بالمدينة تسممن ونقلن إلى المركز الصحي. أضاف مولايي، وفق وكالة "إيلنا" للأنباء، أن جميع هؤلاء الطالبات بصحة جيدة ولا يوجد ما يدعو إلى القلق.
وخلال الأيام الماضية أيضاً، انتشرت أنباء في وسائل إعلام إيرانية عن تسمم طالبات الأسبوع الماضي، في مدارس بطهران وأدربيل. وبدأ مسلسل التسمم في مدارس الفتيات الإيرانية في 30 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي. وظهرت أولى الحالات في ثانوية نور يزدان بمدينة قم الدينية (شمال البلاد)، على بعد 110 كيلومترات من طهران. ثم رويداً رويداً، شهدت مدارس أخرى في قم حالات تسمّم، ثم وصلت الحالات إلى 26 محافظة من أصل 31.
وبعد مرور أكثر من 4 أشهر، لا يزال الغموض سيد الموقف في ما يتعلق بطريقة التسميم والمادة أو المواد المستخدمة فيه أو الجهات التي تقف خلفه. وباتت السلطات تتعامل مع الملف على أنه "أمني" يستهدف البلاد، انطلاقاً من اتهامات لـ"أعداء" إيران بالسعي لـ"إثارة البلوى" في البلاد، بحسب الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي.
في المقابل، تتهم المعارضة وناشطون على شبكات التواصل الاجتماعي السلطات بـ"تدبير هذه الحوادث"، فيما آخرون يتهمون جماعات دينية متشددة بذلك لمنع الطالبات من الدراسة.
وكانت الداخلية الإيرانية قد أعلنت، في 11 مارس/آذار الماضي، عن اعتقال أكثر من 100 شخص من العناصر المتورطة في الحوادث الأخيرة بالمدارس الإيرانية، في إشارة إلى حوادث التسمم التي شهدتها مدارس إيرانية في محافظات عدة. أضافت الداخلية في بيان ثالث، نشرته وكالات الأنباء الإيرانية، أن هذه الاعتقالات تمت في 11 محافظة إيرانية من أصل 31، مشيرة إلى أنه جرت تحقيقات مع المعتقلين.
وتابعت أن بعض هؤلاء المعتقلين قاموا بـ"رش مواد ذات رائحة سيئة وغير خطيرة في صفوفهم لغرض المشاغبة والمغامرة وبهدف تعطيل المدرسة". وتجنبت الداخلية الإيرانية استخدام كلمة التسمم في بيانها، قائلة إن بعض المعتقلين أيضاً "قاموا بهذا العمل بدافع عدائي وبهدف بث الرعب والذعر بين الناس والطلاب وتعطيل المدارس ونشر سوء الظن في النظام الحاكم".