إصابات بالتهاب السحايا بين الأطفال في دير الزور شرقي سورية

إصابات بالتهاب السحايا بين الأطفال في دير الزور شرقي سورية

24 أكتوبر 2023
تعد المياه الملوثة سبباً في انتشار أمراض عدة بسورية (دليل سليمان/فرانس برس)
+ الخط -

تتصاعد المخاوف جراء تسجيل إصابات بين الأطفال بمرض التهاب السحايا في مناطق الريف الشرقي من محافظة دير الزور شرقي سورية، الخاضعة لسيطرة قوات النظام السوري، إضافة لتلك الخاضعة لسيطرة الإدارة الذاتية، مع غياب الإحصائيات الدقيقة حول أعداد المصابين.

والتهاب السحايا هو نوع من العدوى والالتهاب، يصيبان السائل والأغشية المحيطة بالمخ والحبل النخاغي، والمسماة بالسحايا. وينتج عادة عن عدوى فيروسية أو جرثومة المكورة السحائية، وينتقل عن طريق قطيرات الإفرازات التنفسية أو إفرازات الحلق، وهو مرض فتاك ويتطلب رعاية طبية فورية، كما لا يزال يطرح تحدياً كبيراً للصحة العامة في العالم، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية.

وفي السياق، أوضح الطبيب فراس الفهد لـ"العربي الجديد" أن من أسباب انتشار مرض السحايا في مناطق محافظة دير الزور بخاصة الريف الشرقي، تفويت جرعات اللقاح خلال سنوات الحرب الماضية، فضلاً عن ندرة المراكز الصحية المخصصة لإعطاء اللقاحات الاعتيادية المجانية، إلى جانب انتشار المرض عبر التنفس في بيئة اجتماعية مكتظة بينها المدارس، ناهيك عن عدم وجود مستشفيات مخصصة للأطفال في المنطقة وأدوية كافية للعلاج. 

من جهته، بيّن الطبيب أحمد حاج إبراهيم، اختصاصي الأمراض العصبية، المقيم في مدينة القامشلي لـ"العربي الجديد"، أن "التهاب السحايا أنواع عديدة، فهناك الالتهاب الجرثومي والفيروسي والفطري والسلي". وأردف الطبيب أنّ "الفيروس ينجم عن التهاب في الأذن والجيوب وعن إصابات الرأس، وفي بعض حالات الجراحات العصبية، أيضاً عن طريق إصابات السل، كما أن الأطفال دون الخمس سنوات معرضون لالتهاب السحايا الفيروسي".

وأشار إلى أن المرض ينتشر عن طريق التنفس والعطاس وهو معد ويحتاج إلى رعاية طبية عاجلة، على عكس ما يشاع أنه لا ينتقل من شخص إلى آخر، لافتا إلى أن فترة علاج المرض طويلة وتستمر لمدة 14 يوماً، بحقن الدواء الوريدي المخصص، ومن عوارض الإصابة الصداع والحرارة، وعند الشعور بها تجب مراجعة طبيب الأعصاب.

وقال الطبيب: "بالنسبة للدواء فإن سعره مرتفع، لذلك نواجه صعوبات بعلاج المرضى، ونسجل ما بين 20 و30 حالة في المنطقة في الشهر، بسبب الطقس الحار والميكروبات والاكتظاظ السكاني".

من جانبه، لفت الناشط الإعلامي مدين عليان خلال حديثه لـ"العربي الجديد" أن أعداد الإصابات كانت كبيرة بالسحايا في عدة مناطق خاضعة لسيطرة الإدارة الذاتية بمناطق دير الزور والرقة، حيث أكدت لجنة الصحة في وقت سابق تسجيل 320 حالة التهاب سحايا منذ بداية العام الحالي، بالإضافة إلى 735 إصابة باللشمانيا. لافتا إلى أن مناطق سيطرة النظام تسجل في الوقت الحالي من السنة إصابات بالمرض. وأضاف: "لا يوجد عدد دقيق للإصابات في مناطق سيطرة النظام السوري في شرق المحافظة، والسبب يعود لعدم وجود حملات توعية بين الأهالي بخصوص المرض".

وشدد الناشط الإعلامي جاسم العلاوي على أنه في الريف الشرقي من محافظة دير الزور يعتمد الكثير من الأهالي على المياه الخام التي تضخ من نهر الفرات، وهذه المياه ملوثة بسبب عمليات تهريب النفط، وهناك عوائل لديها محطات فلترة مياه منزلية، لكن الكثير منها تعتمد على مياه الفرات بشكل مباشر دون تعقيمها بشكل جيد والتأكد من خلوها من الملوثات، إضافة لاعتماد مياه الصهاريج، وهذا يسبب انتشار الأمراض والإصابة بها.

مدير صحة دير الزور التابعة للنظام السوري، بشار الشعيبي، نفى وجود انتشار واسع لمرض التهاب السحايا بين الأطفال في المنطقة، لافتا إلى أن الحالات المسجلة هي ضمن المعدل الطبيعي، مشيرا في تصريح لموقع موال للنظام يوم أمس الأحد، أن الأعداد المسجلة خلال الفترة ما بين 20 سبتمبر/ أيلول و17 أكتوبر/تشرين الأول الجاري هي 30 إصابة، نافياً تطور الإصابات: "تقارير مديرية الصحة تُشير إلى أن معظم الإصابات تتوزع في الريف الشرقي من المحافظة، وعلى امتداد جغرافي يصل إلى 60 كم".

المساهمون