أهالي بيروت وجبل لبنان "محرومون" من المياه.. انقطاع بسبب عطل كهربائي

20 يونيو 2023
عطل في الكهرباء يحول دون ضخ المياه إلى مناطق بيروت (فرانس برس)
+ الخط -

يشكو أهالي بيروت وجبل لبنان من انقطاع المياه منذ أكثر من أسبوع، نتيجة عطل طارئ من مصدر التغذية الرئيسية في مؤسسة كهرباء لبنان، الأمر الذي أثر على أمورهم الحياتية وفاقم معاناتهم المادية بعدما باتوا مضطرين لشراء المياه وتكبّد فواتير الصهاريج الخاصّة. 

وقال عددٌ من المواطنين سكان بيروت لـ"العربي الجديد"، إن "الوضع لم يعد يُطاق، لا مياه منذ أيام عدة، فواتير الصهاريج مرتفعة جداً، ونحتاج يومياً لشراء المياه، هناك عائلات وأطفال لا يمكنهم حتى تقنين استخداماتهم في ظلّ الطقس الحارّ". 

وأشار الأهالي إلى أن "لا قدرة لدينا مادياً على تكبّد هذه المصاريف، فالأمر لا يقتصر على المياه، الكهرباء أيضاً مقطوعة بالكاد تضيء منازلنا ساعتين في اليوم، وباقي الساعات نؤمنها من خلال المولدات الخاصة، بفواتير جداً مرتفعة، هذا عدا عن الفواتير الصحية الاستشفائية والدوائية، للأسف أبسط الحقوق التي يفترض أن تمنح للمواطنين مجاناً نحن محرومون منها، لا بل نستدين ونعمل ليلاً نهاراً حتى تأمين نصفها". 

وأعلنت مؤسسة مياه بيروت وجبل لبنان في بيان بتاريخ 16 يونيو/حزيران الجاري أن عطلاً طارئاً من مصدر التغذية الرئيسية في مؤسسة كهرباء لبنان، أدى إلى توقف محطة المياه الرئيسية في الضبية عن العمل، ما يحول دون تأمين المياه إلى كافة المحطات المتصلة لضخها إلى الخزانات الرئيسية وقد أدى ذلك إلى توقف التغذية بالمياه عن مناطق بيروت الشمالية وبيروت الجنوبية وساحل ووسط المتن. 

وأوضحت المؤسسة أن "محطة الضبية تتغذى بخط مباشر من مؤسسة الكهرباء، ولا يمكن تشغيلها على المولدات بسبب حاجتها إلى التغذية بخط توتر متوسط"، آملة من فرق الطوارئ التابعة لمؤسسة الكهرباء انجاز التصليح في أسرع وقتٍ ممكنٍ. 

الأزمة إلى حل تدريجي

وقال مصدرٌ في مؤسسة مياه بيروت وجبل لبنان لـ"العربي الجديد" إن "الأزمة إلى حلّ تدريجي، قد تبدأ ملامحه بالظهور مساء اليوم في بعض المناطق، وباقي الأيام ستصل إلى غالبية المنازل، خصوصاً أن الحل مرتبط بالكهرباء أيضاً التي يفترض أن تؤمَّن بدورها لتشغيل المضخات". 

وأشار المصدر إلى أن "المشكلة خارجة عن إدارة المؤسسة، وهي تتصل بالحريق الذي اندلع الأسبوع الماضي في معمل الذوق الكهربائي الذي يمدنا بالكهرباء، على أمل اصلاح الأعطال كلها في أقرب وقتٍ ممكنٍ لتعود المياه إلى منازل السكان". 

في السياق، طالب المحامي أديب زخور وتجمع المحامين للطعن وتعديل قانون الإيجارات مع لجان المستأجرين وزير الطاقة والمياه في حكومة تصريف الأعمال وليد غياض بالإصلاح الفوري لخط الكهرباء والعطل الذي يحول دون ضخ المياه إلى مناطق بيروت والمتن وكسروان المقطوعة عنها المياه منذ حوالي الأسبوع. 

وقال زخور لـ"العربي الجديد"، "وردنا العديد من الاتصالات من قبل سكان بيروت وكسروان والمتن تشكو انقطاع المياه وترفع الصوت نظراً لخطورة هذه الأزمة وتداعياتها على حياتهم خصوصاً صحياً، عدا عن أن المواطنين يعانون من صعوبات مادية لتأمين المياه ودفع تكاليف فواتير الصهاريج الخاصة، التي تحتاجها العائلات يومياً ويرتفع استخدامها في فصل الصيف". 

وأشار زخور إلى أن "هذه الأزمة لا يمكن التقليل من شأنها أو الاستهانة بها، هناك مرضى وكبار في السن وحالات خاصة في المنازل، تحتاج إلى عناية ومياه للشرب والغسيل والتنظيف اليومي وإلا تكون معرضة للأمراض والأوبئة، ويكفي ما يعانيه اللبنانيون من انهيار اقتصادي وارتفاع للأسعار من هنا ندعو بجدية لحل المشكلة اليوم قبل الغد". 

ولفت زخور إلى أنه "بموازاة العمل على تصليح الأعطال وحلّ المشكلة، يجب أن يحصل تحقيق شفاف في أسباب العطل أو الحريق الذي اندلع في المعمل الكهربائي، وهذه مسؤولية الأجهزة الأمنية ووزارة الطاقة، فالموضوع يتعلق بالأمن الاجتماعي والقومي ولا يمكن السكوت عنه". 

وفي 14 يونيو، أعلنت مؤسسة كهرباء لبنان أن "عطلاً حصل على خلية محول في محطة معمل الذوق، أدى إلى انفجارها وحصول حريق داخل المحطة الأمر الذي أدى إلى احتراق بعض الخلايا بالكامل وتضرّر القسم الباقي بنتيجة النار والحرارة". 

وأشارت إلى أن "فرق الدفاع المدني والصليب الأحمر تدخلت بالوقت المناسب لمنع تمدد الحريق والأضرار إلى سائر المنشآت ولإسعاف المناوب في المحطة الذي تعرض لتنشق الغاز والدخان". 

ونتيجة هذا الحادث، قالت المؤسسة إنه تم انقطاع التيار عن مناطق عدة تتغذى من هذه المحطة، ومن المتوقع أن تستغرق عملية التصليح أيام عدة نظراً لحجم الضرر. 

وأوضحت أن الظروف التشغيلية للشبكة في ظل مستوى الإنتاج المتدني وازدياد الطلب على الطاقة مع بدء الطقس الحار، تؤدي إلى عدم استقرار كبير على الصعيد الكهربائي مما يؤثر سلباً على التجهيزات ويؤدي إلى حصول الأعطال والحوادث بشكل عام. 

المساهمون