أهالي الأسرى الفلسطينيين يؤيدون إضراب أبنائهم وسط قلق على صحتهم

أهالي الأسرى الفلسطينيين يؤيدون إضراب أبنائهم وسط قلق على صحتهم

رام الله

جهاد بركات

avata
جهاد بركات
مراسل
22 مارس 2023
+ الخط -

تختلط مشاعر أهالي الأسرى الفلسطينيين بين الخشية على أبنائهم من الآثار الصحية للإضراب الذي أعلنوه وضرورة دخولهم فيه لوقف استهدافهم. خاصة مع وصول إضراب الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي إلى نقطة الصفر، مع إعلان قيادة الإضراب في السجون، وهي قيادة مشكّلة من كافة الفصائل الفلسطينية، دخولها في الإضراب قبل يومين من انخراط باقي المشاركين من الأسرى.
ويخرج الأهالي كل ثلاثاء في مسيرات ليلية، تلبية لنداء لجنة الطوارئ العليا للحركة الأسيرة، والتي دعت للخروج في كل ثلاثاء تحت شعار "الثلاثاء الحمراء"، عودة بالتاريخ إلى حقبة الانتداب البريطاني، وتحديدا 17 يونيو/حزيران عام 1930، حيث أعدم الانتداب البريطاني كلًّا من عطا الزير وفؤاد حجازي ومحمد جمجوم.

الصورة
أهالي الأسرى الفلسطينيين خلال فعاليات "الثلاثاء الأحمر" (العربي الجديد)
أهالي الأسرى الفلسطينيين خلال فعاليات "الثلاثاء الحمراء" (العربي الجديد)

وقالت الحركة الأسيرة في بيانها، إنها تدعو لإحياء ذكرى "الثلاثاء الحمراء"، التي قدم فيها الشعب الفلسطيني خيرة أبنائه على مشنقة الحرية، زمن الانتداب، والاحتلال البريطاني، ليكون يوم الثلاثاء "ثلاثاء الحرية" نصرة للأسرى.
ويعتبر أهالي الأسرى التحرك المبكر في الميادين، نوعا من مساعدة الأسرى في الإسراع بإنجاز مطالبهم بأقصر مدة من الإضراب.
رغدة عليان شقيقة الأسير علي عليان المحكوم بالسجن خمسة مؤبدات مدى الحياة يضاف إليها عشرون عاماً، تحمل في جعبتها موقفين قد يبدوان متضاربين، فهي من ناحية كانت تأمل ألا يدخل الأسرى في الإضراب المفتوح عن الطعام خشية على شقيقها وباقي الأسرى، بالنظر إلى التجربة التي خاضها في العام 2017 والذي عرف بإضراب الكرامة، حين فقد 20 كيلوغراما من وزنه، ولم يستعد كامل صحته بعد انتهاء الإضراب الذي استمر 41 يوماً. ومن جهة أخرى ترى في حديثها مع "العربي الجديد" ضرورة دخول الأسرى في الإضراب لوضع حد للاستهداف الذي يحيق بالأسرى، بعد قرارات وزير الأمن الإسرائيلي إيتمار بن غفير بإجراءات تعسفية بحقهم.

تؤكد عليان أن شقيقها سيكون من المشاركين في الإضراب، لأن ظروف السجون صعبة جدا مطالبة كل الجهات، بما فيها دول العالم الوقوف مع الأسرى لكيلا يصل الإضراب إلى مرحلة الخطر على حياتهم.

ولا تزال سماهر القاضي شقيقة الأسير مازن القاضي تأمل ألا يضطر الأسرى لخوض الإضراب، وأن يكون هناك حراك مكثف لتحقيق مطالب الأسرى، فقد جربت عائلتها كما تقول لـ"العربي الجديد" إضراب لـ41 يوماً في عام 2019، وعاشت لحظات صعبة.
تضيف القاضي: "منذ شهر ينفذ أسرانا عصيانا على إدارة السجون، وبالمقابل يستخدم الاحتلال شتى وسائل محاولات كسر عزيمتهم، لكننا نقول إن يدنا ستكون بيد الأسرى، ولن يستطيعوا كسر صلابتهم، رغم ما يتعرضون له من استهداف لأبسط حقوقهم، ومحاولات إذلالهم عبر تحديد أوقات محددة للمياه الساخنة، ومنع الخبز الطازج".

الصورة
أهالي الأسرى الفلسطينيين خلال فعاليات "الثلاثاء الحمراء" (العربي الجديد)
أهالي الأسرى الفلسطينيين خلال فعاليات "الثلاثاء الحمراء" (العربي الجديد)

وفي وقت تبدو معركة الإضراب وصلت لحظة لا عودة فيها، بسبب رفض إدارة السجون ووزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير التراجع عن الإجراءات التنكيلية بحق الأسرى، يواصل الأسير خضر عدنان منذ أكثر من 45 يوما إضرابا مفتوحا للمطالبة بالإفراج عنه.
تقول رندة موسى زوجة عدنان لـ"العربي الجديد" إنها تنتقل إلى الاعتصامات من جنين شمال الضفة الغربية مكان سكنها إلى كل مكان للمشاركة باعتصامات "الثلاثاء الحمراء"، لتوصل رسالة زوجها الذي نفذ خمست إضرابات في اعتقالات سابقة، وتعرض للاعتقال 12 مرة، وكذلك لتقول لأهالي الأسرى الذين سيدخل أبناؤهم الإضراب أن عليهم رفع صوتهم بأنفسهم، وخصوصا أمهات وزوجات الأسرى وعدم الاكتفاء بما تقوم به المؤسسات العاملة في هذا المجال.
وحول صحة زوجها قالت إن وضعه الصحي صعب جدا، وقد زاره المحامي الإثنين وكان على كرسي متحرك، ورغم ذلك لا يزال يتعرض لضغوطات من إدارة السجون من أجل الحيلولة دون الاستمرار بالإضراب، مؤكدة أن اللجنة الدولية للصليب الأحمر لم تزره حتى الآن، محملة إياها جزءا من المسؤولية عن حياته.
وحول قرار قيادة الإضراب بشأن بدء الإضراب قبل باقي الأسرى يقول رئيس نادي الأسير الفلسطيني قدورة فارس لـ"العربي الجديد"، إن ذلك يعني الوصول إلى ما أسماها لحظة الحقيقة، بحيث لم تجد الإجراءات النضالية السابقة (العصيان في السجون) نفعا، ولم تزحزح الموقف الإسرائيلي، فأراد قادة الإضراب تقديم نموذج في القيادة من خلال البدء بأنفسهم في الإضراب قبل غيرهم.
وقال فارس إن ذلك يعني تأكيدهم عزمهم وقرارهم النهائي القاطع، راجيا استلهام تلك التجربة في خارج السجون، بالتصدي للاحتلال، وبالانخراط في التحدي الوطني الكبير الذي يشكله الإضراب، وضرورة الاستمرار بفعاليات قوية، بحجم التحديات أمام الفلسطينيين وأسراهم.

وتوقع الأسير المحرر جمعة التايه في حديثه مع "العربي الجديد" أن يكون الإضراب القادم معركة استراتيجية، ولم يكن أمام الأسرى إلا خوضها بسبب عدم الاستجابة لمطالبهم من خلال الخطوات السابقة.
وتوقع أن يكون الإضراب قاسيا، بسبب مواجهة الأسرى لحكومة متطرفة، وأمن داخلي وإدارة للسجون تعمل بسياسة وزير الأمن القومي بن غفير الذي أراد أن يعيد الأسرى إلى الوضع الذي كان في سنوات السبعينيات، قبل أن يحقق الأسرى الفلسطينيون إنجازاتهم من خلال سلسلة نضالات وإضرابات عن الطعام.
وكان الأسرى في سجون الاحتلال بدؤوا خطوات سموها بالعصيان ضد إدارة السجون منذ 37 يوماً، ضد قرارات وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير ضدهم، تهيئة لمعركة الإضراب التي أسموها "بركان الحرّية أو الشّهادة"، والتي تبدأ في أول أيام شهر رمضان.

ذات صلة

الصورة
يشاركان في المخيم نصرة لغزة (العربي الجديد)

مجتمع

يخجل طلاب جامعة كامبريدج من الدور الذي تقوم به مؤسستهم التربوية مع الاحتلال الإسرائيلي من خلال الاستثمار وغير ذلك، ويطالبون بتعليق الشراكة في ظل استمرار الإبادة
الصورة
قصف ودمار في مخيم جباليا (فرانس برس)

مجتمع

مأساة جديدة يعيشها الموجودون في مخيم جباليا، في ظل الاقتحامات الإسرائيلية والمساعي لتفريغه من أهله. ويحكي أهل المخيم عن انتشار الجثث في الشوارع.
الصورة
حسن قصيني

سياسة

بلدة طيرة حيفا واحدة من القرى الفلسطينية التي هُجر أهلها في النكبة عام 1948. حسن قصيني أحد أبناء البلدة يروي لـ"العربي الجديد" أحداث التهجير.
الصورة
ذكرى النكبة حاضرة في فعاليات نصرة الأسرى الفلسطينيين (العربي الجديد)

سياسة

لم تغب معاناة الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي في مناسبة ذكرى النكبة الفلسطينية الـ76،
التي تحل اليوم الثلاثاء في ظل الحرب على غزة.

المساهمون